زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تساؤلات _ بقلم: أ. صلاح الخضر


 


تساؤلات 


*****


قفْ بالطّلولِ على الزّهورِ و نادِ

قبراً يضمُّ بدفّتيهِ فؤادي 


واسكبْ دماكَ إذا المدامعُ لمْ تَجدْ

ما يُطفئُ النّيرانَ في الأعوادِ


وإذا مررْتَ على الدّيارِ بمنزلٍ

خلّفْتُ فيهِ الرّوحَ يومَ بُعادي 


بلّغْهُ من قلبي السّلامَ فإنَّ في

 أحجارِهِ جيشاً من الأكبادِ 


وامسحْ بدمعِكَ قبْضَتَيْ بابٍ على

عتباتهِ ودّعْتُ كلَّ بلادي 


ونزفْتُ ملْءَ جوارحي  بِوَداعِهِ

 حلمي الّذي ربّيْتُهُ بسُهادي


وحملْتُ صمتَ فنائِهِ في لبّتي

ومضيتُ للمجهولِ دونَ قيادِ 


يا هلْ تُرى ما زالَ يذكرُ خُطوتي 

ممشاهُ حولَ الياسمينِ الشّادي؟


هلْ ما تزالُ  على مقاعدِنا بهِ

أشباحُنا ترتاحُ كالمُعتادِ ؟


هلْ ما تزالُ شجيرةُ اللّيمونِ في 

أحضانهِ تحنو على الكَبّادِ؟


هلْ ما يزالُ السّروُ يحرسُ سُورَهُ 

ويعانق اللّبلابَ كالأطوادِ ؟


هلْ ما يزالُ التوتُ يجمعُ ظلُّهُ

جاراتِنا ويضجُّ بالأولادِ ؟


هلْ ما يزالُ التّينُ يولمُ حبّهُ

للطّيرِ في أيلولَ كلَّ حصادِ؟


هلْ ما يزالُ السّقفُ كلَّ صبيحةٍ

يغري الحمائمَ والسنونو الغادي؟


هل ما يزالُ الكرمُ يفخرُ بالجنى

في خدِّ هاتيكَ الربى والوادي؟


هلْ ما يزالُ النّهرُ يجري ضاحكاً

للزهرِ والصّفصافِ والورّاد؟


هل ما يزالُ الشّعرُ دفءَ بيوتنا

ويذكّرُ السمّارَ بالأمجاد؟ِ


هل ما تزالُ مساكبُ الجوريِّ حولَ سياجنا محرابَ قلبِ سعادِ؟


هلْ ما يزالُ أبي يقيلُ كعهدِهِ

تحتَ العريشةِ مؤنسَ الأحفادِ؟


هلْ ما يزالُ البنُّ ملءَ دِلالِهِ 

عبِقاً بريحِ الهالِ في الأعيادِ؟


هلْ ما تزالُ هناكَ أمّي حولَهُ

تحيي المساء بفلها والكادي ؟


هلْ ما يزالُ الياسمينُ معرّشاً

في كلِّ ركنٍ حولَ كلِّ عمادِ؟


هل ما يزالُ البدرُ يسكنُ شرفتي

ويغازلُ النّارنجَ حولَ وسادي؟


هل ما تزالُ الرّيحُ تعبثُ في المسا

بشموعِ أمّي ليلةَ الميلادِ؟


هلْ ما يزالُ سريرُ أحلامي هناكَ مزيّناً بطفولتي وعنادي؟


لو يرجعُ الزّمنُ الجميلُ للحظةٍ

فأعود حرّاً من ذهِ الأصفادِ 


ما لي سوى ذكرى بلادٍ أُرهقَتْ

بالموتِ   والأحزانِ والأنكادِ


كلُّ المنافي يا دمشقُ تسوءني 

مدّي يديكِ تعبتُ من إبعادي 


نامتْ عيونُ الدّهرِ عن وجعي هنا 

فلمنْ ألوذُ وصاحبي جلّادي ؟



**********


صلاح الخضر ٢٩/١٠/٢٠٢٠م



































عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية