رسالتُها الَّتي لم تصِلْ
خليفة.
•••••
فارقْـتُ من كنتُ أخشى أن أفارقَـهُ
ما أصعبَ الوقـتَ ما أقسَـى دقائقَـه
وجهٌ تسلَّلَ مـن عينِـي إلى لُغَتـي
و دَسَّ في بحـرِ أشعاري زوارقَهُ
سِحـرُ الغوايةِ في عينيـهِ ضيَّعنِـي
لا ألمـسُ الظِّلَّ .. يكفي أن أُرافقَـه
من حيث أشرعَ بابَ القلبِ مُبتدِئاً
ملكـتُ عينيـهِ و استوطنتُ خافقَـهُ
و كنتُ دُونَـاً عـنِ الدنيَـا مُدَلَّلـةً
و كنتُ أسبقُ عينِي كَـي أعانِقَـه
شفيفَـةٌ روحُـهُ البيضاءُ لو سُكِبَتْ
على الرَّبيـعِ لأهـدَاهَـا شقائِقَـهُ
فكيفَ بِـي و أنَـا مفتونَـةٌ سلفَـاً
ألَّا أذوبَ و أُهدِي النَّبضَ سارقَه
أموتُ وَجـدَاً و يُحيينِي بضحكتِهِ
وجْـهٌ تخيَّـرَ مِـن نيسـانَ عابِقَـهُ
وجـهٌ يُخَـدِّرُ أعصابِي و يسحرنِي
و حينَ أضجَـرُ أستغشي حدائِقَـهُ
إذا تلفَّـتَ أَعطَـى خافِقِـي سبَبَـاً
لكي يُمـزِّقَ عن حُـبٍّ شرانِقَـه
مَهـلاً فإنِّـيَ أُنثَـى لا جَنَـاحَ لَهَا
فَمُـرْ فؤادكَـ أن يُـدنِي سُـرادِقَـهُ
و قل لغيمِكَ أن يَهْمِي على ظمئِي
يا بابَ قلبي الذي يشتاقُ طارقَـهُ
يا صهلةَ الفرسِ المطعونِ فارسُها
يا حِيـنَ ينتظِـرُ المشنوقُ شانِقَـهُ
أحبو إليكَ على نبضِي الشحيحَ متَى
أراكَ ترفـعُ عن نبضِي عوائِقَـهُ ؟!
حبٌّ تخالطُـهُ الأنفاسُ في رئتِـي
- إلَّا عناقكَ - من يُنهِـي حرائِقَهُ ؟!