متى ألقاك؟
بقلم: أ. سيد عفيفي
شمسٌ وليدة هي...
تزَّاور عن قلبي ذات الحنين وذات الأمان، تُشِّع في دنياي دفءَ الروح فتنتشي، وكأنما كنتُ شجرةً متيبِّسة في هجيرٍ وسرابٍ بقيعة يحسبُه النباتُ رواءً، هل تورِقُ لمجرد نظرةٍ منك؟ هل تدبُّ الروحُ في أوصالٍ لطالما تجلَّطتْ دماؤها من غدر البشر، ومن طِعانِ القدر، ومن تولِّي العمر، هل تشرقُ كابتسامةٌ على محيَّا الصبر بعد طول القهر؟
أيقظتِ ذياك القلبَ من إغماءةٍ كانت تسير به في دروب الاحتضار بين نزيف واعتصار، توهَّجتِ المآقيُ من رمقةٍ إلى مجهولٍ هو عين المعلوم، تورَّدتْ وجنتاي من محض شعوري بأنك حقيقة لا وهم، وتلك يدي تحمل القلم في خفة الطير لتنثر حروفاً من نور على عينيك عساها تجود.. بنظرةٍ تحيي موات الجسد الخائر والعقل الحائر.
أوَ تعلمين؟
تدافعت الأحاسيس والأفكار فتجمَّعتْ وتصارعتْ على مدادي؛ أيُّها يظفرُ بمدوَّنةِ الفجر الجديد وتصِفُ الربيع الآتي من قريب، يصطفَّ الحنينُ ورجع الأنين وحرمان السنين، حمَلَ الأمانُ غدرَ الزمان وهجا رياح البين التي أخرتك عن دنياي حتى الآن، وذا شوق لا يكف عن الصياح في وجه العقل أن بُحْ بي إليها علَّها تشفق على جريح القلب.
كم تلاقينا في الغيب وشكونا آلام الأيام قبل أن يوافينا القدر باللقاء، وكم تعانقت أيدينا لنسعى معا في طريق واحد وغايتنا كانت نقطة الالتقاء، كم ناجيتك في يقظتي وأحلامي؛ اتسعتْ جراحي أيْ طبيبتي ودوائي!
أوَ تشعرين؟
الحب الوليد تفتَّحتْ عيناه اليوم على قلبين سكنا معا بعد سفر طويل في فيافي العذاب وظمأٍ لسُقيا الرِّضاب، أيها الحلمُ الآتي في خريف العمر.. ما تمنيتُ منك يقظة إلا أنْ تُكمِلَ معي في دنيا اليقين، متى ألقاك يا أملاً سعيداً تمْثُلُ بين يديّ وتشعلُ شموع السعادة والأمان والهوى وتخمد بيديك أنّات الجوى؟
أدركتُ منذ اليوم أنك أنتَ أنايَ الغائبةُ في مُزنِ المصير حتى حملتها رياح الصبا لتهطل في نهر حرماني، يقيني أنك للروح روح فهل أكون أناكِ الضائعة منذ الأزل؟