زَائِرِة
بقلم: أ.خالد الخليف
كَـيْـفَ اهْـتَدَيْتِ إلـى غَـيَابَـةِ أَضْلُعِي؟
واجْـتَـزْتِ كُـلَّ تَـجـَـلُّــدِي وتَـوَرُّعِــي!
كَـيْـفَ اتَّـسَـقْـتِ علـى دُرُوبِ مَخَائِلِي
وأَنَـا سَــرَابٌ... فِــي مَــتَـاهَــةِ بَلْـقَـعِ!؟
لَا أَنْـتِ مِـنْ دُنْـيَـا الـعَــيَانِ... ولَا أَنَـا
شَبَـحٌ كَـأَنْتِ... لِـكَيْ أُبَارِحَ مَضْجَعِي!
مَا جِئْـتِنِـي شَـمْـسـاً... ولَا قَمَـراً ولَا
مَـطَـراً... ولَا حُـلُـمـاً يَـرِفُّ بِأَرْبُـعِـي
لَا زَهْـرَةً يُـغْـوِي الـفَـرَاشَ عَـبِـيرُهَـا
سَـطْــراً يَـنُـوءُ بِــمَـا أُكِـنُّ... وأَدَّعِــي
كُــلُّ الــذي أَدْرِيــــهِ... أَنَّـــكِ رَعْــدَةٌ
تَنْتَابُنِـي مِنْ بِـيـنِ ظِـفْرِي وإِصْبَـعِـي
سِحْراً تَمَرَّدَ فـي العُرُوقِ عـلى النُّهَى
لِـيُـذِيـبُـنِـي فِيـمَـا أُحِـسُّ... ولَا أَعِـي
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ كَيْفَ صِرْتِ إلى دَمِي
أُرْجُـوفَـةً... بَـيْنَ البِـشَـارِةِ والـنَّـعِــي
حَـتَّـى سَـرَيْتِ مَـعَ الـوَرِيدِ كَـنَـبْـضَةٍ
تَـتْـلُـو عـلـى بَعْضِـي خُرَافَـةَ أَجْمَعِي
وتُـزِيـلُ عـن كِـبْـرِي عَـزِيـزَ قِـنَـاعِـهِ
فَـيَـلُوكُـنِـي زُهْـدِي... فَأَزْهَـدُهُ مَعِـي
يُـغْرِي بِيَ الصَّمْـتُ الخَلِيعُ ضَجِيجَهُ
لِـيَدُكَّ فـي سَـرَفٍ حُـصُـونَ تَـمَـنُّـعِي
الصَّـمْتُ يَـقَرأُ فـي صِـحَـائِـفِ أَنَّـتِي
مَـا كُـنْـتِ سَامِـعَـةً ومَا لَـمْ تَـسْـمَـعِي
الصَّمْـتُ يَـشْـهَدُ أَنْ عَـبَـثْتِ بِـجَنَّـتِي
فَـبَعَـثْتِ مِنْ جَذْرِي اليَـبَاسَ لِأَفْرُعِي
وشَبَبْـتِ عـنْ طَوْقِ التَّصَابِي والصِّبَا
وسَكَنْتِ مِـنْ سُهْدِي لِـوَاكِـفِ أَدْمُعِي
وجَعَـلْتِ عَدْنِي في سَبَاسِبِ خَلْوَتِي
هَتَّـانَ جَــرْحِـي... واتِّـقَـادَ تَـوَجُّعِــي