زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

« رسائل عفوية »_ بقلم: مجد محمد وليد { جودي }


 



« رسائل عفوية » 




عزيزي يا صاحب الظل الطويل.. 


أين أنت.. وأيّان هذا الغياب..؟


كما عهدتني.. ما زلت وفيّة لعادتي، أراسلك بانتظام لأطلعك على تفاصيلي اليومية حتى التافهة منها.

وكما عهدتك.. وفيّ أنت للصّمت المستفز.

أود أن أخبرك هذه المرّة بأنّ أيامي غدت ثقيلة بدونك، تحبو كعجوز عرجاء على حافة هاوية، وأغصان قلبي أضحت ذابلة تصحرت جذورها من شحّ سُقياك، فؤادي يسكنه الخواء و رياح الحنين تبعثر كياني باحثة عن بقايا عطر عالق في أحضان السّكون.. 

أجوب دهاليز حروفك لأضيء شوراع روحي المقفرة، ألوذ بها.. أنزوي.. أتقوقع بين جنباتها ألتمس الدفء من صقيع الهجر؛ علّني أداوي ببلسمها وجع فراغي العقيم.. 


آه يا عزيزي..


ألا تكفيك قسوة البُعد.. وفقر اللّقاء؟!!

اعذرني.. 

أعلم أنك لم تعتد عِتاب رسائلي، لكني اليوم قد ضقت ذرعاً بغيابك.. ضقت ذرعاً بطرقي لبابك.. وبوقوفي على عتباتك أرتجي صدقةً أسدّ بها خلوة وجدي و جوع لهفتي.. 


قد طال بي المكوث على رصيف الوِحشة الكئيبة.. شريدة أتقلّب على جمرها، وحده السّهاد بات شاهداً على لهيب الجوى الملتاع.. أتجرّع مرارَ فقدك كمداً، وأذوب حزناً، لتتمزّق أشرعة الأمل بسياط التّرقب على أطراف نافذة الشّوق.. 


تحت جنح الليل السّرمدي سرقتني الأحلام، أقبع هناك وحيدة لا أنيس ولا جليس..يشاركني القمر النّحيب على أطلال الهدوء. 

أترنّح بغير هدى على ضفّة الهذيان، ليحتضنني طيفك دونما استئذان، يرمقني كنجمة أومضت على استحياء، تهمس باسمي..فتسحرني ابتسامة ثغرك، ويفتنني مُحياك الوضاء. يغمرني رذاذ عطرك المتناثر من بين فراغات أنامل الرّيح، ليحيي قلباً قد أماته الغياب. وقبل أن تبتلعني متاهة عينيك، تثور الكلمات بجوفي.. ترتعد كشهقة بتلابيب الحشا، ليتهاطل الدمع في أسى. 


لما هذا الإهمال..؟ 

لما هذه اللاّمبالاة..؟

و كلّ هذا الجفاء..؟

ما أضعفني وما أقساك.. !

ألا ترأف.. ألا تحنّ.. ألا تشتاق ؟!


أوصدتَ جميع مداخل لقياك بوجهي، حتى غدوتُ أحتاج تصريحاً لإقامة الشعائر في محراب عشقي، وإصدار صكٍ لتمرّ خلاله الوشوشات و تراتيل الغرام، بات الوصال على وسادة الدّجى من المحرّمات، بعد أن كان من ديدن المقدّسات..


آه يا عزيزي.. 

لعلّ القدر شاء أن يمتحنني بألم البعد ولوعة الحرمان، لأبقى معلّقة بين سماوات البوح وأراضين الكتمان.. 

فمُذ عرفتك ملكت مهجتي وتسيّدت عرش أضلعي، كنت دربي نحو السرور، قطعة من الجنّة أنت.. و ريح من المسك والرّيحان. 

لكن منذ أن امتطيت صهوة الغياب..حلّ في الروح الاغتراب. فألقتني أسفل الدّرك لأصطلي شتّى ألوان العذاب..


المخلصة جودي..


••••••••


مجد محمد وليد  { جودي  } 






















عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية