قراءة الروائي: محمد فتحي المقداد
لقصتي القصيرة: "صيد"
(صيد) كلمة العنوان فسرتها القفلة (النبلة) وهي من لوازم وأسياسيات الصيد قديما. وهذه القرائن تفسر بعضها بعضًا بدلالاته اتساقها وإن اختلفت لفظًا.
(ورقة) (قلم) (رسم) هذه الكلمات الثلاث دارت عليها أحداث النص الصّامت ظاهرًا، المتفرد بالكلام الكثير ضمنًا.
كما أن لفظتيْ (قلب)، و(ابتسمت) لغة العيون تعيد سيرة القلوب والمشاعر والأحاسيس.
والابتسامة جزء مهم من لغة الجسد التعبيرية، تتوافق نظرتها له، بعين الرضا، لترمي الكرة في مرماه، وتتركه ليتخذ موقفه الشّجاع، لمتابعة خطّها الذي رسمته له، ليستلّ نباله ويرمي قلبها الذي هو قوسين من مرمى قلبه. بعد خروجه لنور الحب من حالة الوهم والغموض التي تلفّ الموقف. بروح مبادرتها فتحت آفاق النص، ولتمنحه بُعدًا عاطفيًا جديرًا بالتأمّل للمراقب. لتفسير ثنائية الدلالات اللفظية، بتوجهاتها الإيحائيّة بتوزيع مفاتيح النص على القارئ بهدوء تام، وتتركه وحيدا يفتح مغاليق النص برويّة على حواف متعة التذوّق الأدبي.
(الروائي محمد فتحي المقداد)
النصّ
صيد
أخرج من محفظته ورقة، رسم عليها قلباً، ثمّ جلس بانتظار الجواب.
أعادت له الرسالة، بعد أن غرزت فيها خطاً.
وقبل أن تُغادر، وضعت يدها على كتفه، و ابتسمت بغموض... تاركةً إياه يجاهد... لانتزاع السهم.