زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(رسالة في بريد الأماني) _ بقلم: أ. حسين عبد الودود الشميري





(رسالة في بريد الأماني)




وصية مؤجلة.. إليك يا من سوف تلين، يا من سوف تسمع باسمي، أو فيك اسمي يقترن، لا أعلم كيف سيكون شعورك حين تسمع اسمي، هل سوف تفخر بي أم عليّ تتحسر؟! أم أنك سوف تمتعض وتتكدر؟! لا أعلم كيف ستكون، لكن اعلم أنني أكتب إليك رسالتي هذا من مكان لا أملك فيه القرار، ولا أحسن فيه الاختيار، تائه عولت على الزمن ليصحح المسار لكن بدون جدوى، فقد رأيت فيه ما رأيت. نار فيها اكتويت، وألف آه لها احتويت. مللت من كثر ما للعذاب لقيت، يئست من كثر ما بالهم سقيت. تكدرت وبكيت، أوشكت أن أترجل فكتبت لك هذا الدليل، لم أعد أقوى على التحمل أكثر من ذلك، سنيني عجاف، حياتي تعاف، جسدي عليل، فمي ملجوم، قلبي مكلوم، اليأس ىي قرين، الهموم تعتريني، من نبرة كلماتي افهم لماذا سوف أترجل.
أعوذ بالله أن يكون اليأس من روحه من له افتقرت، أو من حكم قدرة قد نفرت، كلا ما سافرت، لكن سائرا في مجابهة من لي احتقر، وفي دربي للحجارة نثرُوا من جهودهم في نصري تتضافر، والشرر من عيونهم يتطاير، من بأقداري تلاعبوا. من ذبلت بيأس وأنا أنتظر لهم قرار، أو حسن اختيار، ولكنهم وقفوا في طريقي عثرة خشية ارتقائي، بذلوا جهدا لكي أظل لكاس الموت أستقي، فأصريت، وتماديت، ولعين القلم أبكيت. كان أول حروف نزفها. 
رسالتي هذه الذي أهديها إليك عزيزي الغائب في الحاضر، والوارث لمستقبلي، ها أنا انتهيت من جدولتها باعتذاري، وإليك نص ما احتوت على أمل أن تتحقق لي الأماني فيكون لك من وميض ناري نور، ومن حنين ذكرياتي دفء وسعادة، وإذا  لم يكن ذلك، فأرجوك أن تعذرني، فقد حاولت معاهد نفسي بأن أعذب قلمي ما بقيت، وأعاهدك هنا بأن لا أمحي أثر هذه الرسالة، أو أتلاعب بمحتواها وأن اتركها لك كما هي، مغطاة بورقة أخرى كانت تحتوي على مخططات حياتي. موهتها الدماء الذي نزفتها، والدموع الذي ذرفتها، وطل العرق الذي تصبب من جبيني، في زمهرير عشية يوم قضيتها في كتابة سيناريو حوار مع جدتي، عنوانه ذكری، عادة ورقة أحلامي بيضاء من جديد، صنعت منها طردا حفظت فيه رسالتي إليك، فإن لم تعذرني  فأرجو منك أن تلتمس شيئا من هول مشاعري الذي حاولت أن أترجم القليل منها لأوصلها  إليك لعلك تواصل مشوار الألف ميل، وإن ظفرت بما لم نظفر به فبنا لا تشمت حتى لا يعود بك الزمان إلينا، فتبتلى بما فيه ابتلينا، اعلم أننا نصرخ ألف آه مما به شقينا، 


**********

حسين عبد الودود الشميري






عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية