زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: مجموعة من الأدباء والكتاب _ في قصة " مدينتي " بقلم: الكاتب / نبيل نجار { Nabeel Najjar }


 



قراءة الأستاذ القدير: أمير ٱلمۘدرسۜ


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي}للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


قراءتي المتواضعة لنص مدينتي للقاص المبدع نبيل النجار راجيا أن يروق لكم.


تقديم.. تعصف في بلداننا العربية الحروب، وما نراه في الفترة الأخيرة، أن أوطاننا ما أن تخرج من حرب، الا وتجدنا في أتون حرب جديدة، بغض النظر أن تكون بسبب سياسة الحكام أو فرضت علينا من الخارج، وطننا الذي ماهدأت حروبه يوما، من أجل تصريف شحنات الأسلحة التي تنتجها الدول الكبرى، والمواطن هو الحلقة الأكثر تضررا، ويجد نفسه ملزما بالتعامل مع الوضع الجديد الذي أصبح واقعا، وعليه التعاطي مع هذه الظروف الصعبة التي تؤثر تأثيرا كبيرا على حياته النفسية والاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى إنسانيته، ولأن هذه الظروف هي التي ترسم مسارات الحياة، كان لابد من معرفتها، لمعرفة كيفية التعاطي معها.

العنوان 

يعتبر العنوان هو الباب الرئيسي للولوح إلى القصة وهو ملائم جدا مع أحداث القصة (مدينتي) my city ومدننا بعد الربيع العربي (الربيع الدموي) متشابهة في كثير من الأمور. 


الوصف..


استخدم القاص العديد من الجمل الوصفية، لتصل الصورة واضحة للقارئ، كما استخدم الجمل الحوارية لربط الأحداث، لكنه لم يفرط في استخدامها، ولكنها كانت ضرورية تخدم فكرة النص،ومن أهمها :

 - حل الصمت بينهما وإن لم يكن صمتاً بمعنى الكلمة؛ فأصوات القذائف الصاروخية كانت ترج الأرض رجاً؛ فإذا سكتت قليلاً برزت لعلعات طلقات مشاغبة تستحثها للحديث مرة أخرى.

 - ‏ -مع ذلك ـ قال الأول بصوت أعلى من المعتاد

 - ‏- أجاب بغمغمة خافتة.

 - ‏- هز رأسه بحرد.

 - ‏- مبتسماً عن بعض أسنان

 - ‏- قذيفة مندفعة كانت على عجلة من أمرها لم تمهله لإكمال جملته؛ قاطعته بصفيرها الحاد كأنها كانت تبغي أن تكون الكلمة الأخيرة لها؛ مع ذلك انتهى صفيرها عندما غاصت في الأرض قرب أقدامهما! لم تنفجر ولكنها حفرت الارض ببراعة خلد سحبت ورائها المقعد الصدىء بالجالسين عليه وخلفت فجوة في الأرض ورائهم.  

 - ‏- وقد سد المدخل الذي خلفته بركام وصخور وأشياء مختلفة.

 - ‏- ‏وكأنما يبصر لأول مرة؛ نظر مدهوشا حيث أشار مرافقه، سار مأخوذاً ومحني الظهر أيضاً، فسقف النفق كان منخفضاً وتتدلى منه بعض الجذور كأنها أذرع عناكب، تأبط ذراع صديقه بينما وضع باهمه والسبابة على أنفه.

 - ‏- صارت به خنة ـ كأنها رائحة الموت!. -بالفعل وعلى بعد عدة خطوات كان المشهد مخيفاً غامضاً وفوضويا: جثث مختلطة متعانقة متراكمة يرسم الرعب لوحاته على وجوهها بالدماء السوداء المتجلطة،وتشنجات الألم الصارخة عبر الأعين المفتوحة على اتساعها. غطى وجهه بيديه، 

 - ‏-هز الآخر رأسه ببطء! جلس على الأرض، أبعد قليلاً أقرب جثة

 - ‏-اتكأ إلى جدار القبر ومد قدماه.

 - ‏-كيف تعطلت مشاعرك إلى هذه الدرجة؟!.

 - ‏-ربت الآخر على الأرض ببساطة يستدعيه للجلوس.

 - ‏-كانت الدهشة والرجفة تعتريه من قمة رأسه حتى أصابع قدميه.


 - ‏الزمان


 - ‏استعان القاص بألفاظ زمانية في ترتيب أحداثه التي سارت بإتجاه واحد دون الرجوع للخلف وهي :       - عجوزان في خريف العمر يتسامران.

 - ‏- مضى زمن حتى انقشع الغبار وسحب الأتربة.    

 - ‏ المكان..


 - ‏ ‏الألفاظ المكانية ضرورية جدا في القصة لأنها تشكل اللوحة الخلفية التي تقع عندها أحداث القصة. ومن هذه الألفاظ


 المكانية :


 - ‏ - هناك كانا يجلسان على مقعد حديقة أعرج، 

 - ‏ ‏- تحت شجرة ماعاد بإمكانها منح أي ظل

 - ‏ ‏- جال ببصره في المدينة التي تحولت أبنيتها إلى أهرامات ركامية كالحة

 - ‏ ‏ - كانت القذيفة ترقد أمامها كبيضة رخ.

 - ‏

 - ‏الحدث..


 - ‏يصطحبنا زميلنا نبيل النجار في رحلة ربما العديد منا لايرغب بها، كوننا في مجتمع عربي، عاش وسمع حكايات الحرب وظروفها الصعبة، ولا يريد تكرار تلك المواقف المؤلمة، ولكننا نجد أنفسنا مجبرين لامتطاء صهوة قصته القصيرة، ربما بدافع تفحص ورؤية مواضع الابداع، كونها قصة فائزة، أنا شخصيا على الأقل من هذا النوع، بعد دعوة كريمة من الأخت الفاضلة شمعة الأمل مشكورة على دعوتها هذه

 - ‏يأخذنا القاص إلى (هناك) كما يذكر في أول كلمة، منظر يثير البؤس ويجعلني أستحضر دمعتي، مقعد حديقة أعرج، شجرة عارية لا ظل فيها ويجلس تحتها رجلان في خريف العمر، في مدينة أطعمتها الحرب دسومة قذائفهاحتى استحالت بيوتها ومبانيها إلى ركام، وفوق هذا كله حل بها الوباء، ترى أي زاوية ضيقة حشرني بها القاص وانا الضيف العزيز على قلبه، لا أنكر أن الظنون والهواجس راودتني أن أتراجع، لكن ابن سوريا بلد الياسمين الذي غاب في حديقة قصته وجدته حاضرا في أنفاسه  وطبق المقبلات الذي قدمه كان فاتحا للشهية وقد زيٌنه بالفستق الحلبي ورائحة الزيتون العبقة، لان اواصل القصة، فجأةً ضحكة دوت في الأرجاء لتجعلني أواصل مابدأت به،  وهو يقول له أن الوباء سيقضي على البقية الباقية، ليهز الآخر يده استهزاءً، وتلك صفة عربية تجدنا نضحك ونسمع النكات حتى في أصعب الأوقات ربما لأننا أدمنا الأزمنة الصعبة، يكملان حديثها بينما مازالت الأرض ترتج بسبب القنابل الصاروخية، التي تتساقط هنا وهناك، دون أن يعيرا لذلك أهمية، ليطرح التساؤل الذي لايوجد منا إلا ودار في خلده، لماذا نحن بالذات؟ وماهو ذنبنا الذي يستحق كل هذه العقوبات؟ 

 - ‏ويعود مضيفي العزيز الأستاذ نبيل ليقدم لنا بكرمه العربي صحناً رئيسياجميلا ودسما من الوصف الرائع ليضفي على الزيارة طعما خاصا وألقا جميلا، وهو يدرك تلك ضالتنا التي صبرنا لنيلها رغم خطورة الموقف، مبتدأ بقوله (قذيفة مندفعة كانت على عجلة من أمرها لم تمهله لإكمال جملته) لنتيه في سحرها، فجعلني مطمئنا،  لأواصل معه الطريق، غير أن سقوطها مسافة اربع خطوات، زلزلت كياني وعاد الندم يحاصرني من جديد، ولا أخفي عليكم اني توقفت كثيرا عند عدم إصابة شخصيتي القصة بجروح على الأقل بهذه المسافة القريبة، وأنا الرجل الذي أطعمتني حروبنا الكثيرة من خبرتها الكثير، بينما كان مضيفي العزيز يضحك هامسا في سره، نعم لقد وضعتك في مصيدة العقدة، ولا خلاص لك، ولا نجاة لك من دون كلماتي القادمة لتنقذك من دفق أفكارك وحيرتك وشكوكك، أعود للقصة لأجد أن الدخان يحاصرهما من كل جانب، فيلجا لنفق مظلم، تتدلى من سقفه جذور النباتات، لقد بحثت عن الحل، لكنه زاد الأمر تعقيدا، وهنا قام قاصنا المميز بتقديم طبق التحليه ليتم كرمه، بعبارات وصفية تبقى عالقة في الأذهان رغم قساوة المشهد إلا أنها كانت جميلة، ومعبرة عن كثير من المجازر التي حدثت هنا وهناك، وهي امتداد لما أسسته بلدان لديمقراطية اليوم أبان الحروب العالمية، ويضغط قاصنا المبدع على نقطة التنوير ونحن نحتسي فنجان قهوتنا ليخبرنا انه ميت، كما ويعلن على عتبة داره وهو يودعنا انها مدينة للأموات والحياة فيها. ولا وجود للجميع.

 - ‏

 - ‏التحليل..


 - ‏النص هو من جنس القصة القصيرة، وهذه القصة تذكرني بروايات فرانز كافكا (المسخ) وباتريك زوسكيند (العطر) وغونتر غراس(طبل الصفيح ) ، لقد نجح قاصنا المبدع من رسم إبداعه، بصورة فنتازية، بحيث جعله واقعا تعايشنا معه، وفاجأنا في نهاية قصته اننا كنا نتواصل مع أشباح لموتى، غاب ذكرهم عن الحياة، بل ربما اننا في أنقاض مقبرة، كانت نتيجة مؤكدة، لحرب طاحنة، والجميع فيها أموات

 - ‏ان أجمل مايميز الأسلوب الفنتازي في الطرح هو البوح بما في صدرك من مكنونات، دون خوف أو تردد من رقابة، من خلال إشارات وتعبيرات وكنايات مفهومة للجميع

 - ‏على مقعد الحديقة الأعرج، والذي أتصوره الواقع الأعرج الذي يعيشه الإنسان في العالم الثالث وربما في العالم العربي، والحديقة التي تحوي شجرة بلا ظل ولا أوراق، دلالة على حالة النقص في الغذاء ومستلزمات الحياة بأبسط صورها، الذي يلف معظم مجتمعاتنا، أما العجوزان وهما في خريف العمر هو رمز للأنسان الحكيم الذي يملك الخبرة، بفعل تراكم سني خبرته، لكنه عاجزا بسبب تقدم عمره، والحروب التي طالما شاغلته، وليس لديه القوة لفعل الإنجازات التي تدور في ذهنه، وإن استطاع تحقيقها، فالظروف غير مؤاتية، وفوق كل هذا يحل الوباء ليقضي على البقية الباقية، التي تعاني نقصا في كل الحياة بأبسط أشكالها، فالحياة في تصور العديد منا في ظل هذه الظروف، ما هي إلا أيام تمضي، هذا التصور الذي قادنا إلى أحاديث غير مفيدة، (من لم يمت) ... (ولماذا نحن بالذات؟) نتسائل وننتظر جوابا من الغير، ونحن على علم كامل، بالأسباب الحقيقية التي أوصلتنا إلى هذه الحال، ربما يمنعنا الخوف، وربما أشياء أخرى، لم نبح بها، غير أن الحرب اللعينة لن تترك أحياء إلا وتستهدفهم كبارا أو صغارا، بل حتى الأموات لن يكونوا ببعيدين عن تلك القذائف الصاروخية، وحين تسقط إحداها قربهما، يلوذون بنفق، هو أشبه بالسجون السرية، في تلك الدهاليز ترتكب المجازر، بعيدا عن أضواء الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان، إن لم تكن أصلا مدفوعة الثمن، و الرائحة هي تلك الإشارات التي يشمها القاصي والداني، لكنهم لم ولن يعلنوا عنها لسبب أو أخر، يستريح أحدهما ويطلب من صديقه أن يجلس بعد أن يمارس ضغطه عليه ويقنعه بأنه ميت، وغير قادر على فعل أي شيء، ثم يعلن القاص اننا في مدينة الأموات، فعندما تختفي أبسط مقومات الحياة، ويحل الجوع، ونقص الدواء في ظل الحروب والجائحة، يكون الأحياء أمواتا

 - ‏

 - ‏الرسالة التي وصلتني من القصة، أن الإنسان حين يكون متعبا في حياته، ومسلوب الإرادة، وتحت ضغط نقص أبسط متطلبات الحياة، وبوجود الأمراض والأوبئة، ستكون حياته، أعماله وإنجازاته، بل وكل آماله، أقرب ماتكون ميتة، أشبه بأشباح، لاروح فيها

 - ‏هذه قراءتي تمثل وجهة نظري، والنص المبدع يتحمل عدة قراءات، وأكيد نص الأستاذ الرائع نبيل النجار هو من هذا النوع، رجائي له بالتوفيق الدائم، ونأمل أن نقرأ له في المرة القادمة. تحيتي لكم والتمس العذر أن أخفقت في جانب معين


 -شكري وتقديري وامتناني لأسرة زمرة القصص لإتاحة الفرصة للنشر هذه القراءة راجيا لهم بالتوفيق والتألق والتميز الدائم



- ‏أمير ٱلمۘدرسۜ /الْعِرَاق        

             ___________



قراءة الأستاذ القدير؛ عبدالرحيم خير


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي}للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


رمزية المكان في قصة(مدينتي)


قراءة ذرائعية.. المكان عنصر من عناصر البناء القصصي الذي تدور فيه الأحداث وتتحرك الشخصيات، ويلعب المكان دوراً أساسياً في إظهار المضمون الاجتماعي أو السياسي للقصة، وقد يصبح المكان بمثابة خلفية  للقصة أومقدمة وتمهيداً لها...

ومن هنا كانت فكرة القراءة الذرائعية للنص  حيث يشكل المكان بداية دافعاً للإبداع قبل كتابة النص،

وهنا لولا أن الكاتب أراد أن يعبر عن هذا الجرح النازف وحجم المأساة التي أصابت هذه المدينة الأبية والتي طحنتها الحروب فأصبحت كأنها من مدن الأشباح لولا هذه التجربة وهذه المعاناة لم تكن القصة ...

 كما أن المكان وأثناء الكتابة يكون  بمثابة المسرح الذي تُعرض عليه الأحداث من خلال حركة الشخصيات وارتباطها بالمكان، وتفاعلها مع كل ما يستجد في المكان من أحداث،  هذا التفاعل كان من خلال الشخصيتين الرئيسيتين (عجوزان في خريف العمر يتسامران) بدأ هذا التفاعل بالحديث عن الوباء مرورا بالقذيفة التي سقطت تحت أقدامهم  (قذيفة مندفعة كانت على عجلة من أمرها لم تمهله لإكمال جملته؛ قاطعته بصفيرها الحاد كأنها كانت تبغي أن تكون الكلمة الأخيرة لها)، انتهاء بهذه القفلة المدهشة ونهاية القصة....

 ‏ ‏كما أن المكان  يرتبط أيضا بالمتلقي من خلال تلك الإشارات المكانية التي يرسلها الكاتب؛ الإشارات الصريحة من خلال أسماء الأماكن التي وردت بالقصة (أبنيتها، المدخل، نفق قريب، قبرا جماعيا)

 ‏ ‏أو الإشارات الخفية من خلال الأحداث والوقائع( يقولون أن وباءاً جديداً يتفشى في المدينة!)، (لماذا تبتلى هذه الأرض بكل أنواع النقمات؟)( كانت القذيفة ترقد أمامها كبيضة رخ)،

 ‏ ‏أو من خلال إشارات رمزية عادة ما يرتبط فيها الحدث بالمكان ( صاروخ وليس قذيفة ، كنا سنشوى شيا،كأنها رائحة الموت، قبرا جماعيا، مجزرة، أقرب جثة، يرسم الرعب لوحاته، الدماء السوداء المتجلطة،  جدار قبر) ....

 ‏ ‏ومن هنا ومن منطلق ارتباط الكاتب بالمكان والذي كان دافاعا قويا لعملية الإبداع كانت فكرة القصة ( مدينتي) والتي عبر عنها الكاتب بمفرادت مختلفة( مدينتي/المدينة / الأرض) وبداية من العنوان الذي توحي  دلالته بهذه الخصوصية والارتباط بين الكاتب والمدينة المقصود (مدينتي) والتي اقترنت بياء الملكية وهو ما يُشعرنا بالانتماء والاحتفاء والاعتزاز، ثم ما يلبس الكاتب أن يسميها ( المدينة )  المعرفةبالألف واللام، هذا التعريف الذي اكتسبته  بسبب شهرتها جراء  هذا الدمار والخراب الذي لحق بها، والذي عبر الكاتب عنه بجمل وعبارات تصور الواقع وتصف المأساة...(جال ببصره في المدينة التي تحولت أبنيتها إلى أهرامات ركامية كالحة)....(قذيفة مندفعة كانت على عجلة من أمرها لم تمهله لإكمال جملته)،(غطى وجهه بيديه، صرخ: رحمتك يارب! يبدو قبراُ جماعياً!..مجزرة! ياللهول!.) 

 ‏وفي الأخير وبعد أن أصبحت المفردات عاجزة عن التعببر عن دلالاتها المعجمية، تحولت إلى صور وايحاءات يراها القارئ تتحرك أمامه، سماها الكاتب ( الأرض) فبعد أن كانت( مدينتي)  تحولت بفعل الدمار والخراب إلى (المدينة ) المعروفة بنكبتها وحروبها وصراعها، هذا التحول والتوسع في رمزية المكان له دلالته التي انتهت باستخدام كلمة (الأرض) والتأكيد عليها حتى نهاية القصة بما يؤكد أن الأرض أضحت جرداء خالية بعد أن خلت من العمران والسكان (  تحولت أبنيتها إلى أهرامات ركامية كالحة) ، ( سيحصد أرواح البقية الباقية)،(كانت القذيفة ترقد أمامها كبيضة رخ)

 ‏  ( وباء ، كالحة، القذائف، الصاروخية، لعلعات ، طلقات ،الرائحة البشعة، رائحة الموت،جثث مختلطة، بالدماء السوداء.......الخ )

 ‏  ‏تميز أسلوب الكاتب بالمفارقة والإدهاش سواء على مستوى الشخصيات والتي فرضت حضورها بقوة على ساحة الأحداث تفاعلا وسخرية، وحسرة على ما وصلت إليه الأحوال، وتنوع أسلوب السرد بين الوصف والحوار والإخبار وكان لكل وظيفته في تصاعد الأحداث وصُولا للنهاية ...

 ‏  ‏كما تميزت لغة القصة بداية من المقدمة بالانزياحات التركيبة و الدلالية، حيث عمل الكاتب على تفكيك المفردات ومن ثم إعادة صياغتها وتشكيلها من جديد بما يناسب السياق ويصور الفكرة، كل ذلك باستخدام  الصور الإيحائية و المجازية  ومن ثم تحقيق خاصيتي الخصوصية  التفرد( خصوصية المكان ؛البلد المقصودة بالوصف، وتفرد الأحداث/الحرب أو الصراع، هذه الحرب التي اهتم  الكاتب بوصف أحداثها وتفاصيلها الدقيقة وهو ما أعطى أهمية كبرى وخصوصية لطبيعة ورمزية المكان .

 ‏وفي النهاية أدهشنا الكاتب بهذه القفلة الرائعة فأصبحنا نتسائل إن كان أبطال القصة موتى ككل أهل المدينة الذين قضوا نحبهم، وما هذه  الشخصيات إلا أشباح من زمن مضى؟! أم أن الموت هنا هو موت من نوع آخر؛ موت المشاعر والأحاسيس (ياللبرود! صاح الأول: كيف تجلس هنا بين الأموات؟! ألا تخاف؟ كيف تعطلت مشاعرك إلى هذه الدرجة؟!) أو هو موت الضميرالإنساني الذي تعود الظلم وألِف الخراب وأصبح لايبالى بأعداد الموتى والقتلى حتى وإن أضحت مدينة كاملة مقبرة جماعية لكل سكانها .


 ‏تحية وتقدير يليقان بالمبدع الأستاذ  ‏نبيل النجار ... مع خالص مودتي واحترامي.   

        

             ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ Saber Elganzory


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar


            ____________


شكرا جزيلا شمعة الأمل لهذه الدعوة الطيبة للمشاركة فى هذا النشاط الثقافى الرائع..

نص مدينتى.. من خلال قراءة النص نحاول أن نتوصل إلى تصنيفه.. هل النص ينتمى حقا للقصة القصيرة؟ وهل توافرت له عناصر القصة من موضوع واشخاص ولغة وبناء قائم على البداية والوسط " الذروة" ثم الانفراجة  والنهاية..

النص عبارة عن حوار فقط لكن هناك فكرة حاول الكاتب ان تصل للمتلقى لكنه اتخم الفكرة بعدة محاور بدات بالوباء ثم القاء الضوء على الحروب والقذائف والصواريخ من خلال الحوار ولغته التى لم تتصاعد وظل الحوار رتيبا ..تخلله بعض المشاهد كمشهد القبو والنفق والجثث ..الخ 

وكل ذلك راينا وقراناه فى نصوص مكررة تناولها كتاب دارت على ارضهم الحروب ..حتى وصلنا للنهاية التى اراد الكاتب ان يجعلها مفاجأة ويجعل المدينة مدينة أموات والحوار قد يفهم انه كان بين قتلى أو اموات ايضا!

ميز النص فقط طريقة تناول ومعالجة ا.نبيل للفكرة وكذلك طريقة سرده المميزه ..لكن كقصة يتصاعد فيها الحدث للذروة ثم يهبط المنحنى وتحدث النهاية منطقية او مباغتة ربما لم نجد ذلك!

احيانا يكتب الكاتب النص فى نقطة بالعقل والخيال وعندما تخرج للنور تختلف كثيرا عما تخيل وتمنى لها أن تكون.. لا ادرى ان كان ذلك قد حدث مع هذا النص الذى كان من المكن ان يكون نصا متكاملا يعتمد على فكرة جيدة وكاتب متمكن من ادواته ام لا.. ويبقى ان الحوار جيد ولكن بلا قصة كما نعرف عن القصة القصيرة.           

             ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ مجد ابوراس


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


الغنوان يحمل وشيا مزدوجا يؤثل لحضارة وينقلب لفناء 

بدا  القاص قصته بعرض مباشر الا انه استوفى كل جوانب الوصف وهذا التجرد اضفاء روح العري للمدينة وللارواح التي تسكنها ان كان ثمة ارواح بالفعل 

الحوار استغرق كل جوانب القصة وفي هذا محمدة عندما يغيب الواصفون عن المشهد  وفيه مذمة اذن ان الحوار يجب ان يكون جزء من القصة يصل بين حلقات السرد ويؤسس لنقلة ومقاربة  ومفارقة واظن انه نجح بذلك وفشل وهذا النجاح والفشل كفيل بان ياخذنا الى النهاية  غير المتوقعة من قبل القارئين العابرين ونهاية رسمت خطوطها لغة النص باحكام بالنسبة  لقارئ متفرس فهلهلة النسيج القصصي تطريز اظنه مقصودا من الكاتب  

بارك الله بالكاتب وبالناقلين  وبجميع  القائمين    

       

             ___________


قراءة الأستاذة القديرة؛ منال خطاب


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


الموت والقهر الجثث، السواد، الصواريخ، الغبار، النقمات، القذائف..؛ مفردات تشم فيها رائحة سوريا الان. ولأن الأديب الحقيقى يقدر معنى الوطن وينشغل بهمومه؛ ظلت اوجاع الحرب تلازم أخى نبيل وكتاباته. 

وبدأ اخى نبيل باستهلال ذكى وجيد؛ فقد دخل فى صميم الحدث مباشرة دون توصيف، فنراه يقول... هناك كانا يجلسان على مقعد حديقة اعرج... وبدا سرد ملامح الحدث محاولا إيجاد حبكة تناسب وجع الحرب.. حتى جاءت الخاتمة مفتوحة ليظل القاريء يتساءل.. هل هو فعلا الموت ام الموت الحالم... دام ابداعك شقيقى وحفظك واهلك من كل سوء.    

            ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ مبارك السعداني


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


موضوع القصة تناولته العديد من الأقلام من زوايا مختلفة سواء على المستوى السردي أم على مستويات إبداعية أخرى.بيد أن هذا الأمر لايضير النص في شيء.بل هذه مزية تحسب لصاحبه؛إذ كيف يمكنه أن يبدع في مجال ضيق مساحة الحركة فيه محدودة؟ليس الموضوع هو من سيخلق مزية النص وإبداعه ولكن طريقة التناول وتقنيات الحكي هي التي سيراهن عليها صاحب النص:                                              - على مستوى المتن الحكائي اختار الكاتب لقصته بطلين يعيشان في خريف عمرهما يتسامران في انتظار نهايتهما الحتمية بالسيف او بغيره في مدينة أشباح تهتز على وقع القنابل يحصد فيها الموت الأرواح.ومن خلال الحوار الدائر بينهما نتعرف على موقف كل منهما. فهما على طرفي نقيض ،واحد مستسلم قدري والثاني يطرح الأسئلة في نوع من التمسك بقشة تبقيه مرتبطا بالحياة.وهما يتحاوران تسقط بالقرب منهما قذيفة لكنها لم تنفجر.أمام هول الأحداث احتميا بقبو\قبر يكشف عن قداحة الحرب وبشاعتها...ستنتهي القصة بخرجة صادمة تبهر المتلقي وتتركه في حيرة من أمره.هل هما ميتان فعلا من بداية النص ؟أم أنهما ماتا بفعل انفجار؟أم انهمامايزالان على قيد الحياة،القدري استسلم للموت قبل أن يصيبه والآخر متمسك بالحياة رغم كل شيء.إنهما رغبتان تتصارعان الموت في الحياة والحياة في الموت....                             كيف عبرت القصة عن هذا المعنى الحكائي؟أي المبنى الحكائي:                                    -الفضاء المكاني ومكوناته:فضاء باكسيسواراته يخدم الأجواء العامة التي خلفتها الحرب ويهيء المتلقي للصدمة التي سيتلقاها في نهاية النص.ويدخل العنوان على الخط ليؤطر الفضاء إنه حال مدينة بأكملها،مدينة تجتر الموت على مهل مادامت الاسباب متعددة والموت واحد(كورونا،قذيفة،صاروخ...)                                          - الفضاء النصي:يتماشى مع الاجواء العامة المنذورة للتحول في أي لحظة؛ جمل حوارية قصيرة متوثبة سريعة...النص بسيرورة عمودية\قليلة هي الجمل الأفقية الطويلة.وكأني بالنص في طوبوغرافيته يحاكي الوااقع الموت يأتي من الاعلى إلى الأسفل.وقد لعبت علامات الترقيم خاصة(؟ !) دورا في تشكيل الفضاء النصي بالاضافة الى بعض البياضات...                                                            -اغفال الزمن الكرونولوجي وكأن المدينة تعيش خارج إطار الزمن،لأن الموت توقيف لعجلة الزمن...ليعم زمن صنعته الحرب زمن الغبار واليباس والدخان...                                                      -الحوار:ملائم كشف عن تركيبة الشخصيتين النفسية وساهم في تطوير حبكة النص..حتى لااطيل نص مبني بطريقة متماسكة تظافر مبناه ومعناه لنقل بشاعة الحرب وتدميرها للانسان من الداخل وهذا ابشع انواع الموت.                                                              وقد وشي ذلك كله بنظرة كوميدية سوداء تسخر من كل شيء حتى  من الموت.

يعاب على النص سقوطه في بعض الهفوات الرقنية،فكان بذلك وجبة دسمة طيبة أسيء إليها بتقديمها في طبق غير معتنى به على جنباته ما يجعل القارئ\الآكل المتطلب ينفر منه دون تذوق طعمه.

ندعو الكاتب  كما ندعو أنفسنا إلى عدم السرعة أو التسرع لأنها تقتل،وخاصة وأن النص مشارك في منافسة لابد من الاعتناء بجوانب الطبق ومسح ما علق بها من إدام وزيادات ليست في محلها كما يفعل الطباخ الماهر وهو يقدم طبقه في حلة أنيقة تبهر العين قبل البطن..

                                    هذا والله اعلم..تحياتي    

       

             ___________


قراءة الأستاذة القديرة؛ Kinana Eissa


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


هيمنة اللغة في  الحوار السردي،،


امتازت قصة الأستاذ نبيل نجار بسرد عفوي مميز،ولغة بسيطة تكاد لا تخلو من النكهة المحكية وحس التهكم، أعطت مصداقية محببة للعمل السردي،فجذبت كل أقطاب المتلقين باختلاف

 وعيهم وقراءاتهم وثقافاتهم، بسبب ما أراه من تحقيق ثلاثة محاور أساسية ربطها الكاتب بإتقان لخلق هذا العمل المميز:

 ‏ ‏الحوار  في بناء الزمان والمكان تصاعديا و تطويع اللغة على لسان راويين نمطيين٠

 ‏ ‏ فاستخدام الحوار كلغة عبور بين الحدث وعناصر السرد هو تقنية ناجعة ومميزة و الإتكاء على تركيب تفاصيل تدريجية للبيئة الزمانية والمكانيةبشكل هرمي نسجا محاور المتن بقوة وأضاءا فكرته الرئيسية على شكل فلم سينمائي قصير  متلاحق الأحداث بلا بداية أو نهاية واضحتين.

 ‏ ‏للمكان وجدان يبدأ بالتساؤل، غارق في الصمت وحوار العجوزين، ،ينتقل من خراب بصاروخ إلى دمار هائل لنفق  عبور(رمزي) ، مقبرة جماعية خفية هما عالقان فيها، الوصف دقيق يحول اللغة إلى شكلها الحسي، ثم تأتي لحظة اليقظة المكانية بتداخل وعي الشخصية الأكثر اتزانًا لوعي القارئ بخلاصة واحدة

 ‏ ‏الارتباط إذن بالمكان يتعدى كونه امتدادًا  جامدًا . هو امتداد يستمر بعد الموت لكل روح بشرية ذاقت إرهاصات الحرب وآلامها

 ‏ ‏ ورغم أن استخدامات اللغة القصصية قد انتحت معان غير متواءمة  أحيانًا مثل

 ‏ ‏عجوزان في خريف العمر

 ‏ ‏تستحث للحديث

 ‏ ‏مشكلتك أنك لحد الآن... 

 ‏لكنها استخدمَت اللغة كانتقال زمني تصويري مثل :

 ‏هناك كانا يجلسان على مقعد

 ‏حديقة أعرج، تحت شجرة ماعاد بإمكانها منح أي ظل) 

 ‏العرج: الخلل الناتج عن الخراب

 ‏الشجرة التي لا تمنح ظلا: عارية ذابلة يابسة بلا روح، شكل آخر للموت

 ‏ صمم الكاتب اللغة لتبني لغة الخطاب السردي داخل الحوار بشكل كلاسيكي، لا عناصر للاختزال والتكثيف الحديث فيه، بل سرد متسلسل تتضخم فيه الصورة النهائية بالاقتراب من الصدمة الساخرة والموجعة في آنٍ واحد. 

 ‏ ‏إلا أن ذلك لم ينتقص من براعة الكاتب في جعل الحوار 

 ‏ ‏بين الشخصيتين الرئيسيتين تبادلا شيقا بين التوقع والحقيقة النسبية حتى اللحظة الأخيرة. من منظور المتلقي والساردَين.

 ‏ ‏ (مدينة الكاتب) حيث يضيء العنوان لنا فهما مبدئيا للنص هي مدينة الأموات الأحياء، وهل يحيا الإنسان في المدن التي تغتالها الحروب؟ الموت يطال الأحياء قبل الأموات في أزمات القتل العشوائي، وبرزخ النهايات يستمر كثقافة أبدية يحملها الضمير الإنساني لكل ضحية قضت بدون ذنب  تتذكر اقترافه.    

       

             ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ البازي عيسى


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

  

          ____________


لستُ ناقداً ولكنني قارئ أجيد القراءة..


تحدث الكثيرون ممن سبقني عن شكل القصة وبعض عناصرها،  ومنهم من استهوته ومدح،  ومنهم من تجنب المديح او الذم،  ولكنني وجدتُ أن لا ادخل في معالم هذا النص إلا من خلال هيكله العظمي،  والذي وجدت في مادة دسمة لنقد خلل لم يتطرق إليه احد حتى اللحظة : 

- لماذا - وقد مرّ النص على كثير ممن درسه وأوصله لتلك المنزلة - اجد خللاً نحوياً  مثلاً  ؟! 

- ‏- ‏- لماذا أقرأ كلمةً وبسبب الخطأ الإملائي تدور رأسي وتتغير معان كثيرة. ..

- ‏- ‏- لماذا أضيع وأنا أقرأ بعلامات ترقيم غير موظفة توظيفاً سوياً فلا وصل ولا فصل...

- ‏- ‏فما مبرر كل تلك الفواصل المنقوطة؟!  .

- ‏العذر العذر.. 

- ‏أنا أتحدث عن نص وقع بين يدي،  وطلب إليّ متابعته،  ولا أتحدث عن كاتبه..


- ‏فكرة القصة جيدة فهي تمثل وثيقة تُضاف لآلام سوريا وجرحها النازف.   

       

             ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ محمد كمال سالم


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar


 

            ____________


يا للروعة!!!


أولا: أهم مقومات الأديب علي الإطلاق، هو الخيال، فإن غاب، لا إبداع هناك.

ثانيا: القدرة علي مزج هذا الخيال وتضفيره بالواقع الملموس الذي نشاهده رؤي العين، ليمتزجا ويصيرا عنصر واحد، لا تدري أيهما الواقع وأيهم الخيال، هل كانا أحياء بالفعل، أم ماتا عندما سقط الصاروخ؟! 

والأهم: هل نحن أحياء في تلك المدينة؟! أم قتلوا أرواحنا وصرنا أشباح لأجساد تظن أنها تعيش.


فنيا، لا أستطيع تقييم العزيز Nabeel Najjar فهو أستاذ في السرد، مايهمني التعبير عنه: هي دهشتي من جمال الحكي، روعة السرد ووحدته من حيث المكان والشخوص والزمان، وروعة النهاية ودهشتها. نبيل نجار، تعظيم سلام.  

         

             ___________


قراءة الأستاذة القديرة؛ Rawda Aldakhil


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


النّصّ


التّجنيس: قصة قصيرة


العنوان: مدينتي


بدا العنوان كلاسيكيّا مألوفا خلا من عنصر التّشويق، و بعد القراءة أبطل المقولة الشّهيرة( المكتوب باين من عنوانه)

وأرى هنا أنّ القاصّ لم يكن وموفّقا في اختياره، ولو أنّه كان عنوانا مختصرا لوطن أصبحت أجزاء كبيرة من مدنه تحت الرّكام.

اختار القاص الحديقة العامّة مكانا لأحداث قصّته معتمدا على بطولة ثنائيّة بين رجلين ينتميان لجيل واحد ولم يعد لديهما ما يربطهما بالحياة سوى مراقبة ما يجري في ساحتها من مسافات متباينة البعد، فكان الحديث الأوّل عن وباء انتشر في المدينة، واللّافت أنّ جواب الثّاني كان بلا مبالاة، وكأنّ الأمرّ من المسلّمات الّتي لا تقبل الجدل، ليبدأ لوم لم يقدّر له أن ينتهي بسبب القذيفة الّتي رغم عدم انفجارها إلّا أنّها جرفتهما نحو حفرة اتّضح أنّها مقبرة جماعيّة


عبّرت القصّة عن موت مدينة بأسرها، والموت هنا مزيج حدث مفارقة الحياة، و موت الرّوح مع البقاء على قيد الحياة.

والتّيمة الّتي عرضها النّص هي رفض حياة الموت أو موت الحياة، و استنكار التّهميش و حصار الإنسان في مدينة السّواد، واختناق أبنائها وكأنّهم مسجونون(سقف النّفق كان منخفضاو كذلك الإحساس بالمطاردة و الملاحقة و رعب العزلة (الجذور كأنّا أذرع عنكبوت و حضور الموت في كلّ مكان.

راوح القاصّ في عرض نصّه بين السّرد مستخدما الطّريقة المباشرة في عرض الأحداث من خلال استخدام ضمير الغائب الّذي يتيح التّغلغل في أعماق الشّخصيّة و يكشف عن مكنوناتها الدّاخليّة كما اتّضح من خلال الشّخصيتين، و كذلك الحوار الّذي جرى على لسان كلّ منهما، فظهر الأوّل ناقما، و الثّاني مستسلما لواقع الموت.

استخدم القاص الأفعال بصيغ مختلفة طغت عليها صيغة الماضي، مشيرا بذلك إلى تحقّق الأحداث و ثبات وقوعها، كما وظّف الغعل المضارع إشارة إلى التّجدّد و الاستمرار في المعاناة.

لغة النّصّ سهلة، حملت إيحاء رسم الأحداث بسوداويتها و مهارة التّلوين، و توصيف اللّون و الحركة و الرّائحة، فكانت المهارة على درجة من الكفاءة تسجّل للقاص و قدرته على تطويع اللّفظ لخدمة الفكرة.

كانت الخاتمة صادمة وغير متوقّعة جسّدت لحظة تنوير و توضيح لحالة اللامبالاة لى الشّخصيّة الثّانية، ليكون الأثر الّذي خلّفه النّص في نفس المتلقّي زفرة ارتياح، بمعنى نتشارك قبور الموتى في حياتنا، فماذا تبقّى من أمل و لا داعي للخوف.


نصّ جيّد صوّر واقعا نحن شهود عيان عليه بكلّ أسف

موت وباء و حرب و حصار و غلاء و إذلال.

بوركت جهودك القاص نبيل نجار           

             ___________


قراءة الأستاذة القديرة؛ Doc Nashwa


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة



{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar


       

       ____________


جمال هذه القصة القصيرة يكمن في روعة إستخدام التشبيهات والمجازات والإستعارات والوصف الذي يجبرك علي إستحضار صورة حية للمكان ولأحاسيس أبطالها كأنك فرد منهم.


بالإضافة إلي مراعاته في أستدعاء مشاعر الأبطال في كلامه مثل قال الأول بصوت أعلي من المعتاد، هز رأسه بحرد، قال الأول برعب.ولا يمكن بالطبع إغفال مدى تلاءم التدقيق اللغوى وتكوين صورة حية للأحداث وروعة عنصري الصياغة والأسلوب.


مدينتي هي كلمة تحمل في طياتها الكثير والكثير من الآلام والمعاناة فالعنوان هنا معبر وبشدة عن أحداث القصة وماتكمنه من عذاب. فمدينتي أجمل من عناوين أخري مثل بلد الموتي أو غيره من العناوين الملفتة في البداية.


مع قراءة القصة كإني شاهدت حياة حقيقية أعيشها أو فيلم سينمائي قد أخرج المؤلف كل عناصره من أبطال وديكور وممثلين.

وفي النهاية أتمني أن لا نذرف الدمع كثيراً وأن تكون مدينتي يسودها الحياة والفرحة وبلا وباء.


د.نشوه أحمد حسين.        

             ___________


قراءة الأستاذ القدير؛ عبدالسلام الإبراهيم


لقصة هذا الأسبوع من؛  نقد وتحليل القصة القصيرة


{ مدينتي } للأستاذ القاص؛ Nabeel Najjar

            ____________


السرد جميل جدا وجاذب واستطاع الكاتب أن يصنع قفلة مباغتة وذات دلالات متعددة وعميقة.

كما أن اللغة مناسبة وسليمة ورائعة الوصف.

إذا كان ولابد أن نذكر سلبية فهي أن الفكرة تطرق إليها الكثير من الكتاب ولكن القليل من النصوص ومنها هذا النص الجميل استطاعت أن تصنع قفلة مباغتة وبهذا الإتقان والعمق.

تحية تليق..   

        

             ___________



القصة: { مدينتي


********



هناك كانا يجلسان على مقعد حديقة أعرج، تحت شجرة ماعاد بإمكانها منح أي ظل؛ عجوزان في خريف العمر يتسامران.

ـ يقولون أن وباءاً جديداً يتفشى في المدينة!.

ضحك الآخر؛ جال ببصره في المدينة التي تحولت أبنيتها إلى أهرامات ركامية كالحة، وماذا بإمكانه أن يفعل؟.

ـ سيحصد أرواح البقية الباقية.

هز الآخر يده بلامبالاة: من لم يمت بالسيف.

ـ نعم..نعم، هز الأول رأسه موافقاً.

حل الصمت بينهما وإن لم يكن صمتاً بمعنى الكلمة؛ فأصوات القذائف الصاروخية كانت ترج الأرض رجاً؛ فإذا سكتت قليلاً برزت لعلعات طلقات مشاغبة تستحثها للحديث مرة أخرى.

ـ مع ذلك ـ قال الأول بصوت أعلى من المعتاد ـ

 أتساءل أحيانا ًلماذا تبتلى هذه الأرض بكل أنواع النقمات؟.

 ‏ـ تلك مشيئة الله، أجاب بغمغمة خافتة.

 ‏ـ أنت ممل يارجل، خذ واعط معي بالكلام، إجاباتك دائما مقتضبة..مملة؛ هز رأسه بحرد.

 ‏مبتسماً عن بعض أسنان أجاب العجوز: قدرك ونصيبك أن تكون جاري وصدي..

 ‏قذيفة مندفعة كانت على عجلة من أمرها لم تمهله لإكمال جملته؛ قاطعته بصفيرها الحاد كأنها كانت تبغي أن تكون الكلمة الأخيرة لها؛ مع ذلك انتهى صفيرها عندما غاصت في الأرض قرب أقدامهما! لم تنفجر ولكنها حفرت الارض ببراعة خلد سحبت ورائها المقعد الصدىء بالجالسين عليه وخلفت فجوة في الأرض ورائهم.

 ‏مضى زمن حتى انقشع الغبار وسحب الأتربة، كانت القذيفة ترقد أمامها كبيضة رخ، وقد سد المدخل الذي خلفته بركام وصخور وأشياء مختلفة.

 ‏ـ ياللهول ـ قال الأول برعب ـ هذا صاروخ وليس قذيفة عادية، أربعة خطوات ونصف، الحمد لله لم ينفجر كنا سنشوى شياً.

 ‏ـ شياً! هز رأسه مبتسما؛ بكل الأحوال، الأفضل أن نبتعد عنه قدر الإمكان.

 ‏صاح متعجباً: وأين نبتعد يارجل، لقد حوصرنا تماماً

 ‏أجابه بثقة: تعال، هناك نفق قريب، ألا ترى؟.

 ‏وكأنما يبصر لأول مرة؛ نظر مدهوشا حيث أشار مرافقه، سار مأخوذاً ومحني الظهر أيضاً، فسقف النفق كان منخفضاً وتتدلى منه بعض الجذور كأنها أذرع عناكب، تأبط ذراع صديقه بينما وضع باهمه والسبابة على أنفه.

 ‏ـ يالهذه الرائحة البشعة ـ  صوته صارت به خنة ـ كأنها رائحة الموت!.

 ‏بالفعل وعلى بعد عدة خطوات كان المشهد مخيفاً

 ‏غامضاً وفوضويا: جثث مختلطة متعانقة متراكمة يرسم الرعب لوحاته على وجوهها بالدماء السوداء المتجلطة،وتشنجات الألم الصارخة عبر الأعين المفتوحة على اتساعها.

 ‏غطى وجهه بيديه، صرخ: رحمتك يارب! يبدو قبراُ جماعياً!..مجزرة! ياللهول!.

 ‏هز الآخر رأسه ببطء! جلس على الأرض، أبعد قليلاً أقرب جثة؛ اتكأ إلى جدار القبر ومد قدماه.

 ‏ـ ياللبرود! صاح الأول: كيف تجلس هنا بين الأموات؟! ألا تخاف؟ كيف تعطلت مشاعرك إلى هذه الدرجة؟!.

 ‏ربت الآخر على الأرض ببساطة يستدعيه للجلوس.

 ‏ـ تعال.. تعال، تعرف ماهي مشكلتك؟.

 ‏ـ مشكلتي كانت الدهشة والرجفة تعتريه من قمة رأسه حتى أصابع قدميه.

 ‏اضطجع الأول على حجر قريب: نعم، مشكلتك، أنت لحد الآن لاتريد أن تصدق أنك ميت، لايوجد أحياء في المدينة.



**********



 ‏نبيل النجار/سوريا.


******


      نقد وتحليل القصة القصيرة 

 

 زمرة الأدب الملكية 


فرع القصص. 




























عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية