زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

« قراءة » _ بقلم: أ. ابو معاذ جمعي بن بشير _ في كتاب _ « ثلاثية أرض السواد »


 



العنوان الثالث لعام: ٢٠٢٢


« ثلاثية أرض السواد »١٣٧٣ صفحة


عبد الرحمن منيف.



مرة اخرى مع العبقري الملهم صاحب خماسية مدن الملح الخالدة عبد الرحمن منيف.

مع ثلاثية لاتقل إبداعا وإمتاعا عن سابقتها.

أرض السواد والتي من خلالها نلج بوابة التاريخ مسافرين مع منيف في قراءة لواحد من امتع النصوص واجملها.

وصوب العراق الشقيق نيمم اوجهنا .. وشطر تاريخه المجيد وحضارته الضاربة الجذور نبحر.

ثلاثية ماكانت غير سمفونية عشق خالدة عزفها منيف على اوتار قلبه .. فطلعت على مدى طولها مترعة بالدفئ والحب مهداة لأرض العراق وشعبها الطيب.

نافضا أغبرة النسيان عن صفحة من صفحات تاريخ بغداد وعن ماضي العراق المجيد بكل مافيه . ليزيدها منيف بجمالية سرده ولغته الراقية وهجا ووضاءة.

مازجا وقائع التاريخ بخياله الروائي المبهر ليهدي جماهير قرائه الحصاف فرحة لا يهبها لنا غير أمثاله من اصحاب الأقلام الحرة دون سواهم من المأجورين المقيدون بالخنوع والتبعية والإنصياع لأعداء النور ووهج الفكرة.

في بداية الثلاثية ومن خلال جزئها الاول يجعلنا منيف أشد الناس كرها ومقتا لحقبة من تاريخ بغداد حينما كانت الولاية تنتقل إنتقال الأموال من يد ليد .. كعدوى الاوبئة والأمراض من احد لأحد.

فلا يصنع مصائر المحكومين من بعد القدر غير اوضع النساء والسفلة من الخونة والطامعين.

براغيثا تقتات على دماء الشعوب .. إذ لا خبز يقتاتون عليه يوميا غير المكائد والخديعة.

وكان ذلك حال الوالي سعيد وحمادة رأس بطانة السوء والخسة والوضاعة.

بلهجة عراقية رائعة مترعة بالمزاح تزجية للوقت ..

مع ما وهبنا منيف من بديع الوصف لطبيعة العراق الساحرة والغضوب أيضا.. بين حرها القائض في البادية وصحرائه المترامية و غضب نهر دجلة وفيضاناته المدمرة وامواجه العاتية وبين ابهى حلل الطبيعة في الموصل والوانها الساحرة ..

وكانها تحاكي في غضبها طباع العراقيين تجاه من لم يستحق ودهم وبين اسمى اوجه إنسانيتهم واخلاقهم الراقية تجاه كل من بادلهم خالص الود وكبير الإحترام.

متعة لم تنقطع إلى ثالث اجزاء الرواية.

مدركين تمام الإدراك ما قاله العراق من خلال اشخاص الرواية كل بصوته وقسماته وسيماته وثقافته ومكانته الإجتماعية.

إلى أن أعيد أمر الولاية لمن إستحقها الباشا داود رجلا توافرت فيه سمات الحكم وصفات رجال الدولة ..واليا على عراق تترصده أنظار الطامعين وتكيد به خطط المتآمرين وقد تحالفت ضده قوى الشر والغطرسة رغبة في حصاره وإستنزاف خيراته حتى لا ينعتق من ربقة التبعية فلا تقوم له قائمة.

وبرغم ذلك الحصار الخانق يمنحنا منيف من خلال روايته فضاء شعبيا زاخرا يجعل كل قارئ لنصه واحدا من شخوصه شاعرا بان صوته واحد من اصواتهم بلهجة عراقية لم يحببنا فيها احد كمنيف.. من خلال ماعاشه اهل الكرخ وغيرهم وهم يقتلون الرتابة التي لفت حياتهم من كل صوب في مقهى الشط.

كل شخوص الرواية من خلال منيف صدحت باعلى اصواتها بأن للعراق حق الحضور بين سآئر الأمم مهما تكاثرت فطريات تغييبه ورغباتهم الحاقدة .

ومهما طال ارضه من سواد فمن حق العراق ان ينهض صانعا من جسيم تضحياته نوره باسطا على ذلك السواد انصع حلل البياض .

بياضا للفرح من بعد حزن جثم على صدوره اهله امدا طويلا.. ليشق نوره آفاق العالمين كسابق عهده.

فينهض من بعد سقوط لم يكن لولا غدر الخائنين وتحالف الأبالسة والشياطين الملاعين شرقا وغربا.

موفرا الرخاء لاهله ومواصلة القيام بدوره كواحدة من كبار دول العرب الفاعلة.

حاضرا بكل حضارته وبكامل سيادته حكومة وشعبا.

ما اعظم ما عاناه العراق الشقيق ولست انسى ما حييت حينما حاصرته قوى الشر حارمين أطفاله الأبرياء من الحليب ممارسين على اهله ابشع وأخس سياسات التركيع والتجويع .

لكن العراق سيظل اكبر من وضيع مقاصدهم وسينهض كعادته بكل كبرياء وشموخ.

قد اجاد منيف إلى أبعد الحدود ان وهبنا نصا جمع بين غابر الأزمنة وحاضرها وكانها زمن واحد .. وحقا إن التاريخ ليعيدنفسه وان العراق بحول الله سيعود .. 

ذلك العراق الذي نعرفه .. 

ذلك العراق الذي احببناه وسنبقى نحبه أبد الآبدين.


•••••••••



ابو معاذ جمعي بن بشير


{ نادي   قراء الزمرة } 











عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية