تَغَرَّبْتُ عَنِّي حينَ عَنِّي تَغَرَّبَـا
وَرُبَّ عَذَابٍ يَجعَلُ القلبَ أعذَبَا
.
أُحِبُّ بهِ ما كنتُ مِنْ قَبلُ كَارِهًا
و أَكْرَهُ بِي ما كانَ قَبلُ مُحَبَّبَا
.
بذلتُ لهُ جِلدِي و عَظْمِي مُبَايِعًا
و أبناءُ جِلدِي بَايَعُوهُ تَكَسُّبَا
.
أُصَوِّبُنِي نَحوِي إذا خِلْتُ مَرَّةً
نَوَايَايَ يَستَجْدِينَ مِنِّي التَّهَرُّبَا
.
تَعَجَّبتُ مِمَّن يأكلُ الصَّمتُ حَلْقَهُ
وما زلتُ أخْشَى أنْ أزيدَ تَعَجُّبَا
.
وَ أَخْلَصتُ للأحزانِ حَدَّ اعتِنَاقِهَا
ومـا زادني الإخلاصُ إلَّا تَـقَـرُّبَـا
.
كَأنِّي نبيُّ الحزنِ مِنْ بَدْءِ خَلْقِهِ
وَلَـمْ تُخلَقِ النّايَاتُ إلَّا تَحَـسُّـبَـا
.
إِذَا لمْ يَكُنْ للشَّمسِ فِيَّ انْبِثَاقَةٌ
بَـرَدتُ وإنْ أَلْـفَـيـتُـنِـي مُتَصَبِّبَا
.
تَعِبـتُ مِنَ الدُّنيَا فَقُمتُ بِهَدمِهَا
عَلَيَّ لأنِّي أرفُضُ العيشَ مُتعَبَا
.
وَ مِثلِي إذَا مَا الموتُ زَيَّنَ نَفسَهُ
يَـحـقُّ لـهُ فِي المَوتِ أنْ يَتَطَلَّبَا
.
أبِي لَمْ يَزَلْ يُعطِي الشَّآمَ سِنِينَه
و هَـيَّـأَنِـي حـتَّى أكُـونَ لـهَـا أَبَـا
.
يقولُ: إذا لمْ تَقْبلِ الذّلَّ
واقفًا تموتُ
و فَخْرٌ أن يقالَ: ابنُهُ أبَى
.
فَأهْلًا
بِمَوتٍ ظَلَّ يُورِثُ أَهلَهُ خُلُودًا
يزيدُ الـعـمْـرَ عُـمْـرًا
...................... وَ مَـرحَـبَـا
.
إبراهيم جعفر / 2/3/2021