موت معلن
بقلم:أ.جمال الشمري
لا أدري كم من الوقت تمتلكين لتحبِّي رجلاً من صلب الغابة .
رجلا يُفكِّر في نهاياتِ المَطر، وكيف يُطوِّعُ الخيبةَ والفرحَ ليشعرَ بالحبِّ وبالحرب.
أَسير في متاهات الغياب وحدي ...
أنحني لألتقط نفسي بين خطوات العابرين
يحن لجراحاتي البكاء، بعد أن هجرت البيوت ولم أعد آَبَه للشّـوق في عيون النوافذ
لم يَعد يعنيني العتب، اسمي فقط يُربكني، والحيرة تتملكني بين الشعور بالدفء و البرد.
دهشة ممزوجة بخيبة حين أقول: -صباح الخير.
فلا يسمعني أحد .
هل عليَّ أن أقصَّ أصابعي كيلا أشير حتى إلى نفسي ؟؟
أنعزل وحيداً، ككلبٍ أعمى في العراء، يَعوي ولا يصل إليه صوته.
بالأمسِ كنتُ وحيداً جداً، واليوم يؤنسني الفراق،
أُشعلُ شمعةً في رأسي، فلا أرى شيئاً
أخاف....
أقرأُ ما كُتبَ عن سندريلا الدهشة
أضحك
أقرأُ ما كتبته الفتن عن وعود الثورات والمجازر أبكي
أقرأُ تاريخ ميلادي ... أصحو
أقرأُ موتي في عينيكِ ، فأغرق
أقرأُ ما كتبتُه الآن.. فأتلوى كالمطعون.
لا يعنيني تلوُّن الطعوم كي أجلب السمك لسراديب قلبك.
لا أطيق التّوقف، ولا ألتقط الأشياء المكرّرة والمملّة، وأكره الضّوء، وكؤوس السُّم
لكن وبكل جرأة سأجلس بجانبكِ الآن أهمس إليكِ ببضع أفكار بسيطة، عن قُدسية حياة.
ومقعدٍ على ناصية رصيف، كان بالأمس شجرة
وغيمةٍ تكوَّنت و تشكَّلت من أحلام قطرة ماء.
وأبواب غُلِّقَتْ بلا أقفال، تكفيها شِيفرة عتب حتَّى تُسجَن
تبّاً و ألفُ تبٍّ لمن اخترع للحلم ألف باب.
حين أموت لن أطلق آهةَ وجعٍ واحدة،
ولن أُصافح المتجوّلين في أزقة الضجر الطويلة.
لن أعود للحياة، حتى لا يتكرر شريط بؤسي. وسأبعث لكم بعد موتٍ طويل، السؤال الذي أفضى بي إلى الموتِ
: -لماذا عليَّ أن أموت لكي أَدخل الجنَّة ؟