زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: الكاتبة / سكينة أقبيب _ في كتاب " اعتراف تولستوي "


 



 مراجعاتي_ل٢٠٢٠ 


 اعتراف_تولستوي 


 ليو تولستوي 

عدد الصفحات : 130 ص 


على الراغب في إدراك معنى الحياة، أن يعيش هو نفسه أولا حياة بعيدة عن الشر، ممتلئة بالمعاني الصالحة، حينئذ تستنير بصيرته فيرى المعنى الحقيقي للحياة. 


في هذا الإعتراف يعري تولستوي  نفسه أمام القارئ، متجردا من كونه كاتب، يتجرد من الأنا وسلطتها واضعا ذاته تحت تصرف قلمه. ليأخذنا معه في رحلة وجودية بحثا عن معنى الحياة، وذلك إنطلاقا من السؤال الفلسفي: "لماذا أعيش؟ " 

سؤال بسيط في تركيبه لكنه يحمل في باطنه لغز الكون، ومن أجل هذا كرس تولستوي وقته في البحث والتنقيب، فكانت إنطلاقته بصدقه مع نفسه، واعترافه الخالي من الزيف والتمويه، ليخرج منه إنسانا آخر، صادقا؛ نقيا؛ مسالما. 

يقول : "كانت حياتي شر وضلال"  

أي قوة هذه ياتولستوي لتعترف بهذا ! وبنفس القوة أيضا يخبرنا بتفكيره المتكرر بالإنتحار. تخيل رجل ك ليو يجلس أمامك عاريا من المثالية التي يدعيها الجميع، ويخبرك بما يدور في عقله، وأفعاله وعيوبه وتخبطاته. 


⬅️أعلم أني تحدثت كثيرا ولم أقل شيئا مهما، فقد تأثرت بالكتاب لدرجة لم أعد اعرف ماأكتبه، كأن كل الكلمات لا تسعني لوصفه. كنت معجبة بالكاتب سابقا، ولكن من خلال هذا #الكتاب_بالذات أغرمت بشخصه، فقد عرفت أن وراء هذا الأديب العظيم رحلة شاقة لتصالحه مع ذاته، وصدقه مع نفسه وإخلاصه لها، لهذا استحق لقب #الفيلسوف_الأخلاقي. 


- عن الكتاب: 

الكتاب سيرة ذاتية للكاتب يسرد لنا من خلاله، قصة رحلته المتذبذبة بين الإيمان والمسيحية. ما إن يصل إلى بر الأمان حتى يعود ليغرق في بحر الضلال، بسبب شكه الدائم في مل شيء

يقول: " قد تملكني العجب والغرور بعلمي وأدبي إذاك، حتى خلت بل وثقت كل الثقة أني مع سليمان(يقصد النبي سليمان) وشوبنهاور قد عبربنا عن السؤال بطريقة أفضل واكمل". 

كما هو واضح في اعترافه وراء ضلاله اعجابه بعلمه حتى ظن أنه يعلم كل شيء، ووضع نفسه في كفة مع نبي. 

ولكن رغم ذلك فباعترافه هذا فقد أذاب كل شوائب الأنا التي كانت تحكمه،  وتخلص من كل ذرة كبر أعمت بصيرته

 وبعد_سؤاله: لماذا اعيش؟ انتقل في بحثه عن الله ليصبح السؤال: 

 هل_الله_موجود،وهل_تبقى_للحياة_من_معنى_بدون_وجوده؟ 

"إن ماتنشده هو الكائن الذي لاقوام للحياة بدونه، فالحياة ومعرفة الله واحد عند التحقيق، والله هو الحياة

"عش لتسعى إلى الله لأن الحياة لاتكون بدون الله" 


وهكذا انتقل تولستوي من مرحلة عمرية وفكرية لآخرى، من خلال تأملاته وتساؤلاته وتفكيره، ليصل لنضج ووعي بذاته، وبعد رحلة مرهقة من الشك يصل أخيرا للسلام النفسي. 


التقييم: 


الكتاب يشتحق خمس نجوم، فهو رغم صغره إلا أنه يحمل في صفحاته زخما من الأفكار، فليس الكل يقدم على هذه الخطوة الجريئة ويتعرى أمام ذاته، ويقدمها عارية للقارئ معترفا بنواقصه وأخطاءه وتخبطاته


 إقتباسات


- الذي لايؤمن بأن الوجود غاية يعيش لأجلها فهو ميت بالحقيقة

- الإنسان يتعذر عليه أن يتجاهل ماهو واثق بمعرفته

- الأجوبة التي يقدمها الإيمان هي أنقى ينابيع الحكمة البشرية، فهي وحدها الكفيلة بحل قضية الحياة

- على الراغب في الحياة إما أن يغمض عينيه عن غير المحدود أو أن يقبل تفسيرا لمعنى الحياة يساوي بين المحدود وغير المحدود

- إن حكمتنا مهما كانت مبنية على الحقيقة لم تمنحنا معرفة لحقيقة معنى الحياة

_ مهما تعددت أنواع الأجوبة التي يقدمها الإيمان للإنسان، فإن كل واحد منها يجعل لحياة الإنسان المحدودة معنى غير محدود، معنى لايزول ولا يفنى، فبالإيمان نستطيع أن نجد الحياة.



*******


سكينة أقبيب












































عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية