أين كنتِ.
..............
ألَستَ أنا؟
بَلَى واللهِ، أنتِ.
وقابَ الدَّمعِ والمَجرَى سَكَنتِ
وتَعدِلُ شَعرَةٌ مِنكِ البَرايا
بِمِيزانِ الصَّبابَةِ إن وُزِنتِ
لِماذا خُنتَ؟
ما خُنتُ انصِياعاً
لِوَجهِ الغَدرِ لَكِن حِينَ خُنتِ
أنا ؟ ما خُنتُ !
بل عَلَّقتِ رُوحِي
بألَّا تَجبُنِي، .. ولَقَد جَبُنتِ
تَخالِينَ السَّنا في الثَّلجِ ناراً
هَلمِّي للجَليدِ وما ظَنَنتِ
أما أقسَمتِ بِي . حالَ انكِساري
بأن تَتَصَلَّبِي.
فَعَلامَ لِنتِ؟
نَصَحتُكِ لا تُجَنِّي. ماتَ قَلبِي
وكَي تَتَمَلَّكِي مَيتاً
جُنِنتِ.
ولَو أدرَكتِ ما بِي مِن ظَلامٍ
لما بِي يا نَدَى الصُّبحِ اقتَرَنتِ
أهذا العِشقُ؟
بَل هذا احتِكامٌ
لذاكِرتِي الَّتِي فِيها دُفِنتِ
قَوامِيسُ الغَرامِ تُدِينُ لَيلَى
بأيِّ مَجامِعِ الحُبِّ استَعَنتِ
فلا مِضمارَ في صَدرِي لِنَبضٍ
تَعَثَّرَ بالحَواجِزِ إن حَرَنتِ
عَرفتُكِ مِن دُمُوعِ الوَردِ أنقَى
وراهَنتُ الصِّبا حِينَ ارتَهَنتِ
وكُنتُ أباً لِكُلِّ فَمٍ سَمِيرٍ
لِماذا لم تَكُونِي وَجهَ بِنتِي؟..
ألا أمَلٌ؟
بَلَى فَهُناكَ ثَغرٌ .
ضَعِي فِيهِ السَّكاكِرَ إن أمِنتِ.
فما صَحَّ التَّكَهُّنُ في شُباطٍ
وأنتِ بِنَوِّ كانُونَ اكتَهَنتِ
تَكهَّنتُ السَّعادَةَ.
لا تَرُوغِي
فَلَو رُمتِ السَّعادَةَ ما حَزِنتِ
فَحِينَ غَرِقتُ في شَبَقِ المَرايا
وفي عِطرِ الصَّبايا أينَ كُنتِ ؟
*********
عبدالعزيز الصوراني