ضجيج موقوت..
يا شفاهاً رُضابُها الكلماتُ
شَرِبَ النِّيلُ ماءَها والفراتُ
مُذ عَلَت أرضَ القيروانِ الرزايا
وَرَمَت سَدَّ مأربَ النائباتُ
مُذ تَحَدَّى أهلُ طرابلسَ وحشاً
فاغراً مِن دِمائِهم يقتاتُ
مُذ تَوارى الأمانُ خلفَ جدارٍ
صاغَهُ مِن عَظْمِ الرِّقابِ البُغاةُ
آنَ أنْ تَجهَري بِصَوتِكِ حُرّاً
وَتُزيلي ما قالَ عنكِ الوُشاةُ
لا مُكاءً على الصَّدَى أو بُكاءً
طالما صُمَّت بالدِّماءِ حَصاةُ
آن أنْ تحملي المعاولَ دِرعاً
لِتَوَقَّى السنابلُ الخَضِراتُ
آن أن تجعلي الشتاء ربيعاً
فَيُغَطِّي كلَّ القفارِ النباتُ
آن أنْ تُوقِدي الدماءَ شُموعاً
لتغارَ الكواكبُ الغافلاتُ
وتُنيري للعابرينَ سبيلاً
ضلَّ فيه تحتَ الظلامِ سُعاةُ
إنَّ في مكنونِ الجبانِ ضِباعاً
تنهشُ الجأشَ فيه حيثُ يَباتُ
يَنشدُ الأمْنَ في جُحورِ الثَّعالي
ويَذمُّ الذينَ فرُّوا وفاتوا
وَهْوَ مٍمَّن عاشَ الحياةَ بِذُلٍّ
أوليسوا هُم في الحقيقةِ ماتوا
رُبَّ فادٍ لَيُشْفِقُ الخَوفُ منهُ
عندما تَصطلي به الحادثاتُ
يَحملُ الموتَ في الضُّلوعِ حياةً
وَمِن َالمَوتِ تُستَمَدُّ الحياةُ
إنَّ في العُربِ ثائرين أُباةً
ذَكَّرُوا العالمينَ أنّا الحُداةُ
شاعر النيرب/مجد ابوراس