(( أنتِ لي ))
*****
ليستْ لي....
تلك العيون....
وحمرة الخدود...
والشفاه الغليظة....
وشعرها الليلي...
وقوامها وحنانها....
ولمساتها ونظراتها....
ونبضات الوتين.....
وقربها....
وسُكناها أعماقي....
ليستْ لي....
حلمٌ تاهَ من سنين....
أمنياتٌ مبعثرة....
وقصة العربي في سطور....
صحراءٌ قاحلة....
وعرَّاب القضية....
يغتسل بدماء الضحية....
قبل صلاة العشاء....
يزمجر برقة....
ويختار كلامه بدقة...
قبض على التاريخ بيمناه....
وأحكم على الأرض بيسراه...
رجل دينٍ حكيم....
قوته من قوة الوالي....
وحكمته لأجل الوالي....
والجماعة تحيط به....
تتبارك بأطراف ثوبه....
سُكارى في صفوف عشقه...
يتعلمون الخلاص....
والتكتيك والعبور....
هو ذا سيد الحضرة...
الآمر بالمعروف...
والناهي عن المنكر....
ثقافته العميقة....
الفاصل الواصل....
بين الخيال والحقيقة....
ليستْ لي....
بلونها الأخضر....
وبحرها الأزرق....
وأنفاسها الثائرة....
بصمودها الأزلي....
ومخزونها العريق....
يا حكايتي مع الزمان....
يا واو العطف....
بين الأرض والسماء...
وياء النداء....
عند كل عون....
حرقوها.....
ومثلوا دور رجل الإطفاء...
قسَّموها....
رغم كل هذه الوحدة...
وزرعوا الشوك في الدروب...
وأجبرونا على الهروب....
من حضنها الدافي.....
من ليلها المجنون....
ونجمها الغافي....
ليستْ لي....
قالها يهوديٌ أرعن...
لأصدقائه الأعراب...
وشربوا نخب اللقاء...
دماً بنكهاتٍ عربية....
فلسطينية....
ويمنية....
وعراقية....
وشامية....
والكؤوس خليجية....
والوجوه بلون النفط....
والطموحات بدوية...
تطبيعٌ وأوراق اعتماد....
وهزُّ الخصر ....
على أنغام غربية....
وقَّعوا وثائق الذلِّ ....
وقَّعوها بسرية....
لكن أحدهم خائن....
كشف المستور....
وباعهم ....
كما باعوا القضية....
وختم مغرداً على تويتر....
لعن الله كل من....
بايعهم....
وناصرهم...
وأمدهم بهذه الشرعية...
وأنا كتبتُ على جداري...
أنتِ لي... أنتِ لي...
وجذوري ستبقى عربية...
*****
عماد صالح.