شبران من طين وشبر حصيرِ
وذراع "كتّان" بوادٍ بــــــــــورِ
ولحافُ ماءٍ من مدامع صبـــــرنا
وفراشُ سهد من حصىً وصخورِ
ودعامة حدباء طاوية الحشا
نهضت تئنّ بجذعها المكسور
أرخت ذراعا كي تصافح شمعة
مذعورة من خدّها المصهـــــور
وقفتْ بباب الريح خائرة القوى
تبكي بجفنٍ مرهقٍ مسجــــــور
وأنين خابية _تعتق حزنهــا
بدمائنا مُلئت_ وبعض قدور
نطهو بها أوجاعنا ونبيت جوعى
للحياة على أسىً ونـــــــــــــذور
لا شيء يطرق في المسا ابوابنا
إلا نواحٌ أو صدى تفجيـــــــــــر
إن هبت الأنسام تحسبها جناحَيْ
طائر في شركِ جيش نســــــــور
يعلو ويهبط خائفا كي لا يكــون
مصيره في الخلق مثل مصيري
وطن ولكن لا أمان لأهله
أهلوه أموات بغير قبـــور
أحلامهم مذبوحة في كف من
باعوه أو رهنوه للمأجـــــــــور
واحسرتاه على دماء أرهقت
لم تحي فينا نخوة لضميــر
لم تحي فينا قائدا من رحم هذي
الأرض للتحرير لا التنظيـــــــــــر
من لم تكن لله ثورته يهــن
ما دام بالعلياء غير جدير
-عرائش الريح-
"صلاح الخضر"