1984
جورج أورويل
عدد الصفحات 351
الحرب هي السلم
الحرية هي العبودية
الجهل هو القوة
هي ليست كلمات على ورق، وليست متناقضات أدبية،إنما هي أسلوب حياة فرضة الحزب الحاكم وسلم به الشعب ورضخ له.
لاتندهش، هي دكتاتورية نعيشها في حاضرنا وعايشها أجدادنا من قبلنا الفرق أنها تُمارس تحت أشعار رنانة تدعو للحرية!
أهلاً بك في عالم جورج أورويل،عالم أوجده من العدم لتؤمن أنت بوجوده،
هي رواية تصنف تحت أسم الديستوبيا،خيالية تنبؤية بشكل مُدهش عبقري،وقد تحققت نبوءته أورويل بعد أعوام من كتابته لهذه الرائعة.
تتحدث الرواية عن سلطة عظمى يرأسها الحرب الحاكم بقيادة "الأخ الكبير"بعد أن قاد الثورة المزعومة التي أُسقطت عن طريقها الرأسمالية، وهم ثورة عاش على إثرها شعب أوقانيا في تطلع للحياة الهانئة العدلة، فما كانت النتيجة إلا دكتاتورية إشتراكية فيها، الفقر المدقع، الجواسيس،الحروب، القمع الفكري بكل صوره ورقابة شديدة حتى لتعابير الوجه، والأختفاءات كأن لم توجد يوماً.
ونسون سميث مواطن أوقاني يُعد من رجال الحزب الخارجي، يعمل في وزارة الحقيقية وتتمثل مُهمته في تغير الحقائق والتاريخ في كل من الجرائد والكتب بما يناسب ويطابق تنبؤات الأخ الكبير، عمل مارسه لأعوام لتتولد فيه أفكار ثورية تدعوه لعدم الإيمان بالحزب، والتفكير بجدية في ثورة فكرية، بعد أن كانت الافكار تجول في داخله فقط حتى لم تظهر على وجهه، يتعرف على فتاة في الحزب تؤمن بما يؤمن به من كفر لتلك الثورة وكل التُراهات التي تهذي بها.
تتطور الأحداث ويقعا في مكيدة دبرها أحد أفراد الحزب الداخلي الذي وثقا به وظنا أنه ينتمي للجنة الأخويه اللجنة الوحيدة التي تسعى للإطاحة بالحزب بقيادة غولدشتاين العدو الأكبر للحزب الحاكم ودولة أوقانيا
يقع بين يدي ونستون كتاب غولدشتاين،وأعجز عن وصف إنبهاري ودهشتي بعبقرية أورويل السياسية،تلك الفصول الثلاثة من كتاب غولدشتاين قرأتها جهراً بكل بطء لفرط إستمتاعي بها وأيضاً لأفهم جيداً ما كُتب ففيها زخم فكري عجيب وأفكار تناقض كل سياسة الحزب.
ليقع ونستون أخيراً ويُعتقل، ويستمر أورويل بإبهارنا هذه المرة عن طريق السياسة المتخذة مع السجناء من تطهير كُلي وغسل دماغ شامل لتخرج من وزارة الحب وأنت مقتنع تمام الإقتناع أن ٢+٢=٥ وأن الحزب فوق كل شيء فوق الأهل والحب وحتى الوعي.
واحدة من الأفكار التي طغت علي عند قرأتها هو أن هناك ترابط شديد بين روايته هذه ورواية مزرعة الحيوانات، فالمصالح ذاتها فبمجرد الإنقلاب على السلطة الحالية تجد نفسك ممسحة في يد السلطة الجديدة التي تمثل هناك في سلطة الخنازير.
فقد صدق أورويل من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي.
رواية من المعيار الثقيل جداً ذات بأفكار كبيرة جداً ومُخيفة ركز فيها أورويل على أدق التفاصيل لتخرج لنا بهذا الروعة، وبكل أسف أقول كم تشبه واقعنا
******
زبيده
Zobidah Alhemiry