رسائل في بريد الأماني
********
إلى أجيال قادمة.. هذه آخر كلماتي «الماضي والمستقبل»
فقط أولئك المتمسكون بالماضي في ذاكرتهم هم من يمشون بحرارة نحو المستقبل.
أن تحمل ماضيا قاسي هو الدافع الأول للهرب. لا تتمسك بوجعه وحزنه بل بطريقة سرد أحداثه، إستفد من تجاربه ثم ضعه تحت قدمك واقفز قفزة واحدة نحو شخصك الجديد من المستقبل.
«الأخوة والأبناء»
العائلة ضمان بختم أحمر، أنت محكوم بعائلتك مادمتم تحت سماء واحدة. لذا عليك أن تكون باذخا في مساعدة إخوانك متفانيا في سحبهم إلى السطح الذي تقف عليه أيا كان لئلا تفقد نجاحك بتهور.
أولادك ذخرك، أكتاف يانعة تشد أزر شيخوختك. أفضلهم محبة أقلهم عددا. إذا كان لديك من الحب مايكفي لتسرفه ببذخ عليهم ثلاثين عاما أكثر منهم ولا تبخل، أما إذا كنت مستنزفا من العاطفة فراجع قرارك بإيجادهم.
«الوقت»
لا تنكر العداد الذي يتحرك فوق رأسك بدورات ثابتة. تخيل أن ساعتك آيلة للانفجار في أية لحظة وتصرّف وفقك ذلك، لا تؤجل الأعمال إلا تلك التي تستطيع الموت دون تحقيقها ولا ترسم خططا تمتد لخمسين سنة. أعرف أن للوقت تكات دقيقة ومتقاربة ومن بينها يتسلل وحش اسمه القدر.
«الموت»
ليس الموت هو أكثر الأشياء رعبا بل المهام الغير منجزة. كن واثقا واعترف بحتمية قدرك، لا تمسك بطيخات عمرك كلها في كفة واحدة؛ تناولها تباعا. ليس لك أن تحقق كل أحلامك بليلة واحدة. لتحقق واحدًا عليك دفن عشرة غيره.
«الحياة»
لعبة خطرة ممتعة جامحة ليس الفوز هو المحور لكن الرحلة. تمتّع بهذه الرحلة. دع هواءها المنعش يصفع خد أوهامك. تخلى بشجاعة عن الامتيازات التي تضعك محور التوقعات وادخل غابة الاحتمالات المتشعّبة. دع الرحلة تأخذك باستمتاع نحو وجهة مجهولة.. هكذا تكلمت داليا.
*****
داليا قتيبة