زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل في بريد الأماني _ بقلم: أ. فايزة عبد السعيد





رسائل في بريد الأماني 


*********


على أنغام نوتات المطر التي تعزفها قطرات المطر بعز الصيف على شباكي ورائحة الأرض بعد اغتسالها، تسابق رائحة الليمون المنبعثة من حديقتي، 
على ضوء شموع بيضاء كحبي لك شبيهتي..
أشعر أنك ستتواجدين على هيئتي، بروحي تماما لأنها تعشق الحياة التي لم تبادلها الحب غالبا..
ليته كان لي ربيعا لأمتلك أوراقا أنقش عليها رائحتي، أعلم أنك ستضحكين من سذاجتي، لأنك تعلمين أن الخريف آت وسيغتالها.. أجل، أرى ابتسامتك الساخرة.
على فكرة ابتسامتك جميلة ليتها تزيّن ثغرك إلى الأبد..
نعم هو الخريف آت، بل هو الفصل الوحيد بعمري، لكن ليس لدي أوراق ليحملها سعيدة محلّقة حالمة، حتى وإن تلاشت كل قطرة حياة من معالمها ستتناثر مع الهواء، فوق الجبال في البحار ترش رذاذ عطري على شوارع ذكريات الطيبين الأوفياء..
ربما لن تحمل رسالتي كثيرا من الإثارة، فلست من زمن الأبطال الذين أرضعونا أهالينا حكاياتهم، دائما تمنيت لو ولدت في زمن الثوار والمجاهدين حينما كانت لتلك الكلمات معان صادقة، لكنني أرجع وأتساءل هل كنت لأكون على قدر تلك الهمم الشامخة أم خانعة خائفة خائنة؟
وكم وددت لو عايشت زمن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم ترعبني فكرة كوني قاسية القلب معاندة..
أقول هذا لأن زمني سيئ، سيئ جدا.
هنا أغلب الناس مخادعون ومنافقون.
هنا أتوقف لأقول لك أحبي بصدق لكن لا تتعلقي بأحد، اجعلي دائما مسافة أمان تحميك من الخديعة.
كل الأوطان تنزف، والدين يبكي بحرقة خذلانه.
ليتك تكونين معافاة وأنت تقرئين كلماتي، أما عني فكل صفقاتي مع البشر فاشلة، أرغب في قول الكثير لكن سيكون كل ذلك مملا..
إن كان عصرنا عصر السرعة، فعندكم قد تكون جميع الأوراق قد اختفت، فالتكنولوجيا ستسلبكم الكثير من المتعة، ومن العلاقات، فهي بدأت ذلك أصلا..
أتمنى أن لا تكون قد نجحت في عملية الاستنساخ، خلطت الجينات ببعضها، وبجينات الوحوش والحيوانات! لماذا استأصلت شعورهم وأحاسيسهم؟!
أيعقل أنك تشعرين وتتأثرين بكلامي؟! إن كان كذلك، أوصيك أن تُجنّبي قلبك اللون الأسود ما استطعت، لكن اجعليه قويا صلبا حاسما.. أحبي، أعطي دون انتظار المقابل، فعلى قدر التوقع تقعين..
أراك متفائلة وهذا يسرني، لأن التفاؤل يولد الرضا وبالتالي يجعل ابتسامتك دائمة الإشراق..
اقرئي ما شئت من الكتب، لكن اجعلي كتاب الله ألذ وأهم غذاء لروحك وقلبك، لماذا؟ 
افعلي وستكتشفين بنفسك، لا تجعلي لليأس طريقا إلى قلبك؛ فهو يعميك عن اقتناص الحكم والدروس والعبر، فاليأس عدم ثقة بالله.
اعلمي أن السعادة قد تكون في عمق الحزن مختبئة، وأن الخير قد يأتيك من مخالب الشر.
إرتدي أخلاقك بثقافتك، ولا تجعلي من قلة الأدب ثقافة، كوني مميزة بقيمك، لا بجرأة وقحة!
كوني حرة بعز الإسلام، لا متحررة بالجهل والانحطاط.. هذا مع حبي وتمنياتي لك بعمر أبيض، ‏سحري الفرح.. شبيهتك المحبة.


********

فايزة عبد السعيد




















عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية