رسائل يبعثها عُطيل إلى ديدمونة..
لا أعرف ألوم نفسي أم ألوم المنديل..
حبيبتي.. لو قلتُ لكِ هذا يعني أنّي أحببتكِ وانتهى، وأنا لا أحبُ النهايات والختام.
يا عشقي ويا هوسي، اشتقتُ لعينيك الآسرتين فهما صديقتاي الأثيرتان، فهما علمتا ذلك المحارب الأسود الذي أجاد لغة السيف والطعن في ساحات الحروب بلا منازع، استخدم لغة اللسان بعد أن كان يتلعثم في وصف دواخله، ولغة العيون في رحى العشق الدائرة بعدما كان يرسمها بنبال المحارب ويزينها بألوان الدم.
إستمديتُ منهما القوة لأقف بصلابة أمام الدوق ووالدك والأعيان وأفصحُ عن حبي بلسان شاعر مرهف الإحساس، كاشفا عن صدري لأي عقاب دون خوف فهما كانتا حارستاي. كانت عيناكِ ولا زالتا صديقتا سفري كلما جذفت بعيدا بمركب حبي في بحر الذكريات، عيناك فقط لا غير.. آهٍ يا اختلاجات الروح، هوسي بك أيقظ الشرقي في داخلي، ليمد يدي غيرته حاجبا عينيّ بصورة مغبشة رأت منديلا ممسكا بتلابيب عشق غيري، فصدح بأذنيّ صوتا مدويا(خيانة) فامتدت يداه الطويلتان كأذرع أخطبوط كسّر مجاذيف ذكرياتي معك؛ ليحيط بهما عنقك العاجي.. أرجوكِ لا تغمضي عينيكِ، أعرفُ يا قدري الأزلي وهوسي الأبدي أنه كان يجب أن أنظرَ إلى عينيكِ لا إلى المنديل..
*ما أن يبدأ الفجر بمد أطيافه حتى يبعث عُطيل رسالته ويغمض عينيه، واضعا منديلها على مقصلة الإعدام، منتظرا انزواء الشمس خلف التلال من جديد، متأهبا لعلّها تقرأ رسائله وتفتح عينيها وتلامس عينيه وتبتسم له من جديد..
*****
نور الزهراء