« في عز الشتاء يلتحفون السماء »
***************
يا وطني...
ليس لي عصاً أتوكأُ عليها
أو أهش بها على أحزاني
و أنا أجوب القفار و الديار...
حافياً بلا نعلٍ!
أبحث عن حارةٍ
و عن جارةٍ
تلاطفني أو جار
أو حتى عن شجيرة صبّارٍ...
تواريني من شمس الظهيرة.
***
يا وطني...
المنبوذون...
و النائمون في العراء...
تتقرح أرواحهم العطشى مثلي،
من رهق الشتات و المسارات الطويلة
و في عز الشتاء يلتحفون السماء
في أرض تبدو...
زنزانة حقيرة.
***
و قلوبهم الصافية كالثلج بيضااااء
تهفو للمطر...
و الغمام حلماً بعيداً يراودهم بلا ملل
كأحلام الصبايا...
فيعتريهم الحزن كل مساء،
فيلحفهم بالعطف...
ضوء القمر.
***
في الصباح
تتشعب الدروب علينا،
و يحتار الدليل إن سألناه...
أو أبينا!
فيرتد صدى الحيرة إلينا...
الى أين المسير؟
بل أين المفر؟
***
أيها البشر...
المتسكعون عند الظهيرة
من يصلي بنا صلاة استسقاء
من أجل ليلة مطيرة؟
من له كف يدعو لنا؟
فإن دعوتم أمطرنا...
أفذاك مطر سوء...
أم وابلاً من الحجر؟.
***********
محمد شداد/ السودان