ماثلة كأنني ثملة على وقع خطى الدهشة!
أعقد حاجبي الاستغراب والنكران
ففي كبد المرآة أرى خيالا يشبهني،
لكن ملامحه محال أن تكون لي
هذا الضعف المكفن بخيبتي!
المدفون خلف تلك المستديرة ،المخادعة!!
بل أنا هي المخادعة المستسلمة ،الضعيفة الهشة
لم ألاحظ التجاعيد القبيحة !!
متى ارتسمت فوق محيط ضحكتي ؟!
التي كنت لما أزرعها؛ ينبت السرور حبا
تفيض أنهار السعادة، لتسقي كل حقول
الأحلام !!
أين أنت يا أنا متى جفت ينابيع
الفرح بأعماقك ؟ !!
متى أصاب التصحر أرض أمانيك ؟
متى استوطن اليأس بساتين أيامك ؟
متى انسلخت عني ؟! أيعقل أنك تخليت عني؟
من وراء حكايات الغروب ،كنا نعقد قران اللقاء
مع حكياتنا الجميلة، كنا نرسمها دوما سعيدة
هل هو قلم الرصاص سلم حكاياتنا للممحاة
لتمحي فصول صبرنا المعتكف بمحراب العناد!!
فدونت السيالة الحمراء هزيمة العزيمة !
محال أن تكون الهزيمة آخر فصول روايتنا
وعد مني يا مرآتي، لو استيقظت بالفصل التالي
مهزومة؛ سأكسرك، وأتلف ملامحي القبيحة
بأسرك إلى الأبد ...
سأختار مرآة تكون ملامحي فيها دوما تشبهني.
•••••••••
فايزة عبد السعيد