« قراءة » بقلم: الأديب / نبيل نجار
في ثلاثية « أرض السواد »
•••••••••
أولاً: اشكر الاستاذ أبو معاذ على تذكيري بالرواية.
ثانياً: شكراً للإشارة.
أرض السواد:
تاريخياً: أطلق على العراق بعد الفتح الإسلامي هذا الإسم لخصوبة أرضها ولون التراب المائل للسواد دليل على غناه بعنصر الحديد.
كذلك تاريخياً يكتسب الاسم معناً رمزيا لكثرة ماحاق بالعراق من الويلات حتى غدا ترابها اسودا لكثرة الدماء التي أريقت عليه: ابتداء بالفتنة الكبرى بين علي ومعاوية وانتهاء بغزو العراق عام2003 من قبل التحالف الدولي ومروراً بألف مصيبة خلالها.
أرض السواد قصة الطموحات الشخصية، محاولة التحرر من السيطرة العثمانية، الاختلاط الديني بين الكرخ والرصافة، بين الملا والشيخ بين مرقدي الإمامين جعفر الصادق وأبي حنيفة، اي بين السنة والشيعة.
لايترك منيف صغيرة ولا كبيرة خلال فترة ضعف الامبراطوريه العثمانيه وبدء التدخل البريطاني الا أحصاها: الوضع السياسي، فيضان النهر، الحياة الإجتماعية والدينية، قصص حب، قصص مهابيل، تراثيات، والأهم طموحات، طموح الوالي لاستقلال العراق، وأفعاله وحيله السياسية.
لايمكن تعداد ابطال الرواية فكل اسم سيذكر فيها بطل رواية بشكل ما، وكل مكان هو جزء من تركيبة السكان من سنة وشيعة واكراد.
يدخلك منيف غرفات قصر الوالي ويدعك لتعيش وتتفاعل حتى مع الخيول وسواسها، حامل الأختام، مسؤول الخزينة الذي يمرض كلما أمر بدفع مبلغ من المال. ويأخذك للسفارة البريطانية حيث تحاك المؤامرات، بدوافع أحياناً مجد شخصي، أو هوى لهذه الأرض.
لا يمكن فعلاً وصف الرواية، ولايمكنك قرائتها جدياً أو بتجرد، فمنيف سيأخذك فعلاً لداخلها كبطل من أبطالها فتبكي أو تضحك، تحزن أو تفرح معهم، تشقى وانت تحاول وضع كيس رمل في وجه النهر الحرون، أو تنتشي بكأس على ضفافه الساحرة.
تلك هي عوالم منيف الذي أعتبره الأعظم على الاطلاق بين الروائيين العرب.
كل المودة.