زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(وطأةُ اليقينِ) بقلم_الأستاذ/عماد عبيد.


 وطأةُ اليقينِ

.....

تماماً، ...

كما تنحني غيمةٌ لتصافحَ ساقيةً

كما تتمطى مدينةٌ ناعسةٌ فوقَ سريرِ أبنائِها

كما تضطهدُ القصيدةُ الشاعرَ

كما يمتصُّ الليلُ غلمةَ المتعبينَ

كما يعبثُ الوقتُ بصبرِ العوانسِ

كما يأنسُ الرملُ دبيبَ الضواري

تماماً، ... 

هكذا نسرقُ النّارَ منَ غفوةِ الصقيعِ.  

(على قلقٍ كأنَّ الريحَ؟) 

***

تماماً، ...

كعاشقٍ كدّه الرقصُ، فاستحمَّ بالحبيبةِ

كيافعٍ يلمّعُ مرمرَ الفؤادِ

كبرعمٍ لقّحتهُ رياحٌ صديقةٌ

كمُهرٍ ينتظرُ نداءَ المليكةِ

كرحمٍ ضاقَ ذرعاً بالجنينِ

تماماً، ... 

ها نحنُ نبطشُ بالحلمِ حتى يتوبَ

ولا يستجرّنا إلى كرمهِ الموحشِ. 

(محكومونَ بالأملِ)

***

تماماً، ...

كعريسٍ بدويٍ عاجلتهُ الخيانةُ

كغزالةٍ تتشمسُ على ضفةِ الغابةِ

كفارسٍ سقطَ سهواً

كجنديٍ استبدلَ عمرَهُ برتبةِ شرفٍ

كأرملةٍ ملّتْ منْ سوادِها

تماما، ...

ها هو النرجسُ يلوكُ حسرتَهُ

ها هو القلبُ يطعنُ أسرارهُ 

يسيلُ منهُ ماضي الزمانِ،

(يا زماناً ضاعَ في الزمنِ)

***

تماماً، ... 

كما يسأمُ الحزنُ العضالُ

كما يكظُّ الجمرُ على جرحهِ

هي الشوارعُ تقودُ سعاتَها

تنوءُ الحقائبُ بالثيابِ العاريةِ

يعودُ الصيادونَ محشورينَ في سلالِهمْ

يقرصُ الجوعُ خدَّ الرغيفِ

يمضغُ الطفلُ ثديَ لعبتهِ

تماماً، ...

إنّهُ الرعدُ يومضُ للترابِ أنْ يشتعلَ

إنّها البلادُ تنتشي بخصبِ الجفافِ.

(وكلُ عامٍ حينَ يعشبُ الثرى نجوعْ)

***

تماماً، ... 

كما تهرولُ الضمائرُ المستترةُ

كما يتسربلُ الخوفُ في حضرةِ العرشِ

كما يكركرُ الموتُ جنازاتِهِ

كما تخلعُ القبّراتُ قبعاتَها 

تماماً، ...

هكذا تفتحُ الدُنيا أشداقَها للمترفينَ

هكذا يبدأُ الموتُ مزادَهُ العلني بالطيبينَ.

(وحسبُ المنايا أن يكنَّ أمانيا)

***

تماماً، ... 

كخنجرٍ بلا نصلٍ،

كمرودٍ هجرَ كحلَهُ

ها نحنُ نخرجُ منْ قمقمِ الماردِ 

نلبي نداءَ المتورطينَ بالحياةِ

كلما ضاقَ علينا الطريقُ

عُدنا إلي حيثُ كنّا

تماماً، ...

همُ محضُ ذكرى

ونحنُ كلُّ هذا الدخانُ.

(ما أطيبَ العيشَ لو أنَّ الفتى حجرُ)

***

تماما، ...

هذهِ اللغةُ الهاربةُ منْ بنادقِ الأنبياءِ

هذهِ الضحيةُ المتواطئةُ معَ حارسِ الجنّةِ

تلكَ العرائشُ المتدليةُ من شرفةِ الجحيمِ

تلكَ الخيولُ المقصوصةُ الأجنحةِ

أولئكَ القومُ معشرُ الفائضينَ

ذاكَ الوجودُ المقيمُ في الغيابِ

تماماً، ... 

نحنُ كلُّ هذا الشتاتُ

كلُّ هذا الخرابُ المضمّدُ بالوطنِ.

(وأقولُ لهمْ: تصبحونَ على وطنْ)

*****

20/2/2022

ملاحظة: في الأسبوع الفائت فقدت (فلاشة) في إحدى دور الثقافة، وكان هذا النص مخزنا عليها، وتداركا للنسخ والنحل أنشره هنا للتوثيق، علما أنه مازال أعجرا لم يستوِ كما أريد.

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية