ذات يوم قدر الله أن أرى طفلة سورية صغيرة تحت وطأة البرد الشديد في أحد المخيمات.. فكانت سببا لولادة هذه الكلمات
مازال عندي جَوْرَبانِ وَ شالُ
و شَقاوةٌ يلهو بها الأطفالُ
وحكايةٌ مِنْ عِقْدِ "سِتِّي" لم تزل
فأنا بها التاريخُ و الأبطالُ
أشْعَلْتُ في حضنِ الصقيعِ مَوَاقِدي
وعليَّ مِنْ جَلَدِ الصّمودِ شِمالُ
إنْ تُدرك الأجسامُ دِفءَ جوارحٍ
بالله دِفءُ الروحِ كيْفَ يُنالُ؟!
فأنا بوشوشةِ الضمير إجابةٌ
و أنا لصمتك يا ضمير سؤالُ
مازال عندي في الحنايا ضَحْكَةٌ
كالناي يخرج صَمْتَهُ المَوَالُ
يا دهرُ إنَّا صابرون كأنّما
قد قال حي على الصمودِ بِلالُ
مازال عندي صولجانُ كرامةٍ
فالشامُ عزٌّ و العيالُ رجالُ
ما زال عندي دُمْيَةٌ أشكو لها
كم مِنْ دُمى في ثوبنا تحتالُ
مازال في صدر الجبالِ إشارةٌ
عني و في عَيْنِ النجومِ مَقالُ
طوبى لأهلِ الشامِ ما وَطِئَ الحصى
نورُ الصباحِ و ما أَهَلَّ هِلالُ
عبدالمجيد محمود