علمتني
بقلم: أ.سيد عفيفى
..
عَلَّمَتْنِى أنَّنِى انسَانٌ .. لَدَيْه قلب
وأنَّ هذا القلبَ.. خُلِقَ حتى يُحِب
وعَلَّمتنى أنْ تجتهدَ عينَاىَ فى اثْنَتَين؛
تأمُلِ الحُسْنِ فى وجْهٍ بديعِ الصورةِ وعينين
والبكاءِ.. إنْ هىَ تاهتْ فى صفحاتِ السنين
****
علَّمتنى..
الغُصَّةَ وتَجَرُّعَ كاسَاتِ الأنين
وأنَّ الفرق بين النورِ والظلامِ..
ليس الليلَ والنهار
قالتِ انتبهْ للنورِ فى حَوَرِ العيون
وتعلَّمْ كيف يكونُ القلبُ وعاءً للحنين
علمتنى سِحرَاً قد حيّرَ الرّاقين
وترتيلةَ الشوقِ ما بَرِحَتْ تمتحُ بالظنون
****
علمتنى..
أنَّ السهادَ لذةُ العاشقين
وأنَّ الصبابةَ رفيقُ دربِكَ والقرين
علمتنى كيف أُبْحِرُ فى موانى الصابرين
ودفتي راحةُ يديها ومصباحى الجبين
علمتنى كيف تنبتُ الآهاتُ فى صخرٍ حزين
وأنَّ الغزلَ فى وجنتيها كترنيمةِ العارفين
وأُنشُودة الناى بصوتِها.. لحنُ العازفين
****
علمتنى..
أنَّ البئرَ ليس مَجْمَعَ الماءِ الدفين
بل ابحثْ عن الآبار فى أحداق المحبين
وأوصتنى؛ اذرفْ لكل ذكرى أيها الضنين
****
علمتنى..
ألا أرى من دونها نساء
وقالتْ؛ قلِّبْ بناظريك حيثُ تشاء
هل عرفتَ كإسمى دُرة الأسماء؟
هل رمقتَ كعينى فى الحَوَر حسناء؟
متى لحِظتَ كلحظى.. مُنتهى الأهواء؟
فيمنْ سمعتَ كصوتى ترنيمة غنَّاء؟
وهل تفتَّقَ ذِهْنٌ عن هكذا عطّاء؟
فقلت رويداً رويداً.. يعُوزُكِ الإطراء
فأنتِ ماوفيتِ.. نشدتك الإصغاء
لقد ملكتِ الحُسنَ بوجهكِ الوضّاء
سلطانةٌ بجمالٍ.. وعيونُكِ الوزراء
***
علمتنى..
أنْ أجترَّ الذكريات هكذا
بين عبق الحب، وهُيامٍ يُضوِّعُ بالشذا
فكلما ضللتُ السبيلَ كان المنقذا
****
علمتنى.. وعلمتها
أحبتنى.. وأحببتها
فارقتنى.. لكن بعد أنْ... علمتنى