زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بين بين _ بقلم: الأديب / شاكر محمد { رصيف الأمل}


 



بين بين


*****


يقول الأستاذ نزار الحاج علي:


"‏أنت تحمل قلماً وليس مسدساً، لماذا تعتقد أن على الجميع...الاستسلام لأفكارك؟!."


ويقول الأستاذ مجدي محروس


"الكاتبُ طالما تحرَّى الدقة فيما يكتبُ بما يتفقُ مع فكرِه وضميرِه عليه ألا يخشى أحدا حتى ولو انتقده كلُّ أهلِ الأرض.. عليه أن يواجه، يدافع عن فكره؛ فالقلمُ والجبنُ لا يجتمعان."


مقولتان حكيمتان ومن العيار الثّقيل، وقعت عليهما عيناي في آنٍ، فكان لوقعهما الأثرُ العميق والانطباع المحيّر.. سيّما أنّ كل مقولة قد انحازت لفكرة ما، ومن زاوية معيّنة؛ وهذا مكمن المفارقة العجيبة..

فلو جمعنا المقولتين معاً، لأمكننا الاستنتاج بأنه: 

" بين التعصّب للفكرة وبين الإيمان بالقُدرات.. هناك بحرٌ عميقٌ وشاسعٌ، لا ينجيك من غرقه، سوى سفينة المعرفة ومجداف التّمكّن وبوصلة التّعقّل والتّدبّر من خلال اختيارك لمواضع الكلمات." 


فالكلمة هي زادك ومِعولك، والكلمة هي حريّتك ومعتقلك، هي كتيبتك الخاصة من فيالق الحروف التي جنّدتها لخوض حرب أو فرض سلم في ساحة الأدب..

وبما أنّ الحرف هو رمزك للعبور... بما يخفيه من سحر أسودٍ أو بريق لامعٍ بين السّطور،، فإن شاء اتّقى وأتقى فأخلد، وإن شاء شكّك وأشرك فأفنى، وإن شاء أضحك وأسعد أو أحزن وأبكى.. قد تجده النّاصح حيناً وقد تألفه الثّائر أحياناً.. يمسح جُرحاً أو يقدّمُ الشّوك قرباناً، يفيض مرحاً أو يسيلُ أشجاناً... 

هو ذاك الخيط الرّفيع بين كل المتناقضات الكامنة بمواطن الإدراك،، هو مكمن الدّاء والدّواء، وهو موطن العلّة و عاصمة الشّفاء، هو البخلُ أو العطاء.. فهو الكريمُ إن أغدق وجاد وهو اللّئيمُ إن هتك الأعراض.. فكيفما تُشكّله يكونُ، ليضحيَ مرآتك التي تراك بها العيُون، فإن أحسنَت الانتقاء؛ لامستَ به الشغاف وأبلغك العلياء، وإن مرّوا عليه مرور الكرام؛ فإما لعيبٍ كان فيه أو نقصان..!

فبين الأمل والألم، هناك حرف متحرّك يُغيّر المضمون،

و بين الحِلم والتّحامل حرف متمرّد متشدّد كالمجنون..

و بين الحقيقة والخيال؛ حرف يظهر لك معدن الرِّجال..

و بين اليأس والبأس؛ يدٌ تحتضن الصّبر وأخرى تمسك بالفأس..

و بين كلّ قالٍ وقيل؛ شعرةٌ جيداء قد لا تُرى بأمّ العين..

هو نبعٌ من الإحساس، تنثره السّجيّة على مرآى الناس..

هو ذا سحرُ الحرف، إن أحسنتَ شحذه؛ قطعتَ حبالا تشدّك للجُرف.. وإن أتقنتَ امتطاءه؛ حملَتك العيون على هدبٍ ورمش.

فأيّا من البينَين ستختار لحرفك، لتتبوّأ به مقعدك..؟!



*****


 بين_بين


بقلم: رصيف الأمل


















عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية