عرضت ُعلى الفوَّالِ بعضَ قصائدي
فتمتمَ : هل تُـبـتـاعُ فـوق موائـدي؟
ألستَ ترى الأوراقَ جدَّ سميكةٍ ؟
ولستُ أرى فيها صَنيعَ الجرائدِ
كأنكَ تَستهدي عُكاظَ فجئتني
وتحسبُ أني عالمٌ بالفرائدِ
فَدُونكَ أهلُ المهرجانِ تَنَفَّذوا
فَسَلْهُمْ عَنِ الأطلالِ بينَ الأوابدِ
وَسَلْهُمْ عَنِ العبسيِّ إذ غَضَّ طرفَهُ
وعن عروةَ الصعلوكِ بينَ الأماجدِ
وهل سَبَقَ الخنساءَ أعشى هريرةٍ
بما قالَ شعراً أم تَعَزّى بِماجِدِ
أفِيهِمْ لبيدٌ وَحَّدَ اللهَ فِطرةً
وعدَّ الفتى الضِّلِّيلَ أَشْعَرَ واحدِ
وفيهم جديرٌ بِالوفا كَسموءلٍ
يموتُ ولا يرضى بِخذلِ مُعاهدِ
أنا مِثلُك ارتدتُ القصيدَ وخلتُه
يُرَوِّي غليلاً في فؤادِ المكابدِ
علمتُ بأنَّ الفُولَ أكثرُ نصرةً
وأكثرُ نفعاً للجياعِ الشواردِ
فـقـلتُ لـه: سعدُ الملافظِ نعمةٌ
وفولُكَ للجوعى وشعري هنا صَدِ
أنا ما أتيتُ الروضَ أقطفُ وردةً
فعندي من الرَّيحانِ فَيضٌ على يدي
سأذهبُ للبيداءِ أحملُ قِربَتِي
لَعَلّي أرى ظَمأى تُشَرِّفُ ساعدي
شاعر النيرب مجد ابوراس