لقرية المنسية منذ الميلاد
******************
هل يصدقني اليوم جاري...
ان قلت:
أنا المنبوذ في وطني،
أبحث عن لقمة عيشٍ،
أو جرعة دواءٍ لصغاري!
أقطف أوراق الأشجار الميتة،
ألملم الطيور النافقات من حر الصيف
من حول بحيرة جافة...
عند أطراف قريتنا المنسية منذ الميلاد
في انتظارخريفٍ لم يأتِ بعد،
و لربما لا نصدقه و ان يوماً عاد
أيها الجوع المستشري...
في بقاع الأرض بل فينا...
و أطراف القرى النائيات،
المتسكع في بيوت الفقراء
هنا حيث أستطيع أنا...
أن أحسب الضلوع،
و الجماجم و هياكل الصغار،
المبعثرة على طول الطريق...
فاغرةً أفواهها...
كأنها يوماً كانت تعرف الضحك...
أو ابتسامات الفرح،
و تلاحقني...
خوف الموت العيون الجاحظاتِ
من داخل المحاجر...
و أفواه الضباع
من بعيدٍ و نحن ننتظر الصباح،
هناك عند الأفق...
تحلق الجوارح الجائعات،
تهبط فوق الرؤوس...
و الجثامين المرصوصة على جنبات الطريق...
كأعمدة الإنارة القديمة...
بلا نور منذ آلاف السنين
تنهش جلودنا بلذةٍ،
بمناقيرها تفقئُ عيون الصبر
لترمي بالعظام...
خلف الجبال الشامخات
و داخل فوهات البراكين...
المتلهفة للحوم البشر
و نحن ما زلنا ننتظر المطر...
و قد نسينا بلا تناسينا...
صلاة الإستسقاء منذ الأزل.
*********
محمد شداد