إِلَى وَلَدِي..
****
بُنَيَّ لَنْ تَكُونَ الحَيَاةُ إبْحَارًا فِي يَوْمٍ رَائِقْ.. سَتَكُونُ حَيَاةً تَمْلَؤُهَا التَّحَدِّيَّاتُ وَالمَصَاعِبْ وَقَدْ تَعْصِفُ الْعَاصِفَةُ فِي قَلْبِ اِطْمِئْنَانِكْ، فَلاَ تَسْمَحْ لَهَا أَنْ تَهُزَّ كَيَانَكْ..
اثْبُتْ للرِّيحِ.. للنَّوْءِ.. وَاعْلَمْ أَنَّكَ بِحَبْلِ اللهِ مَوْصُولٌ فَأَسْرِجْ فِي اللِّيَالِي سِرَاجَكَ وَاسْمِع السَّمَاءَ صَوْتَ دُعَائِكْ..
سَيَكُونُ اللهُ لَكَ نِعْمَ الْعَوْنِ وَنِعْمَ النَّصِيرْ..
فِي حَيَاتِي وَحَتَّى فِي مَمَاتِي سَأُمَهِّدُ الطَّرِيقَ لَكَ بِدَعَوَاتِي..
لاَتَتَهَوَّرْ فِي قَرَارَاتِكْ وَاسْتَمِعْ لِصَوْتِ الْحَكِيمِ فِي أَعْمَاقِكْ..
وَلَا تَسْمَحْ لِلْهُمُومِ أَنْ تَقْتُلَ رُوحَ الْمَرَحِ فِيكَ وَأَشْرِعْ نَوَافِذَكَ لِأَلْطَافِ اللهِ الْخَفِيَّةِ فَلاَ شَيْءَ مِثْلَهَا يُدَاوِي النُّدُوبَ وَيُنِيرُ الدُّرُوبْ..
وَتَذَكَّرْ أُمَّكَ بِالدُّعَاء وَاعْلَمْ أَنَّهَا فَوْقَ الثَّرَى وَتَحْتَ الثَّرى تُحِبُّكْ.
********
سعيدة الزّارعي