زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: مجموعة من الأدباء والكتاب _ في قصة " نهر بلا ماء " بقلم: الكاتب /الطيب جامعي/ تونس








قراءة الأستاذ القدير؛ بسام الأشرم

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

_____________


الله الله الله.. قصة قصيرة أستغرب وأتعجب كيف لها أن تكون في المركز التاسع..! هذا النص يضمر بين طياته ما لم يصرح به تصريحاً .. يغوص داخل حجرات أدمغة الجهل حيث المحظور و الممنوع و الخطير إلى حدّ القتل على خلفيته .. يتحدث النص بأسلوب رشيق سلس عن الظمأ العاطفي هناك في المجتمعات القروية حيث انشغال الذكور في حقولهم طيلة النهار ليعودوا إلى بيوتهم و الإنهاك قد أخذهم ليفيقوا على يوم جديد و هكذا دواليك و حيث المرأة هناك مجرد خادمة لزوجها و وعاء للتفريخ ممنوع عليها أن تحلم أو تحب أو تُغنّي أمام مرآتها و حيث العادات المحافظة جداً وما إلى ذلك .. إلى أن جائت فرصة للإرتواء ( المشروع ) من ذاك النهر الغريب عذب المياه جميل المنظر .. و الإرتواء هنا سيكون مُباحاً و مشروعاً فالطبيب بهيّ الوجه سيقوم بالكشف في غرفة مغلقة حيث الأحلام الوردية و الرومنسيات و الغرام سيكون حدّ الإرتواء من وجهة نظر كل النساء القرويات هناك و اللائي في معظمهن غير متعلمات و كذا  كل الصبايا و العوانس و الأرامل و المطلقات .. إلى أن جائت قفلة النص الهادئة الرائعة بظهور ذاك النهر ( فتى الأحلام ) بلا ماء .. جاف .. لا بهاء ولا قوة ولا أحلام الهوى فيه لتتحول القاعة مكدسة الأجساد العطشى إلى قاعة تملؤها الخفافيش و البوم و الغربان فلم يكن التكدس هنا لعلاجٍ من مرض عضوي بقدر ما كان عاطفياً حدّ الظمأ.. نص يستحق المركز الأول بإمتياز من وجهة نظري.

بسام الأشرم
_____________


قراءة الأستاذ القدير؛ مبارك السعداني

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء }  للأستاذ القاص؛  Jamai Jowamaâ

_____________


نص حكائي بسيط في مبناه ومعناه يعتمد في بنائه على لقطة إذا جاز لنا تسميتها كذلك.حكي عن قرية نائية تفتقر إلى الخدمات الضرورية التي تحفظ كرامة الإنسان مثلها مثل كثير من قرانا ...تعيش القرية في ظل الحالة المذكورة حياة رتيبة يكسر رتابتها خبر تعيين طبيب في مشفاها،فهبت نساء القرية إليه ينتظرن مقدم الطبيب الجديد.في خضم الانتظار سيكشف النص عن العلاقات الاجتماعية السائدة والاختلالات النفسية المتسمة ب"الفقر\الجفاف العاطفي" فأطلقت المنتظرات لخيالهن العنان يرسمن ملامح الطبيب المنتظر بناء على تمثلات فارس الأحلام المشكلة من مشاهدة المسلسلات.لكن أحلامهن ستتكسر على وجه طبيب متطوع كبير في السن.فانسحبت المنتظرات ولم يبق إلا بعض الشيوخ والعجائز.                             هذه هي الحكاية التي بني عليها النص.هل تكفي الحكاية وحدها لبناء قصة قصيرة ناجحة؟ الجواب طبعا سيكون بالنفي لأن الحكايات مطروحة في الواقع،فكاني بالكاتب حكى لنا واقعة حدثت وستحدث في قرية من قرانا.ما الذي ينقص هذه الحكاية لترتقي إلى مستوى قصة قصيرة: بناء درامي سيبدأ بسيطا ينمو ويتطور بشكل محبوك يصل إلى الذروة ثم تحل لحظة التنوير أوالنهاية...                                                                                               
 تنويع مستويات الحكي ،جاء النص على وتيرة واحدة ليس فيه توتر وتشويق. كان من الممكن التركيز على شخصية واحدة وتتبع تفاعلها مع الحدث (وحدة الحدث وحدة الشخصية ووحدة الأثر.ما هو الرهان الذي راهن عليه القاص في هذا النص؟ مادور المتلقي في النص؟لقد قال النص كل شيء ولم يبق للمتلقي ما يفعله سوى القراءة.هنا يلعب الإيحاء والترميز والتلميح دون التصريح  دورا مهما بعيدا عن المباشرة. ما يمكن التنويه به في النص لغته الخالية من الأخطاءوالهنات الرقنية (ماعدا واحدة عُرِفت باستهتارها و لهوِها رغم تقدّمافي السن\تقدمها).    
تحياتي لصاحب النص ولجنة تحكيم المسابقة والمشرفين على هذه الفقرة..
هذا رأيي والله أعلم.

مبارك السعداني

_____________


قراءة الأستاذ القدير؛ أمير ٱلمۘدرسۜ

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

____________


قراءتي للقصة القصيرة(نهر.. بلا ماء

للقاص المبدع الطيب جامعي/ تونس.

تقديم..

واقعنا العربي يعج بالمشكلات الكثيرة والكبيرة، وأول هذه المشاكل الخدمات العامة، التي هي واجب على الدولة، وحق شرعي من حقوق المواطن، واذا كانت قد غابت في المدينة، فأن الحال أسوأ بكثير في القرى والأرياف، حيث تشهد هذه الخدمات وخاصة الصحية منها، تراجعا حادا، مع كونها حاجة ملحة واساسية للحياة، مع الحالة المادية الصعبة لسكانها، من هذه الجزئية استطاع قاصنا المبدع، أن يسلب أفكارنا لمتابعة أحداث قصته
الجميلة

الشخصيات

كانت معظمها غير واضحة، وكان ظهورها بسيطا، دون تفصيلات الحاجة لها، وترض لها القاص بشكل موجز لغرض يخدم النص،  دون التعمق في كنهها، لان فكرة النص أهم بكثير، ومن أهم هذه الشخصيات :
1- الممرضين وهم من أبناء القرية، يقومان بالرعاية الصحية في غياب شبه دائم لطبيب المركز.
2- ريم وربح: وهما شابتان في أواسط العمر، من القرية، وقد تشابكت ايديهن وتحاول كلّ واحدة منهما جرّ الأخرى بعيدا لتأخذ مكانها، بعد أن فسحتا لخيالهما المجال شاسعا لنفض الرّكام عن مخزون الشّتم و السّبّ الذي اكتنزتاه من الجلسات النّسويّة كلّ يوم... قالتا كلاما كثيرا... نشرت كل واحدة غسيل الأخرى على الملإ... رغم محاولات التّهدئة و جبر الخواطر فإن كلّ ذلك راح هدرا. إلا أن الطيبة القروية أنستهن خصامهن وهن عائدات إلى دورهن بخفي حنين، بعد ان حضر الطبيب.وصدي ضحكاتهن تملأ الأفواه. 
3- الطبيب الجديد الذي وضع نظارات سوداء تُخفي عينيه الغارقتين و بعضا من ملامح وجهه الذي فعلت فيه السّنون فعلها
4- ترددت أسماء أخرى كونها غادرت دون الولوج إلى غرفة الطبيب بعد أن 
خابت أمالهن، وهن يامنة، زهرة،علجيّة وفاطمة، البنت المراهقة، التي لم تستطع كتمان ضحكاتها و هي توشوش لصديقتها، ممّا أثار حفيظتها، فاتّخذت قرارا بالمكوث على مضض...

الوصف

استعان القاص بالوصف في قصته لكنه لم يسرف، بل كان مقننا في حدود إيصال الفكرة والهدف الذي رسمه القاص، كما استعان ببعض العبارات الحوارية، لبيان مايدور في خلد أبطال قصته، ومن أهم جمل الوصف:
 1- في تلك القرية النّائية سرى ذاك الخبر بين الأفواه و الآذان كما تسري النّار في الهشيم... كلّما وصل إحداهنّ زادت عليه من خيالها ما لذّ لها و طاب.
 2- ضجّ المكان بالزّوّار بعدما ظلّ زمنا طويلا، و إلى وقت قريب جدّا، ساكنا لا روح فيه، لا يأتيه إلّا بعضُ نفر ممّن تقطّعت بهم السّبل يلتمسون حقنة أو بعض المسكّنات... 
 ‏3- يعلو الصّراخ أكثر من جديد، ثمّ ينحسر كموجة عاتية انكسرت على شاطئ صخريّ:
 ‏4- سكون يشبه سكون المقابر

الزمان

توافرت الألفاظ الزمانية في هذه القصة وفي أحيان كثيرة ارتبط الزمان والمكان في جملة واحدة. 
مع ان زمان الحدث غير محدد، لأنه حدث ممكن الوقوع في أي زمن، فطالما شهدت المناطق الريفية أهمالا في كافة الخدمات، والصحية من ضمنها. ومن هذه الألفاظ الزمانية :
1- و لكلّ ذلك قد يمرّ اليوم كاملا دون زائر...
2- اليوم، و قد نُفِخت فيها الرّوح،
3- رغم تأخّر الوقتُ.
4- سنبيت اللّيلة هنا صاحبي..."
5- منذ بداية الأسبوع أعلنت الوزارة عن تعيين طبيب جديد لهذا المشفى
6- الساعة قاربت الحادية عشرة. 
7- الذي بقي محروما عدّة سنوات كأغلب المشافي النّائية.
8- ربح" و "ريم و هما في أواسط العمر
9- امتداد سنوات عمله السّابقة،

المكان

دارت أحداث القصة في صالة المركز الصحي، وساحته الموحلة، وعلى الطريق الذي يعود منه السكان الى القرية، حيث هو مكان الحدث، وكانت الألفاظ المكانية كالتالي:
1- لم تعد قاعة الانتظار الضّيّقة قادرة على هضم ما حُشر فيها من أجساد مكدّسة هنا و هناك، فراحت تتقيّأ بعضها إلى السّاحة الخارجيّة المُوحِلة.

2- لا طبيب في هذا المشفى النّائي  في هذه القرية المتطرّفة
3- جرت العادة أن يجلس المنتظرون أدوارَهم على كراسٍ مترهّلة تنوء تحت وطأة الأجساد الممتلئة. ولكن هذا اليوم لم تعد الواحدة منهنّ تحفل أين تجلس و كيف... فقط، هي تنتظر دورها في صبر جنّيّة  
4- لمّا يُفتحْ بابُ قاعة التّمريض بعدُ.

الحدث

يبدأ الحدث في قرية نائية، تفتقر لأبسط الخدمات العامة، والصحية بصورة خاصة، فالمركز الصحي الذي يؤمه مواطنوا القرية والقرى المجاورة، ليس فيه طبيب، وحين وصلهم خبر وصول طبيب جديد تناقلوا الخبر، وكعادة المناطق الريفية تلوك الخبر مرارا وتضيف السنتهم عليه، من خيالاتهم الواسعة الكثير الكثير، وأكثر مايتناقل مثل هذه الأخبار نساء القرية. 
وفي اليوم الموعود تغص القاعة بنساء القرية من عجائز، 1أرامل، عوانس وفتيات لرؤية الطبيب القادم، ووسط هذه المعمعة تحدث عدة شجارات من أجل المكان، أو بسبب ترتيب دخولهن غرفة فحص الطبيب، لكن حضوره أنهى كل هذا الجدال، لكونه نسف صورة الشاب الأبيض الوسيم الذي رسمته نساء القرية في مخيلتهن، ويظهر إنه رجل كبير، وينفض الجمع حتى دون دخولهن غرفته، وتنتهي كل الخصامات التي دارت قبل قليل في العيادة، فتتعالى ضحكاتهن وهن يرددن بعبارة (نهر بلا ماء على طريق  العودة.
____________

السرد

جاء السرد على لسان القاص وحده، فقد كان هو الشخص العارف بالأمور واستطاع أن يسرد الأحداث بطريقة جميلة، متسلسلة دون الرجوع بالزمن إلى الوراء، واستخدم لغة بسيطة، يفهمها القاريء، ويسترسل معها دون صعوبة، بل لاحظت انه في سرده مسحة من الكوميديا الجميلة، التي لم تكن عبثية، بل هي طريقة ذكية ليغلف بها الرسالة التي أراد أن يوصلها للقاريء. 

التحليل

لم يحدد القاص مكان القرية المقصودة، ولا المنطقة التي تعود إليها ( المحافظة أو البلد كما أنه لم يحدد الزمان أيضا، وهذا ذكاء للقاص لأن القاريء العربي يقرأ هذه القصة، في أي مكان من الوطن العربي، وكأنها تتحدث عن قرية مجاورة، لمنطقته، أحداث طالما طرقت أسماعنا مما يعانيه، أهل هذه القرى من نقص حاد في الخدمات، وخاصة الصحية منها لكونها مؤلمة ولايمكن السكوت عنها، تبدأ الأحداث من القرية، بتناقل خبر وصول طبيب جديد، ومع الخبر ينشط خيال نساء القرية الخصب في تلميعه، ووضع لمسات تضفي عليه جاذبية، الأمر الذي دعا معظمهن الحضور إلى المركز الصحي، ربما بدافع الفضول، كما تبين القصة الفطرة السليمة النقية، لسكان القرى وبساطتهم في طرح مايجول في خاطرهم دون زيف، من خلال الاشتباك اللساني الذي دار بين ريم وربح في صالة المركز الصحي، ووسط سيل السباب والشتائم، والجر، لكن حضور الطبيب كان مخيبا الأمال، وعمره كان خارج كل الطموحات التي رسمتها نساء القرية، وكما اتوقع هنا تكمن علامة التلغيز الكبرى التي طرحها القاص المبدع، هو أن الخدمات الصحية في القرى النائية، أن قُدمت لسكانها، فهي واضحة العجز عن تلبية الحد الأدنى من متطلبات هذه القرى، لذلك صور لنا مغادرة نساء القرية العيادة دون الدخول إلى غرفة الطبيب، وهذا واقع حال في القرى والمدن أيضا، حيث يقوم المرضى بالتوجه إلى عيادات الأطباء الخاصة، لطلب العلاج. 
كما تأتي هنا النهاية المدهشة،في طريق العودة تسلّم ريم على ربح، حيث تعودان مع بعض، وهن ينشرن على الطريق ضحكاتهن، وهي تقول لها:" نهر بلا ماء، وهما تتغامزان، ثمّ تغرقان في ضحك طويل. بعد أن نسيتا خصامهما منذ قليل. هذه الفطرة السليمة التي لم يلوثها هواء المدينة، إذ أن خصام مثل هذا يمكن أن يستمر لأيام أن لم يكن لسنين. 

شكرا جزيلا للقاص المبدع الطيب الجامعي، امتعتنا قصتكم، رجائي بأن نقرأ له قصة جديدة في المسابقة الجديدة وبموقع متقدم، ومزيدا من العطاء. 
شكر وتقدير لأسرة زمرة القصص لدعمكم  ولاهتمامكم وبوركت جهودكم الراقية.
 

أمير ٱلمۘدرسۜ /الْعِرَاق 

___________


قراءة الأستاذ القدير؛ Nabeel Najjar

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

_____________


فكرة القصة برأيي جميلة جدا، وتم التعبير عنها ببراعة، هذا الحشد من النسوة لايوحي فقط بالتشوق للغريب المنتظر ولكن في ثنايا القصة يبدو الحرمان الجنسي؛ ليس فقط الحرمان من الخدمات فالعيادة كانت تقدم تلك الخدمات البسيطة وكانت كافية على مايبدو أما ماجمع النسوة فهو شيء آخر والدليل خلو العيادة من المريضات لحظة اكتشاف عمر الطبيب.
العنوان يبدو مخادعا في البداية ثم نجده يرتبط عضويا بتلميح وتصريح نسوي لاحق.
بعض الإطالة شابت القصة وكان يمكن الاستغناء عن بعض الشخصيات كالمراهقتين أو بعض الحاضرات. بمعنى اختصار المقدمة قليلاً فقد أخذت تقريبا نصف القصة.
تحياتي وتقديري.


نبيل النجار

______________


قراءة الأستاذ القدير؛ د.رياض جوني 

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛  Jamai Jowamaâ

____________


القصة جميلة الفكرة والهدف وبأسلوب سردي سلسٍ ولغةٍ سهلةٍ الفهم على القارئ أيَّاً كان مستواه الثقافي رغم ما في القصة من ترميز،ولكنها تحتاج لبعض التكثيف
الفكرة تناولت في ثناياها الظلم والإجحاف بحق المرأة في بعض المجتمعات وخاصةً النائية منها عن المدنية، التي يعتبر فيهاالتواصل بين الجنسين حتى في أقله من المحرمات،ولهذا وجدن في حضور الطبيب الجديد متنفساً يظهر مكنونات نفوسهن وما تعتريهن، وأستطيع أن أقول أن الكاتب قال ما أقتنع به أنا كقارئ وبشكلٍ غير مباشر:
(إن غريزتا المحافظة على البقاء والحب الحنسي هما الغريزتان  القائدتان  عند الإنسان وضبط ردات الفعل الغريزية يكون عن طريق الخبرات المكتسبة وبهذا تتشكل نواة الشخصية ثم تتنامى وتتطور عبر ارتباطها بالتنظيم الإجتماعي وتواصلها مع المحيط الحضاري.
سيغموند فرويد في الغرائز القائدة عند الإنسان

تحيةً لك صديقي الكاتب الطيب الجامعي وتمنياتي بالتوفيق الدائم
شكراً زمرة القصص لإتاحة الفرصة لي في إبداء الرأي




د.رياض جوني

_____________

قراءة الأستاذ القدير؛ رعد محمد المخلف 

لقصة الأسبوع من فقرة؛  نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

________________


- نقد: لا شكّ أن هذه القصة حصلتْ على المركز التاسع، كونها قصة قصيرة تخلو من الفن السردي الجاذب للقارئ، بل هي قصة اعتبرتها مملة.  القصة تناولت حَدَثًا عاديّا، فلا جديد في بدايتها ولا حتى في قفلتها النهائيّة. أيعقل أن كلّ النسوة في القرية اجتمعن من أجل رؤية وجه الطبيب الشاب الذي شاعت عنه الإشاعات عن جماله وبياض بشرته؟!.. أيعقل أن يجتمعن من أجل حدث كهذا، وليس للتداوي .. ؟!! 
ألا تلاحظون أن الكاتب كدّس في النص حشوًا كلاميّا، ابتعد به عن فن السرد ؟!!
هذا رأيي المتواضع في هذه القصة القصيرة، (تجاوزًا) إذا أسميناها كذلك.


_____________



قراءة الأستاذة القديرة؛ ﻋﺒﻴﺮ عزاوي 

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

_____________


تغازل القصة رغبات دفينة في المجتمعات التي يصعب فيها التواصل المباشر او غير المباشر بين النساء والرجال ..هي تعكس طريقة تفكير استهلاكية نفعية تجنح للاستهتار بقيم المجتمع ويمكن ان نصنفها بأنها من المسكوت عنه رغم أنها كانت بعيدة عن أدبيات مجتمعاتنا المحافظة إلا أنها صارت شائعة بحكم ما لقي هذا المجتمع من تغريب وتخريب. 
الطريقة التي اتبعها الكاتب لتقديم القصة نجحت إلى حد ما في تقديم الصورة المهلهلة لهذا المجتمع رغم انها افتقدت للعفوية فليس من المعقول احتشاد كل نساء القرية وعواتسها ومطلقاتها لرؤية الطبيب الوافد الجديد ولو أن الكاتب قصر الحضور على بضع نسوة لأدى ذلك الغرض ولبقيت القصة في إطارها المنطقي .
يفتقد السر لعنصر اساسي هو الصراع والذي يتوفر كثيرا في مثل هذه الثيمات ورغم ان الكاتب قدم لنا صورة مبسطة للصراع بين ربح وريم المرأتين لكن هذا الصراع لم يوظف في تعميق الصراع الوجودي ونقله إلى مستوى أعلى بل بقي في إطاره المباشر الضيق .
اللغة التي قدمها الكاتب لغة سهلة مباشرة لاتحمل إرهاصاً وتوترا يرتقي بالحدث والشخصيات ويفرز آليات بنائية تغطي على ضعف السرد وافتقاره إلى مفاصل القوة مثل حركة الافعال وتوظيفها في نقل الحدث قبل وبعد .
مستوى الترميز الشفاف كشف جانبا واسعا من تفكير النسوة على اختلاف اعمارهن واوضاعهن الاجتماعية( مراهقة، عانس، مترملة، مطلقة..) 
ترميز وطأ له العنوان وعمقه السرد : نهر بلا ماء ..ماذا سنشرب؟)..أعتقد ان هناك تجنياً واضحاً على النساء في مثل تلك المناطق والأوضاع  المزرية اذ يقدمهن النص  بصورة مبالغ بها في المجون والمجاهرة بالرغبة .
لكن الترميز لم ينجح أيضا في تقديم الصراع اذ قدمه بصراع عفوي ساذج بين امرأتين على أحقية الدور لا أكثر .
القصص التي تكون فيها البطولة جماعية قصص صعبة في المعالجة وتطرح إشكالية التفكير الجمعي وتخضع للمعطيات كل مجتمع من المجتمعات على حدة ، ولكن هذه القصة تطرح ميلا غريزيا عاماً عند النساء ولا ضير في ذلك لو لم يكن معمما ومبالغا به .ولو ان البطولة كانت فردية لأضحى الأمر مقبولا ؛ فالتخصيص ينقذ الكاتب وقصته من السقوط في شرك التسطيح وسيطرة القصدية .
البساطة المتناهية في تقديم الخبر القصصي بلا محاولة لأدلجته أثرت كثيرا في مستوى القصة ولو أن الكاتب بذل جهدا اكثر قليلا في العمل على تقنيات السرد المختلفة وأتقن النسيج اللغوي لخرجت قصة في منتهى الروعة ، لأن الأدوات التي يمتلكها تؤهله لذلك بالإضافة لغنى الفكرة وامتداداتها وانعكاساتها النفسية والاجتماعية.

تحيتي للكاتب الرائع 
وكل الشكر لزمرة القصص لفسح هذا المجال للتداول النقدي ..
تقبلوا محبتي.

_____________



قراءة الأستاذة القديرة؛ أم. أيمن 

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

__________________________


قصة سليمة في لغتها، بسيطة في مضمونها، تتحدث عن طبيعة البشر وحال القرى النائية البعيدة التي حرمت من الخدمات الصحية الأولية واللازمة، كحال أي قرية بعيدة..
تميز أسلوب الكاتب بالبساطة والوضوح في عرض الفكرة..
 افتقرت القصة للعقدة فكانت أقرب للحكاية منها إلى القصة القصيرة، والتي من سماتها العمق والإيحاء والترميز، والهدف ..
 ‏بدأت القصة بمستوى واحد وبقي هذا المستوى في كل القصة، ولم يوجد هناك حدث تنامى أو تطور..
 ‏وكانت الخاتمة غير مقنعة كثيرا وغير محبوكة ..
 ‏كان ينقصها عناصر القصة القصيرة كالمقدمة والموضوع والقفلة المحكمة والجيدة والحدث الذي ينمو ويزداد مع سرد القصة..
 ‏هذه أمور كان يجب على الكاتب أن يراعيها عند كتابة قصة قصيرة..
 ‏تحياتي وتقديري لك صديقتي شمعة الأمل وللكاتب على سعة صدره وتقبله للنقد.


 ‏أم أيمن
_____________

قراءة الأستاذة القديرة؛ Doc Nashwa 

لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة

{ نهر بلا ماء } للأستاذ القاص؛ Jamai Jowamaâ

____________


نقد القصة القصيرة(نهر بلا ماء)..

القصة تحمل في خباياها الكثير من المصطلحات اللغوية المفعمة بالجمال والتشبيهات الجيدة لكني أريد أن أقول أن العنوان غير مطابق للنص إلى حد ما كما أن نهايته غير منطقية فالكل يدنو إلى العلاج إلا هذه النهاية على الرغم من التفاصيل السردية الموضحة بالتعطش للعلاج والعلم فالمبرران هنا غير واضحة للشخصيات


د. نشوه أحمد حسين
____________


القصة
                                 
{ نهر... بلا ماء }


°°°°°°°°°°


أما سمعتِ الخبر؟!... أما سمعتَ الخبر؟!... أما سمعت الخبر؟!... 
في تلك القرية النّائية سرى ذاك الخبر بين الأفواه و الآذان كما تسري النّار في الهشيم... كلّما وصل إحداهنّ زادت عليه من خيالها ما لذّ لها و طاب.

اليوم، و قد نُفِخت فيها الرّوح، لم تعد قاعة الانتظار الضّيّقة قادرة على هضم ما حُشر فيها من أجساد مكدّسة هنا و هناك، فراحت تتقيّأ بعضها إلى السّاحة الخارجيّة المُوحِلة. أغلب الحاضرين من الإناث: صبايا و عوانس و حتى مترمّلات أتَيْنَ من مختلف أنحاء القرية، و حتّى من بعض القرى المجاورة، و بعض الشيوخ؛ ضجّ المكان بالزّوّار بعدما ظلّ زمنا طويلا، و إلى وقت قريب جدّا، ساكنا لا روح فيه، لا يأتيه إلّا بعضُ نفر ممّن تقطّعت بهم السّبل يلتمسون حقنة أو بعض المسكّنات... 
لا طبيب في هذا المشفى النّائي في هذه القرية المتطرّفة، فقط ممرّضان يقومان بمهمّة التّمريض، و أحيانا يتطفّل أحدهما، فيصف للمريض أدوية يعرفها القاصي و الدّاني... و لكلّ ذلك قد يمرّ اليوم كاملا دون زائر...

جرت العادة أن يجلس المنتظرون أدوارَهم على كراسٍ مترهّلة تنوء تحت وطأة الأجساد الممتلئة. ولكن هذا اليوم لم تعد الواحدة منهنّ تحفل أين تجلس و كيف... فقط، هي تنتظر دورها في صبر جنّيّة رغم تأخّر الوقتُ. 

أحد الممرضين من أبناء القرية صاح بضيق واضح:" أفّ!... أفّ!... متى ينتهي هذا الدوام؟"، فيجيبه زميل له بسخرية مبطّنة بخبث:" سنبيت اللّيلة هنا صاحبي..."
و على حين غرّة يرتفع صياح و عويل: أيادٍ تتشابك و تلطم، و تمتدّ إلى الشّعور... "ربح" و "ريم و هما في أواسط العمر، تحاول كلّ واحدة منهما جرّ الأخرى بعيدا لتأخذ مكانها، بعد أن فسحتا لخيالهما المجال شاسعا لنفض الرّكام عن مخزون الشّتم و السّبّ الذي اكتنزتاه من الجلسات النّسويّة كلّ يوم... قالتا كلاما كثيرا... نشرت كل واحدة غسيل الأخرى على الملإ... و رغم محاولات التّهدئة و جبر الخواطر فإن كلّ ذلك راح هدرا. تمسّكت كلتاهما بأحقّيتها في الدّخول أوّلا للتّداوي.

همست إحداهنّ ممّن عُرِفت باستهتارها و لهوِها رغم تقدّما في السّنّ:" يقولون بأنّه لطيف، تماما كما تصوّره الشّاشات في المسلسلات". و أضافت أخرى :" بشَرَتُه بيضاء ناعمة، لا كما بشَرتنا الّتي أحرقها وهج الشّمس و القحط... ". و زادت أخرى بتأوّه:" قحط؟! القحط... القحط... أين الماء؟!... آه... يا لَهذا الجفاف....". و تنخرط في ضحك هستيري سمج أدار إليها كلّ الرّقاب. و دون أن يفطن الحضور لما يجري تقوم امرأة طاعنة بقرصها في فخذها لائمة، و هي تقول بهمس ولكن بجدّ واضح:" ألا.. ألا تخجلين قليلا؟!... ألا يعرف هذا الفم غير القاذورات؟!... ".

منذ بداية الأسبوع أعلنت الوزارة عن تعيين طبيب جديد لهذا المشفى الذي بقي محروما عدّة سنوات كأغلب المشافي النّائية. أحد المنتدبين الجدد لم يحتمل الظروف، فقفل راجعا، و من يومها و القرية تنتظر طبيبا يعالج عللهم الكثيرة.

يعلو الصّراخ أكثر من جديد، ثمّ ينحسر كموجة عاتية انكسرت على شاطئ صخريّ: لقد رضخت ربح لريم صاغرة، و ابتعدت قليلا، و لسان حالها يرمي غريمتها بشواظ. بيدأنّ الأخيرة لا تأبه لكلامها مادامت ستدخل قبلها، بل قبلهنّ جميعا. 

الساعة قاربت الحادية عشرة و لمّا يُفتحْ بابُ قاعة التّمريض بعدُ. بدأ الضّجر يتسرّب إلى الحاضرين... عزمت إحدى المترمّلات على العودة من حيث أتت في تأفّف سرعان ما تحوّل إلى تحسّر و أسف واضحين. فاطمة، البنت المراهقة، لم تستطع كتمان ضحكاتها و هي توشوش لصديقتها، ممّا أثار حفيظتها، فاتّخذت قرارا بالمكوث على مضض...

و على وقع ضجيجِ محرّكٍ في الخارج ينتبه الجميع إلى سيّارة حكوميّة تابعة لوزارة الصّحّة... تقف عند الباب الخارجي. ينفتح الباب، و بارتباك يضع ميدعته البيضاء تحت إبطه، و بيده الأخرى يمسك حقيبته الطّبّية، يترجّل منها على مهلٍ... يهُبّ أحد الممرّضين، يفسح له المجال بعد أن أزاح الحاضرات اللّاتي يسْدُدْن الطّريقَ..

داخل القاعة رتّب الطّبيب كلّ شيء... وضع نظارات سوداء تُخفي عينيه الغارقتين و بعضا من ملامح وجهه الذي فعلت فيه السّنون فعلها. و ما لبث أن بدأ يأمر بإدخال المرضى على دفعات كما جرت العادة في أغلب العيادات التي كان يشرف عليها على امتداد سنوات عمله السّابقة، قبل أن يأتي إلى هذا المشفى متطوّعا: لم يقبل أيٌّ من الأطبّاء الجدد العمل في هذه المنطقة النّائية.

يامنة... يامنة....
كان الممرّض ينادي بأعلى صوته... يعيد النّداء؛ لا من مجيب... يضع المذكّرة جانبا، و إلى المذكرة التّالية، يفتحها
زهرة... علجيّة... فاطمة...
لا أحد... الزّحام في الخارج ينفضّ تدريجيّا، و تضحي القاعة و السّاحة كما كانتا إلى وقت قريب: سكون يشبه سكون المقابر، لا حركة و لا حياة فيهما، فقط بعض العُجَّزِ من الرّجال و النّساء...

في طريق العودة تسلّم ريم على ربح، تقول لها:" نهر بلا ماء... و ماذا سنشرب؟!...". تتغامزان، ثمّ تغرقان في ضحك طويل. بعد أن نسيتا خصامهما منذ قليل.



الطيب جامعي/ تونس.

              ____________

- نقد وتحليل القصة القصيرة 

- زمرة الأدب الملكية.

- فرع القصص.




















































عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية