فَيضُ قلم
****
لو كانَ قلمي يقبلُ الانكسار
لانكسرَ آلافَ المرّات واحتار
ولرأيت كلماتِه أمامَه تنهار
وتنحدرُ في عمقِ جُرُفٍ هار
بما أتى عليه من تَحبيطِ مَسَار
مِمَّن هُمُ الأهمّ لقلبِه والأفكار
ولكنّه قلمٌ بَعدَ أن ينكمشَ بإسرار
وينطوي على نفسه كما ميّت وأحجار
ويلتَفُّ على ما لديه خالياً مِنَ المَنار
وتلتفتُ عنه لانشغالٍ أحبُّ الأنظار
تُعرِض لأجلِ ما تراهُ مصالحَ المَسار
وينامُ القلم والفكر في سباتِ الإسار
إذ بسُقيا تأتيه كما مياه الأمطار
تأتي على أرضٍ بورٍ فتَشُقُّ الصَّحار
وينبعثُ منها ما لم تكن له أيّ آثار
وتنمو من حيث لا يدري إلا الغفّار
ما يحلو للنَّظر من شجرٍ بأثمار
كمثله يأتي قلم جفَّ بعد انحدار
بفيضِ كرمٍ مِنَ الله الواحدِ الجبّار
فتسيل الأفكار تترا كما الأنهار
وتتعمَّقُ الفكرة صعوداً بلا انحدار
ويأتي تفصيل القول للقارئ البحّار
في عين الكلمة وعين الحرف بإكبار
والشّكر يأتي من قلبٍ قبلَ لسانٍ ذَكّار
أنِ الحمدلله المُعطي العزيز القهَّار
على ما وهبَ مِنْ دون حيلة ولا اقتدار
مِنْ عبيدة الله التي إليه دوما في افتقار
أندى حمدٍ ترسله مع شكر القلب علنا بإجهار
********
أندى_حمد
ندى خالد عساف