زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قبل الغروب....قصة قصيرة بقلم: أ.محمود حمدون

قبل الغروب 
قصة قصيرة

بقلم: أ.محمود حمدون



لا يلتئم شمل تلك العائلة إلّا لعزيز وافته المنيّة ,يجمعهم الحزن العميق , حال استمر طويلّا ولا يزال, فبينهم وبين أمواتهم صلة قوية فلا تنقطع بينهم الزيارات .فإن توارى الحزن قليلًا رأيتهم غرباء عن بعضهم , فإن تقابلوا فالجفوة رفيقتهم

مساء اليوم رحل فرد جديد , ذهبت إليهم مواسيًا وأسى كبير يغمرني لصغر سن الفقيد إذ كان في شرخ الشباب ومثله يستعد الآن لخوض غمار الحياة بينما الراحل اختصر الطريق مبكرًا, كان اللقاء بحارة ضيقة لا تتسع إلاّ لبضعة نفر , وقف البعض يتأمل مفارقة الحياة والموت وما بينهما , بينما اتكأ آخرون على حائط , يتعجّلون خروج الجنازة ...

قدر لا مفرّ منه , عبارة أطلقها شيخ في وجه الجميع , قلت له : نعم , قضاء الله لا راد له ..

أعقب الشيخ : له علامات نعرفها , ينبئنا قبل قدومه.

أثارتني إجابته , فقلت له بفتور: الموت يأتي بغته , لا يستأذن , ذاك ما أعلمه ...

- نعم لكنه يرأف بنا , كما يفعل معنا منذ سنوات بعيدة , بالأمس جاءنا جميعًا حُلم واحد , أن الراحلين قد أقاموا فرحًا كبيرًا , كانوا فكهين يمرحون ويتضاحكون بصوت عالي ومنهم من خرج عن وقاره وهو حي وأصابته في عالمه الغيبي لوثة من نوع جديد , ثم أردف الشيخ : تلك إشارة لنا أن الراحل نزق لا يعبأ بالأخطار , شاب لا يهاب المنون وهي صفات لم تنطبق إلاّ على " جابر عبد المولى "

ثم سعل بشدة , قال : ذهبنا إليه من فورنا لا ندري كيف نُخبره بنبأ رحيله , التقانا على مدخل الحارة الضيقة , تعلو وجهه بسمة صفراء ويحمل على كتفه لفافة من قماش أبيض, بيده فأس , قابلنا بعبارة واحدة : هلموّا إلى القبر قبل غروب الشمس .

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية