زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

دردشة بعد الرحيل _ بقلم: الكاتب / عماد صالح


 



(( دردشة بعد الرحيل ))



**********



ما زالت الألوان على الجدران ذاتها، الأبيض والمشمشي والكريم ، بالإضافة إلى لمستهِ وصوتهِ وهو يغني نبرتهُ وصداه كأنه ما زال هنا، كلما عانقتني ذكراه عبق العطر حولي، وفاضت في عيوني أبحر من الشوق، تحملني لزمنٍ جميل وناسٍ لطفاء، مَررتَ سريعاً وتركتَ أثراً كبيراً، ونحن نقيمُ هنا على جبلٍ من التناقضات والمحسوبيات الشخصية والعائلية والمجتعية والطائفية والسياسية والعاطفية والمادية،

وكأن العواطف تحولتْ إلى حجر، والعلاقات المقنعة بالكذب والنفاق، والحب المتحول والمزاجي تُرتكبُ باسمه الجرائم والفضائح على الطرقات.

واليوم وكل يوم ننتظر القرار وحكماء القوم ، وحده كورونا لا ينتظر ولا يستأذن ولا يحترم المشاعر ، أنا مرات عدة شبهته بالقرار الوزاري ، وأحياناً اقتنعت أنه ربما قرار وزاري فعلاً، لما أُحيطَ به من الدعم وخلق الظروف المناسبة لتجواله وتقرُّبه من الناس.

هذه الحال بعد رحيلكَ أيها الغالي الفوضى عنوان مناسب لهذه المرحلة، وكَثُرَ عشاقها على كل تراب الوطن، التجار مصاصو الدماء، الأطباء محبي الثروة، القضاء الفاسد، وظلم المناصب، وعالم الممنوعات ، تصوَّر حتى العلم في المدارس ممنهج بكوادره ومناهجه وسوابقه ولواحقه، أصبحنا نخشى على أولادنا من هذه الحياة.

قتلوا إحساس الطفولة بالتفاصيل المملة، سرقوا الفرح ليلة العيد منها، وأطلقوا العنان لآلة الكذب، كل يوم مرسوم وقرار، وشروح وقصائد نثرية تساعد على الفهم والرؤية الجديدة من منظور المسؤول الجديد، طبعاً بحكم معرفته وشهادته التي تكون غالباً بعيدة كل البعد عن مركزه وقراره.

سلبونا كل شيء مقابل رغيف الخبز، هم ليسوا غرباء، بل أبناء البلد، قضوا على ما يسمى طبقة وسطى وهي بكل المقاييس العصب الرئيسي والمباشر للنهضة اقتصادياً وفكرياً ومجتعياً، واحتكروا حقوقنا وكأنهم الوصي الغير مؤتمن

وها نحن تحت حبات المطر، تحمل رسائل السماء على ورق الخير الأخضر.

أمطرت اليوم بغزارة أيها الراحل الطين في الشوارع يشهد ورائحة التراب وخصل شعر ابنتي سارة المببلة بالمطر وذاك الشق القديم في الجدار أتذكر في كل عام كنت تصلحه، للأسف انتظركَ هذا الشتاء ولم تأتي....



*****


عماد صالح.




























عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية