« الـوَجِـيـزُ فِي الحُـبِّ »
"محاولةٌ في مدحِ سيدِ الخَلقِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم"
الثَّابتُ الحُـبُّ مَهمَا طالَتِ الحِقبُ
غَـزَا القلوبَ و لم يُعـرَف لهُ سَببُ
فكيفَ تَعـذلُ مَـن ذابَتْ حُشَاشَتُهُ
شوقَاً إليكَ و أعيَا رُوحَه الوَصَبُ
وَجهٌ كوجهِكَ يُستَسقَى الغمامُ بهِ
أَمَـامَـهُ راسِيَـاتُ الشِّعرِ تضطَرِبُ
وَجـهٌ أنـيرَت سَمَـاواتٌ بِطَـلعَـتِـهِ
ماذا يُضِيفُ إلى أنـوارِهِ الأدبُ ؟!
و كيفَ نكتبُ و الأشعارُ قاصِرةٌ ؟!
و الحَـالُ أَبلَـغُ مِمَّـا قالَـتِ العَـربُ
و الحـالُ أنَّـكَ قَـد أُعطِيـتَ منزِلةً
علَـوتَ فيهَـا فكانَت دونَكَ الشُّهبُ
و نـلـتَ كُـلَّ ثنَـاءِ اللـهِ عَـن خُلُـقٍ
أنقَى و أطهَـرَ مِمَّـا تحملُ السُّحُـبُ
فأنتَ سيِّـدُ أهلِ الأرضِ مُـذ خُلِقَتْ
و أنـتَ خاتـمُ مَـن فُكَّـتْ لهُـم حُجُبُ
مَـن يعشَـقُ السِّيـرَةَ الغـرَّاءَ حُـقَّ لَـهُ
سَـحُّ الدُّمـوعِ علَى آثَـارِ مَـن ذهبوا
عَطشَى إلى نَفَحَـاتٍ منكَ أوردتي
يا نسمةً عطرُها في الرُّوحِ ينسكِبُ
وَ لِـي عليـكِ شَفَـاعَـاتٌ أَلُـوذُ بِهَـا
كَمَـا يَـلـوذُ طَـريـدٌ هَـدَّهُ التَّعَـبُ
جــذعٌ أَنَـا و جـذورِي فيـكَ ضارِبَةٌ
ما زِلـتُ رغـمَ صَلِيـلِ الشَّـوقِ أرتقبُ
لَعَـلَّ بارِقَـةً في الحُـلْـمِ تفتـحُ لِـي
بَـابَـاً إليكَ و في الأعتَـابِ أنتحِـبُ
النَّـايُ لا يَصنَـعُ الأحـزَانَ مُنفـرِدا
ففِـي هوامِشِ حُـزنِي يَنبتُ القَصبُ
و لا يُـرفـرِفُ حَــرفٌ دونَ أجنحَـةٍ
فكيفَ طارَ و غطَّى وجهَهُ الذَّهَبُ ؟!
مُـحَـمَّـدٌ .. و كفَانِـي فيكَ مَفـخَـرةً
أَنِّـي إِليكَ لِيـومِ الدِّيـنِ أنتَسِـبُ
إِن كانَ حرفِي مُنِيـراً دونَما سببٍ
فأنـتَ و اللَّـهِ .. أنـتَ النُّـورُ و السَّببُ
لأنَّ وصفَـكَ لا تَـرقَـى لَـهُ لُـغَـةٌ
وَ لَنْ يُحِيطَ بِهِ التَّاريخُ و الكتُبُ
خليفة