زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إلى حفيدي _ (رسالة في بريد الأماني) _ بقلم: أ. زهراء الموسوي





إلى حفيدي.. 

******


أتمنى أن تكون بأفضل حال وأنت تسكن خارج البلد، وأتمنى لك سفرا سعيدا مليئاً بالمغامرات، وآسفة على مافعلته حين سمعت أنك مسافر، فأنا لا أتحمل بعدك عني وعن جدك وعائلتك.
أتمنى أن تكون قد تعودت على العيش هناك.. إنها سهلة جدا لكن صعبة عندما تبتعد عن المقربين لديك.. نعم إنها صعبة..
فعلتها ذات مرة وقبل سنين عديدة، بعد زواجي من جدك تركت كل ذكرياتي وذهبت.. كانت رحلة لطيفة بجانب شريكي، لكن صعبة جدا عندما أتذكر عائلتي بأول الأيام، كان يملؤني الفضول للاكتشاف وبعدها بدأت بالاشتياق للعودة..
كنت دوما أقف امام نافذتي المطلة على الشارع والناس يمشون بمرح، وكلما رأيت أطفالا يلعبون تذكرت طفولتي كيف كانت.. وحتى بعد ماولدت ابني الأكبر-أباك- أصبحت أكلمه كيف كانت حياتي وكيف كنت أعيش في بيت أهلي، كان الجو هنا مختلفا تماما عن أجواء بلدي..
كنت دائما أتكلم مع جدك لغرض العودة، وهو يرفض، حتى حين سمعت بوفاة أمي.. نعم أمي ماتت ولم أرها هنا، كانت الصدمة أقوى بالنسبة لي.. وقتها قلت لن أستطيع البقاء في بلد الغرباء أبدا..
لم يرفض جدك أبدا بل كان مصدوما من ردة فعلي!
كنت أصرخ بشدة حتى أني لم أفهم ماقلته، وضعت ابني على كتفي وأتيت إلى بيتي، لم أستطع التحكم في دموعي أبدا عندما رأيت أبي قد كبر بهذا العمر وامتلأ رأسه شيبا حتى أنه بدأ ينسى أسماء أولاده..
كانت أياما صعبة وعصيبة بالنسبة لي.. بعد أيام معدودة أتى جدك وترك كل شيء هناك،، سكنا في البيت الذي تركه له والده، تأقلمت بسرعة وحتى أبوك أحب المكان عندما كان صغيرا..
هذه قصتي مع السفر يا حفيدي.. أتمنى لك التوفيق في دراستك ولا تبتعد عنا كثيراً، وتذكرنا عبر رسائلك ولا تنسى بلدك أبدا؛ فهو الأمان لك من بعدنا.



*******

زهراء الموسوي














عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية