زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رسائل عفوية _ بقلم: الكاتبة / مجد محمد وليد { جودي }


 



رسائل عفوية. 


*****


عزيزي يا صاحب الظل الطويل.. 

كيف حالك..؟ 

مرّ وقت طويل لم أكتب لك.

رسالتي هذه المرة استثنائية..لذلك استدعيتُ كلماتي المتمردة، وجهزت مدارك إلهامي، لأرصفَ بعض الحروف المنمقة في بثِ خبايا كتماني.. 

ثلاثة أعوام مضت على امتداد جسر التواصل بيننا، كانت ليلة مُرصعة بنجوم السكون، حين اقتحمت لُجّة الصمتِ الكئيب، وتسللتَ عبر مسامات الروح كالنسمات الخريفية، المحملة بأريج الغيث، داعبت الوجدان، ولجت الوتين دون استئذان، فأشرق نهاري حين أبصرتُ دياجر عينيك، وأفل دُجى الوحدة الحزينة، أحدثت فوضى عارمة في حياتي، سلبت مني ذاتي، وسرقت النوم من الأجفان، تبعثرَ الفؤادُ من فرطِ الجوى، وتهاوت حصون خافقي، فوقعت أسيرة هواك، وأمام سحرك الطاغي أعلنتُ الاستسلام.. 


أتدري ما الذي أحببتهُ فيك، ربما ستعجب لو قلت لك ابتسامتك الفاتنة ذات اللؤلؤ المكنون، رغم أنك تخفي خلفها أطناناً من حكايا الكمد والخذلان، حتى هالات الإرهاق حول عينيك، التي اغتصبَ بريقها سهدُ الليالي، وتلك الخطوط الغائرةَ في وجهك التي رسمت ملامح الزمن وخيبة الحسرات، وخصلات الشيب في شعرك تُشع كنجوم في حلكة السماء، وتلك البشرة النابضةَ بالرجولة التي أخذت لونها من سنابل القمح الفارهة، أحببتُ قلبكَ الذي اكتساهُ النقاء ولم يعرف الخُبثَ إليهِ سبيلا، وذلك الصوت الدافئ يتراقص على إيقاع ترانيمه الشجية وجدي، ويأسر لُبي.. 


أتعلم يا بلسم الروح.. 

رغم كل المسافات الشاسعة بيننا، سكنتَ سواد العين.. واستوطنت مُهجة الفؤاد، أصبحتُ أتنفسك مع كل شهيق وزفير، وأعيشك في كل اللحظات، من بزوغ الفجر إلى غسقِ الليل، بين مرح الضحكات وغصة الدموع، وحر الصيف وصقيع الشتاء، أرددكَ كأغنية الصباح، وأكتبكَ قصيدتي عند المساء. 

كيف لا أهيمُ بك، وبين ثنايا روحي انبلجَ فجرُ حبك، فسرى بين أوردتي كندى الصباحِ على زهر الربيع، انسكب كما أكسير الحياة وتجذر في الخافق كالوتد المتين، رفرفت غيمة الأمل وأسدلت حبات المطر غسلت مشاعر الحزن وفجرت ينابيع السعادة الناضبة.. 

كنت أنت جنتي الذي نقشتُ من حروف اسمها على جدران قلبي ليعزفها نبضي أغنية الفرح، وفي أعمقِ محاجرِ عيني طبعت ملامحك لتلهمني أبجديةَ عشقي..


آهٍ يا عزيزي..

لا زلت أقبع عند شاطئ الشوق، أنتظر سفينة الأقدار، أترقب دليلاً يقودني إليك، وأكثرُ ما أخشاه أن تُدركني الأيام وتذبل ورود اللقاء.. 



******


المخلصة جودي..
















عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية