زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: مجموعة من الأدباء والكتاب _ في قصة " هيلا يا رمانة " للقاصة: زينب الأسدي


 



قراءة الأستاذ القدير؛ أمير ٱلمۘدرسۜ


 لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي


____________


قراءتي للقصة القصيرة


«هيلا يا رمانة» للقاصة؛ زينب الأسدي /الْعِراق


العنوان:

هيلا يا رمانة عنوان جميل جدا، ويرجع بنا إلى ذكريات الزمن الجميل، الطفولة الرائعة، بنقائها وعفويتها، هي أحياء لطفولتنا، وذكرى جميلة لذلك الفلوكلور، الذي غادره جيل اليوم، بالاختباء وراء شاشات جوالاتهم، انه الماضي المليء بالحركة والنشاط والتعاون، ونمو الشعور بالانتماء، الذي فقده جيل اليوم. 

الشخصيات والسرد

استخدمت قاصتنا المبدعة شخصية واحدة في قصتها، وهذا من الصعوبة جدا، إذ كان لابد للحوار هنا أن يكون هواجس وتساؤلات، كما أنها تعقد الأمر أكثر بأن تكون هذه البطلة الوحيدة، هي صاحبة السرد، لذلك فأن مسار بطلة واحدة في هذا الحيز الزمكاني للقصة، مع قابلية إيصال الفكرة المطروحة، أمر صعب الحدوث وهذه نقطة إيجابية تحتسب لصالح القاصة. 


الزمان:

لقد حددت القاصة زمن حدوث الحدث هو زمن الحجر الصحي لوباء كورونا اللعين، لكنها رجعت إلى زمن الطفولة، وتلك اللعبة الجميلة هيلا يا رمانة، وسردت الأحداث من خلال العديدمن الألفاظ الزمانية اهمها:

- هااااه، هو كورونا ومن عساه يكون غيره؟! المتجول الخفي جاء ليعيد لنا التراث أو ربما يجعلنا تراث لجيل قادم!

-متحمسة لأعرف من أحيا هذا الفلكلور.

المكان:

- ‏ذلك الحي الذي تقطنه القاصة، وهو المكان الذي دارت فيه الأحداث، مع انها لم تغادر بيتها، لكنها استطلعته من نافذتها الصغيرة، لتعبر بنا إلى عالم أوسع، وزمان مضى، وتتابعت الالفاظ حتى النهاية، ومن أهمها كانت:

-لا صِبية في الزقاق، لا فتيات، الكل يلتزم المنزل للحجر الصحي.

-أنا والهدوء والسماء وسطوح المنازل، كلنا محجور، محجور بشكل أو بآخر...

-لم يخطر ببالي قبل أن أغمض أن هياكل البيوت هي من كانت تمارس هذه اللعبة وتترنم كلماتها..

-فتحتُ عينيّ بعد أن أدركتُ أننا ندخل منازلنا وتبقى آثارنا في الخارج.

- ‏المفارقات

- ‏في قصتها القصيرة، نالت المفارقات حظا وافرا من النص، كون الفرق شاسعا رغم أن الفرق هو جيل واحد، لكن التغيير كان كبيرا، وسأدرج اهمها:

"من هي الزعلانه؟" 

"من هو يراضيها؟"

ليعيد لنا التراث أو ربما يجعلنا تراث لجيل قادم!

البشر يحكم وأفكار عالم الكرتون يحكمه!"

-أطرد الفكرة اللا معقولة.. المعقولة للجانب الا أدري مني.

-كل شيء كان يتكلم بعينيه إلا أنا كنت أثرثر بأنانية.. بكل حواسي. 

-جميع الأشياء المتحلّقة بي بدت منصتة، طيّعة، ساكنة.. رزينة، متحملة لعبثي، هياجي، والفوضى التي أبثها في روح الوجود.

-المرتفع، والمنخفض، الحديث والقديم، الفخم والمتواضع.


التحليل:

هيلا يارمانة لايوجد من جيلنا (الذي أعتدنا أن نطلق عليه اسم جيل الطيبين في العراق)، أحد إلا ولعب تلك اللعبةالجميلة، بالرغم من كونها من ألعاب البنات الجماعية، لا أنكر إنا كنا نلعبها في مراحل الطفولة الأولى، عندما كنا نخرج بمسؤولية اخواتنا الأكبر منا، حيث تشابك الأيدي لعمل دائرة، حجمها يعتمد على عدد الموجودين، وكلما كانت أكبر كانت اللعبة أجمل، وتظل تدور حول قطر الدائرة، ويتم انتخاب رئيسة تكون وسط الحلقة، وتقوم بترديد هذه المقاطع: (هيلا يا رمانة.... الخ). ونحن نردد بعدها، بلحن معروف :

هيلا يارمانة.... ونكررها مرارا، فنمتلأ نشاطا وحيوية، تحس بالجماعة والانتماء، حيث تساعد في إحداث تفاعل الطفل مع عناصر البيئة المحيطة به. ويبدو أن هذا النوع من الالعاب يشكل أداة للتعبير والتواصل بين الأطفال, ويساعدهم على تنشيط القدرات العقلية والموهبة الإبداعية.

على العكس من أطفال إليوم الذين لايعرفون، غير الجلوس وراء شاشة الجوال أو لوح الحاسوب، فيزداد وزنا وكسلا وعزلة. 

بطلتنا التي جعلها الوباء، جليسة دارها، حيث صعوبة قتل الوقت، كانت فترة لاستعادة ذكريات الطفولة، فيستعيد شريط ذكرياتها تلك النغمة الجميلة، هيلا يا رمانة، تركض مسرعة بأتجاه النافذة لإثبات حقيقة الصوت، ومعه تقوم بتلك الحركات الصبيانية، 

(أخرجت لساني وسخرت من الحافة المسننة التي أصابتني "امممممم".

-‏وبعد الصدمة بثانية "لمَ أنا هنا؟"، تساءلت.

-‏آآآ تذكرت! من أطربنا للتو؟

-‏كنت أكلم اللاشيء!

-‏فجاء جواب الا شيء، لا شيء أيضا.

-‏إنننننن حسنا، أنا أعرف أشياء سرية كثيرة) 

-‏وتدور في رأسها أفكارا عديدة، ثم تمر بكل الأشياء الجميلة التي مرت  في سنين الطفولة، من أفلام الكرتون، إلى رائحة الثرى، التي ترافق سقوط الأمطار، مرورا بما تعانيه من حجر في جميع نواحي الحياة الأخرى، فتضيع في أفكار وهواجس، كريشة وسط الريح، لتذكرنا بلعبة شعبية أخرى، التي تمارس في مرحلة أكثر عمرا، هي (لعبة الغميضة) والتي ذكرتها (أطبقت جفنيّ فانطبقت على أجفاني كف أحدهم.. وخمنت من هو وأنا مغمض..). 

-‏ثم تعود تغوص من جديد في أفكار تبريزية (صوفية) ، وهي تخاطب شمس الدين، وتؤكد في جملة جميلة جدا، رؤيتها الفلسفية للأمر، أن عين قلبها الثالثة تؤكد أن البصر يتعارض مع معرفتها الداخلية، ليعود الصوت الخفي من جديد، 

-‏-‏الحلوة زعلانة

-‏-‏منهو يراضيهة؟ 

-‏-‏ثم تثار من جديد كل التناقضات في 

-‏-‏رأسها لتنزلق سريعا نحو النهاية، بأن البيوت هي التي كانت تمارس اللعبة، ولتؤكد لنا بأن كل مادار هو عبارة عن تهيؤات لاتمت للواقع بصلة. 

-‏-‏اما الجملة الأخيرة، تؤكد أن مايبقى من الإنسان عمله، إنجازه، ماقدمه لهذا العالم والبشرية، والبيت هنا هو القبر. 

-‏الخلاصة

-‏للقاصة أسلوب مميز، وغالبا ماتمتاز قصصها بهذه الجرأة، وتحتاج إلى تركيز القاريء، وتؤول عليه في الجمع بين الجمل، مما تجعله متمسكا بالقصة، لتكتمل صورتها في مخيلته، والقصة امتازت بأنها من النوع التي استطاعة في توظيف الموروث الشعبي في رؤية سيكولوجية، تتلائم مع مايشعر به أحدنا ونحن نعيش الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، لطرح تناقضات المجتمع، وقد نجحت القاصة في هذا الاتجاه، كما أعتقد. 

شكري وتقديري ورجائي بالتوفيق للأخت الفاضلة زينب الأسدي، وعذرا أن أكون أخطأت، وفي اعتقادي أن النص الجيد، لاتكفيه قراءة واحدة

أمير ٱلمۘدرسۜ/العراق.

____________


قراءة الأستاذ القدير؛ عبدالرحيم خير


 لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


«هيلا يا رمانة» 


عنونة مميزة تقودنا دلالتها إلى هذه الأغنية من الفلكلور الشعبي هيلا يا رمانة للشاعر على الربيعي 

وتجعلنا نتساءل بداية من هي الزعلانه؟ ومن هو الذي سوف يصالحها؟ 

اعتمدت الكاتبة في بناء القصة على أسلوب الحوار الداخلى المنولوج على لسان الشخصية الرئيسية الراوي العليم، هذا الحوار الذي كان أشبه بالهمهمات أو الفضفضة الداخلية بسب الوحدة والاكتئاب نظرا للحجر الصحي حيث الضغط والحرمان والمنع من تلك العادات والطقوس الحياتية المحببة والتي أصبحت بالتعود كالإدمان(رائحة التراب في الهواء الرطب بعد المطر وجبة دسمة لذيذة، أتناولها بإفراط) فتولد الانفجار وأخرج  خبايا النفس وأشيائها البعيدة المخبئة في الأعماق، الأشياء المعلومة بالضرورة ولكن لشدة حساسيتها تظل دائما من المسكوت عنه (أعرف أشياء سرية كثيرة كالعادة السرية، الدردشة السرية، المخبر السري، جلسة سرية [الكتاب الذي بين يدي قبل قليل, ويبدو الآن أن أحدهم يطربنا بطريقة سرية!) كل ذلك في  عالم يبدو من الوهلة الأولى متناغما إلا أنه ومع استنطاق الأشياء الصامتة وحتى الجمادات تظهر كل التناقضات والثنائيات المتضادة الكامنة في أعماقه( الحقيقة /الخيال، المعقول/اللامعقول،المرتفع/ المنخفض، الحديث /القديم، الفخم/ المتواضع، الهدوء/ الثرثرة) لامست القصة  أزمة معرفية، حيث الإنسان الذي ظن أنه يدير الكون ويتحكم فيه بكل ما أوتي من العلم والتكنولوجيا  كيف له أن يقف عاجزا أمام سؤال قزم عن فيروس صغير ضعيف لايرى بالعين المجردة (ما فائدة كل ذلك الهراء الذي تقرأه، الكتب، النظريات، التجارب العلمية واللا علمية... دامها عاجزة عن اجابتك عن سؤال قزم كهذا؟!") أعجبني جدا هذا التعبير الفلسفي(‏"فعندما تطبق عيناك على العالم؛ تُفتح عين ثالثة في قلبك. عندها ستدرك أن البصر

-‏يتناقض مع المعرفة الداخلية")الذي يتشابه إلى حد بعيد مع رؤية المتصوفة والزهاد وطريقة تعاطيهم مع الكون ومعارفه فالمعرفة الحقيقة عندهم هي المعرفة الروحية لا المعرفة القائمة على الرؤية والمشاهد، هيلا يا رمانة قصة مميزة بأسلوبها وأحداثها وفكرتها نقلت بأحداثها الخيالية صورة واقعية حية لحالة الاكتئاب والاضطراب التي يعانيها الإنسان نتجة المنع والحرمان بسب الحجر 

-‏(حجر صحي، تبعه آخر عسكري، اقتصادي، سياسي، فكري.. ) لندرك في النهاية وبعد كل هذه الأحداث  أنه لم تكن أغنبة ولم يكن مستمع (لا صِبية في الزقاق، لا فتيات، الكل يلتزم المنزل للحجر الصحي)

-‏وأن كل ماحدث لم يكن إلا هلوسة وخيالات.

خالص الأمنيات للكاتبة بدوام التميز والرقي..

عبد الرحيم خير

____________


قراءة الأستاذة القديرة؛ ﻋﺒﻴﺮ عزاوي 


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


«التراسل السردي وتراسل الحواس في نص هيلا يارمانة» للكاتبة: م.زنوبيا الأسدي


النص يبدأ بتهويدة تترنم بها طفلة متمردة تنظر إلى العالم بقلبها المفعم بالشغف والرغبة في اقتحام العوالم السرية للأشياء ، للكون،  للنفس، وبالتالي للسر الوجودي المطلق. 

هذا السر المتسم بالقلق والتمزق بين الداخل والخارج،   الباطن والظاهر،  المنطوق والمسكوت،  عنه ، وأظن أن هذه سمة بارزة في كتابات زنوبيا الأسدي التي ترود دائما مكنونات الوجود والمناطق المحرمة في محاولة جريئة منها لحرث الوعي عند المتلقي وتشتيته وبعثرته ثم إعادة توجيهه ليقوم هو بهيكلة نفسه من جديد وهذا مانسميه القاء حجر في البركة الراكدة او^ الراقدة^  بحالتنا هذه لتصنع دوائر تكبر وتكبر وتحرك معها أكبر  مساحة ممكنة من الوعي في البنى المجتمعية غير القابلة للزعزعة .

وتوسلت الكاتبة لذلك بحركة جريئة واضحة للأفعال الماضية والمضارعة موظفة بناها الداخلية العميقة وتراسلها مع بناها الخارجية المباشرة في تمكن ظاهر ودقيق . لتصل إلى حركة تراسل عميقة وعنيفة رغم نعومتها بين الداخل السري المسكوت عنه وبين الخارج الساكن الذي يترقرق مثل الترنيمة التي تشكل مفتاح السرد : 

(جميع الأشياء المتحلقة بي بدت منصتة طيعة ساكنة رزينة محتملة لعبثي هياجي والفوضى التي ابثها في روح الوجود).

وكذلك في تراسل الحواس الذي اختارته بدقة:

(هل هذا يعني أنهم يسمعونني بعيونهم المحملقة 

لم لا اسمعهم بعيوني إذاً) 

كل ماحولنا يباغتنا بفهمه وبحملقته إلينا بعيونه المنصتة فلم لايقوم القارئ بحملقة عميقة في الأشياء ليسمع كنهها السري . هذه محاولة مهمة لزعزعة طمأنينة القارئ ودفعه لرؤية جديدة للعالم .

الجملة التي شكلت بؤرة السرد: 

(لم يخطر ببالي قبل ان أغمض عيني ان هياكل البيوت هي من كانت تمارس هذه اللعبة وتترنم كلماتها).

حيث ينفتح الداخل على الخارج والسري على المعلن والروح على المادة .في تناغم فريد لطالما أجادته الكاتبة.

برأيي أن هذا النص متفرد في بنيته الداخلية التي بدت مفككة لكنه تفكك مقصود يراد منه بناء موقف جديد يقوم به المتلقي.

 ‏يؤشر على ذلك مبالغة الكاتبة في استخدام الصفات والأحوال التي توسع السرد وتمنحه فضاءات جديدة.

النص مسبوك بلغة حرة لم تخضع لمألوف السرد القصصي بل تراسلت فيها سمات الخاطرة والتقرير والمقال وهو إن كان أمراً مقصوداً فيعتبر خيارا للكاتب وهو مسؤول عنه ويعد سمة من سمات أسلوبه ربما يريد تكريسه ، أما إن كان غير ذلك فهذا يضع النص بموقف بين بين ..بين القصة والنص الحر وبالنسبة  لي فأنا أحب هذا النوع من النصوص ولا أجد فيها ضيرا بل أحب تسميته /نصاً/ فقط دون تحديد هوية فهذا يعطي حرية أكبر للكاتب في توسيع تجربته السردية وإغناء أدواته ولغته .

هنيئا للكاتبة بقلمها الفذ وأرجو لها دوام التميز وانمنى ان تضع قدمها على الطريق الصحيح لتكون اسما له وزنه في عالم الأدب وكلي ثقة بأنها تفعل ذلك بحرص شديد.


تحياتي ومحباتي للكاتبة وللشمعة المضيئة في سماء الزمرة/شمعة الأمل

ولفريق الزمرة الرائع.

عبير عزاوي

____________


قراءة الأستاذة القديرة؛ Rawda Aldakhil


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


قراءة في نصّ(هيلا يا رمانة)للقاصة: م. زنوبيا الأسدي.


النّص:


بدأ بترنيمة هدهدة من التّراث، هيلا يا رمّانة، وسأتوقّف عند هذه الثّمرة المتفرّدة الّتي تجمع مئات الحبّات بتناسق هندسيّ لا مثيل له.

لماذا رمّانة بالذّات، لأنّها ثمرة لشجرة معطاء لا تبخل، فهي دائمة العطاء، وليست كبعض الأشجار الّتي تدفق في عام و تتوقف في عام آخر، وهي ثمرة خريفيّة، لها قدرة على المقاومة و الصّمود ضدّ التّلف لفترات طويلة، وقد يكون الأمر كلّه متعلّقا بالسّجع ليناسب مطلع الهدهدة.

وتلك الحلوة الزّعلانة هي رمز للنّفس الحزينة في ظلّ الحصار، أمّا من يراضيها، فهذا أمر آخر

بدأ النّصّ بالحديث عن أصوات مبهمة في دورة الحياة، وتلاشت فجأة، وهذا الأمر إشارة إلى توقّف عجلة الحياة في ظلّ أزمات متتابعة من اتّجاهات مختلفة، وهاجس الرّغبة في استرجاع الحياة المتوقّفة دفع إلى النّزول السّريع، وفتح النّافذة و الارتطام صفعة للصّحوة، لا شيء تغيّر و الحال هو الحال.

وتنتقل القاصّة في موقف تمردّ أمام الحصار لاستعراض خبايا تمتلكها كنوع من ردّ الاعتبار، سعت لجعلها مميّزة،  فاستعرضت أشياء لا تخفى على أحد، و لكنّها تجرّأت على إعلانها.

تعود للبحث في دائرة وهميّة بنتها في مخيلتها عن تلك الأصوات، لتتنبّأ، كورونا، ذلك العدوّ الخفيّ الّذي حاصر الجميع.

وفي نقلة ثانية، تتحدّث عن التّراب و المطر، والهدوء الإجباري الّذي فرض صمتا و استسلاما على مختلف المستويات، لتعلن الثّورة على الصّمت بالثّرثرة بإيمان مطلق بقدرتها على بعث الحياة في الأرواح الميّتة من حولها.

تجلّت ذروة الصّراع بتمزّق نفسيّ بين نفس عاجزة عاقلة، ونفس حاقدة متمرّدة.

وتخلص إلى نتيجة عبثيّة المادة أمام أصالة الرّوح.

نصّ حمل مطبّات كثيرة، وهلوسات عكست حالة تخبّط، وضياع، واستنكار، و قمع، وعجز، وأخيرا اهتداء وتسليم بواقع توق الرّوح إلى الانعتاق من قيود كثيرة، ولكن لا مفرّ

لغة القصّة جيّدة ومعجم متنوّع  طغى عليه الحوار الدّاخليّ حيث تحاور الشّخصيّة ذاتها بصوت مرتفع وما حولها صامت، ووظّفت الجمل الفعليّة بكثرة بالزّمنين الماضي والمضارع فمنحت النّصّ الحركة والحيويّة وكذلك الجمل الاسميّة التي أفادت الثّبوت والدّيمومة.

النّصّ طرح أكثر من سؤال ولكنّ الجواب بقي معلّقا بماهيّة: متى ندخل بيوتنا برفقة أنفسنا ولا نشعر برغبة في انعتاق من حصار.


بالتّوفيق القاصّة م. زنوبيا الأسدي.


روضة الدّخيل

____________


قراءة الأستاذ القدير؛ رعد محمد المخلف 


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة} للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


«هيلا يا رمانة»


وقفة مع النص: 


استوقفني العنوان منذ اللحظة الأولى التي وقعتْ عيوني عليه، فهو جديد وغير مسبوق، بل ومحفّز للقراءة، وكأن به مغنَطَة يسحبك إليه بقوّة، وأنت بطواعيّة كاملة تنجرُّ نحو متن النصّ. هذه الإيجابية الأولى التي تُحسَبُ لصالح القاصّة البارعة في نسجِ سرد يكون العنوان فيه مُرعِدًا وواعدًا.

ننتقل إلى المتن: 

السرد بشكل عام سلِس وجذّاب، استخدمتْ فيه الكاتبة مفردات بسيطة بنتْ منها نصّا قويّا ومتماسكًا، خضَّبَتْه ببعض الفلسفة المنولوجيّة الداخلية بصوت مسموع، فتارة يكون المقصودُ مفهومًا للقارئ وتارة نفرملُ عند بعضها برهةً حتى نستوعب الحدث المُروى لنا .. لاحظتُ بعض الحشو الذي قوَّضَ استقرار انسيابيّة النص، لكنّ براعة الكاتبة أعادتْ للمتن توازنه بالقفلة التي جاءتْ موفَّقة بامتياز ..

استوقفتني جملة أحزنتْ قلبي حتى الشغاف(أحدهم بدا متأثّرًا.. متعاطفا.. أشار لي بطرفه نحوها، كانت قد لطمتها الشظايا وأحدثتْ صدعًا على وجهها وشرخًا في قلبها..  سقطتْ منها طابوقتين كأنهما دمعتين دون أن تحدث ضجيجًا) انتهى الاقتباس.


تحية من شغاف القلب للكاتبة الرائعة متمنيًا لها دوام التوفيق والنجاح.

#التنوين يأتي على الحرف وليس الألف.


رعد محمد المخلف

____________


قراءة الأستاذ القدير؛ مجدي شعيشع 


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


ترانيم إبداعية «هيلا يا رمانة»


قصة تنقلك حيث المكان والزمان والفلكلور الذي يتلاشي من حياتنا رويداً رويداً، لكنه حتماً يسكن وجداننا..

أبدعت كعادتك يا ابنة الرافدين الرائعة/م.زنوبيا الأسدي.


مجدي شعيشع

____________




قراءة الأستاذة القديرة؛ Doc Nashwa 


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي


____________


القصة أقرب إلى الجانب الشعري، فتتميز بالتناسق والتصربع والاختلاف في طريقة السرد مما يدعو إلى التشويق، كما أن العنوان مثير أيضا أقرب من الأغاني ذو الطراز البدوي، كمان أن النهاية ملفتة واستخدام التشبيهات كوميدي أقرب إلى الفطرة الإنسانية بالإضافة إلى توضيح مانعانيه الآن من الكورونا.

هيلا يارومانة


د نشوه أحمد حسين

____________


قراءة الأستاذ القدير؛ Nabeel Najjar 


لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي


____________


القصة جميلة جداً، الحديث عن الحظر، هياكل البيوت، الأغنية التراثية.. كلها مفردات جميلة.

ماشاب القصة برأيي بعض الإفراط في المنولوج الداخلي، جمل ومواضيع زائدة(أعرف أشياء سرية كثيرة.. بطريقة سرية.. جميع الأشياء المتحلقة.. روح الوجود.. كيف أدافع عن نفسي.. اللادرية).

برأيي هذه الجمل زائدة أفسدت قليلا روح القصة التي بدأت وانتهت بشكل جميل.


تحياتي/نبيل النجار

____________


قراءة الأستاذة القديرة؛ تناهيد عبد الرحمن


 لقصة الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


{ هيلا يا رمانة } للقاصة؛ م.زنوبيا الأسدي

____________


لست بارعة في النقد..


زنوبيا من الكاتبات التي أعشق القراءة لهن فهي جريئة منفرد ومميزة عن الآخريين..

لا أوافق البعض حين قالوا أن القصة فيها جمل زائدة بل على العكس كل حرف في القصة كان يحفر عميقا في روح القارئ..

في النهاية أعتقد أن الكاتب الذي يكتب من أعماقه هكذا فقط من يستطيع الغوص في جوارح القارئ مجتمعة ليدفعه للابتسام أو البكاء وحتى الضحك.. موفقة دائما زنوبيا. 


تناهيد عبد الرحمن

____________


 القصة { هيلا يا رمانة }


*******


"هيلا يا رمانة..

هيلا يمة..

الحلوة زعلانة

هيلا يمة..

منهو يراضيها..؟

هيلا يمة..."


كان الصوت جماعياً ممغنطاً هفهف فجأة، انطلق، انتشر، تذبذب ثم تلاشى!

خجولا كموجة مذياع تُبث لأول مرة!


اختزلتُ درجات السُلّم العشرة بثلاث قفزات وفي الرابعة كنت قد وصلت النافذة.. متحمسة لأعرف من أحيا هذا الفلكلور. فتحتها على عجل فارتطمت بجبيني.


-آآآه.. تأوهت..

-‏-‏لا حسناً لا أشعر بالألم..

-‏-‏أخرجت لساني وسخرت من الحافة المسننة التي أصابتني "امممممم".

-‏وبعد الصدمة بثانية "لمَ أنا هنا؟"، تساءلت.

-آآآ تذكرت! من أطربنا للتو؟

-‏-‏-....

-‏كنت أكلم اللاشيء!

-‏فجاء جواب الا شيء، لا شيء أيضا.

إنننننن حسنا، أنا أعرف أشياء سرية كثيرة

كالعادة السرية، الدردشة السرية، المخبر السري، جلسة سرية [الكتاب الذي بين يدي قبل قليل], ويبدو الآن أن أحدهم يطربنا بطريقة سرية!


"من هي الزعلانه؟" 

"من هو يراضيها؟"


لا صِبية في الزقاق، لا فتيات، الكل يلتزم المنزل للحجر الصحي.


إذن من هي الزعلانة؟

هيا، فأنا أعرف أن أحدكم متخفي ليتلاعب بي.

أخبروني وأنا سأراضيها!


هااااه، هو كورونا ومن عساه يكون غيره؟! المتجول الخفي جاء ليعيد لنا التراث أو ربما يجعلنا تراث لجيل قادم!


هش، هش .. "البشر يحكم وأفكار عالم الكرتون يحكمه!"

أطرد الفكرة اللا معقولة.. المعقولة للجانب الا أدري مني.


رائحة التراب في الهواء الرطب بعد المطر وجبة دسمة لذيذة، أتناولها بإفراط... ويكفي أنها مجانية لتكون لذيذة جدا...


أنا والهدوء والسماء وسطوح المنازل، كلنا محجور، محجور بشكل أو بآخر... 

حجر صحي، تبعه آخر عسكري، اقتصادي، سياسي، فكري... يمكنك أن تعد إلى ما لا نهاية...


كل شيء كان يتكلم بعينيه إلا أنا كنت أثرثر بأنانية.. بكل حواسي.. بكل ما اختصتني به الطبيعة دونهم.


جميع الأشياء المتحلّقة بي بدت منصتة، طيّعة، ساكنة.. رزينة، متحملة لعبثي، هياجي، والفوضى التي أبثها في روح الوجود.


هل هذا يعني أنهم يسمعونني بعيونهم المحملقة؟!

لمَ لا أسمعهم بعيوني إذن؟! 


"ما فائدة كل ذلك الهراء الذي تقرأه، الكتب، النظريات، التجارب العلمية واللا علمية... دامها عاجزة عن اجابتك عن سؤال قزم كهذا؟!" 


كيف أدافع عن نفسي الخرساء أمام نفسي الأخرى المندفعة بغضب..؟!

سوف تخجل نفسي الصامتة، المؤمنة، المتعلمة إذ لم أجد ما أتذكره ليخرجني من المأزق أمام نفسي اللا أدرية..

أطبقت جفنيّ فانطبقت على أجفاني كف أحدهم.. وخمنت من هو وأنا مغمض..


-أترى ما أنا به يا شمس الدين؟!

-‏-أحيانا تحتاج لأن تبقى مغمضا.. يا صديقي

-‏-‏"فعندما تطبق عيناك على العالم؛ تُفتح عين ثالثة في قلبك. عندها ستدرك أن البصر

-‏-‏يتناقض مع المعرفة الداخلية"

-‏فجأة صرت أسمع همهمات، آهات، طبطبات، ضحكات مواسية وأخرى ساخرة .. وتساؤلات خجلة بدت كعتاب:

الحلوة زعلانة

منهو يراضيها؟


المرتفع، والمنخفض، الحديث والقديم، الفخم والمتواضع.. اختلفت الألوان والأشكال وفقا لمحتواها الداخلي..

كل منهم كان قصة تروى بصمت نحتاج أن نصغي بأرواحنا لنسمعها.


أحدهم بدا متأثرا... متعاطفا.. أشار لي بطرفه نحوها، كانت قد لطمتها الشظايا وأحدثت صدعاً على وجهها وشرخا في قلبها.. سقطت منها طابوقتين كأنهما دمعتين دون أن تحدث ضجيجا.


لم يخطر ببالي قبل أن أغمض أن هياكل البيوت هي من كانت تمارس هذه اللعبة وتترنم كلماتها..


فتحتُ عينيّ بعد أن أدركتُ أننا ندخل منازلنا وتبقى آثارنا في الخارج.



******


 زينب الأسدي.


























عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية