فأهدَرتُ لَحمِي
ولَم أندَمِ
وقارَعتُ سَيفَ الَّذِي رامَ نَحرِي
بِسَيفٍ نَبا مِن
ثَنايا فَمِي
فَما أهدَرَ الحُرُّ أوهَى مِنَ الرُّوحِ
في صَولَةِ الطَّارِئِ
المُبهَمِ
ثَقِيلٌ هُوَ
العُمرُ في عَينِ مِثلِي
خَفِيفٌ على الأكمَهِ الأبكَمِ
سَئِمتُ المُضِيَّ على سَرجِ وَهمِي
أُمَنِّي الحَلاوَةَ في
العَلقَمِ
وأحسَبُ
أنَّ الجِراحَ قِصاصٌ
فأنكَأُ قَلبِيَ بالمِحجَمِ
لَكَ اللهُ
يا قَلبُ أنَّى تَوَجَّهتَ
تَلقَ السَّلامَةَ في المَغرَمِ
تَمُدُّ الشَّرايِينَ للقَومِ جِسرًّا
وكَم ذَبَّحُوكَ
ولَم تُهزَمِ
عَجِبتُ لأمرِكَ تَحيا أسيراً
وتَنتَقِدُ القَيدَ في
مِعصَمِي
ورُبَّ دَواءٍ
مِنَ السُّمِّ أنكَى
وداءٍ تَفاقَمَ في البَلسَمِ
ورُبَّ هَلاكٍ مِنَ العَيشِ أشهَى
وغُرمٍ ألَذُّ مِنَ
المَغنَمِ
أنا واحِدٌ
مِثلُ باقِي البَرايا
وَرِثتُ الغِوايَةَ عَن آدَمِ
وأدرَكتُ
أنِّي قَوِيٌّ ضَعِيفٌ
عَليمٌ جَهُولٌ بَصِيرٌ عَمِي
وأدرَكتُ أنَّ الدُّنَى لا تُحابِي
رَكِيكاً وتُثنِي عَلَى
المُحكَمِ
وأنَّ الهَوَى
يَملَأُ القَلبَ وَهناً
ويُوهِنُهُ المُستَبِدُّ الكَمِي
ومَن يَبتَغِ السَّلمَ يَلقَ المَنايا
ومَن يَنحُ نَحوَ الوَغَى
يَسلَمِ
فإن جادَكَ النَّصرُ فارحَم ضَعِيفاً
وإن لَم يَجُدكَ
فلا تَرحَمِ
وكُن ذا نَعِيمٍ تَهَبكَ البَرايا
وعِش زاهِداً في الدُّنَى
تُرجَمِ
عَلِيلٌ وما
عِلَّتِي غَيرُ نَفسٍ
سِوَى بالمَعَرَّةِ لَم تُغرَمِ
فذِكرُ الخَلِيلَةِ يُؤلِمُ صَبًّا
مَتَى يَسهُ عَن ذِكرِها
يَألَمِ
فُؤادِي
أيا أيُّها الطِّفلُ بِتنا
كَمَن يَتَراقَصُ في المَأتَمِ
فلا تَبتَئِس إن رَجَعنا خِماصاً
أنا ضِقتُ ذَرعا بِنا
فافهَمِ
تَوَقَّعتُ كُلَّ النِّهاياتِ إلَّا
جَمِيعِي يَثُورَ على
مُعظَمِي
---
عبدالعزيز الصوراني