مراجعة لرواية { الخوف }
ستيفان زفايغ
85 صفحة
"الخوف أشد من العقوبة، لأن العقوبة دائما محدودة"
هل يعقل أن تسمى الحياة التي تعاش في خوف وترقب حياة؟!
ومالذي يدفع المرء لخوض تجربة يتمرد فيها على عالمه الهادئ، ليحوله لقصة بوليسية تجعل من الروتين مغامرة حقيقية ؟
هذه باختصار حياة بطلتنا البرجوازية التي جرفتها رغبتها في التمرد على مجتمعها الأرستقراطي، والتملص من حياتها الروتينية لتعيد شغف الصبا. فتخوض تجربة تصبح جحيمها وتكبلها بأغلال الخوف.
عندما تعتاد النعيم يصبح مملا وكئيبا لا تلتفت لوجوده، فتبيع نفسك من أجل لحظات عابرة ترضى فيها أن تكون عبدا لشهواتك.
يفتح لنا زفايغ نافذة نطل بها على عالم العلاقات الزوجية وسبب نهاياتها والتي تعد الخيانة أشهرها، فعندما تخون شريك حياتك فأنت تخون نفسك ومبادئك. ليتحول بيتك إلى نار أوقدتها بيديك، وزوجك هو الحاكم في قضيتك تمد عنقك تحت مقصلته لا تعلم أين المفر؟
حتى تضيق بك الأرض بما رحبت، وتظن أن الخلاص يكمن في وضع حد لهذا العذاب، ولكن للقدر رأي آخر.
يغوص ستيفان في أعماق النفس البشرية حتى تظن أنه عالم نفس أو طبيب نفسي، يجعلك تعيش معه في لهاث مستمر حتى تكاد أنفاسك تنقطع، وتجسد حالة البطل بين خوف وترقب وصراع بين الأعتراف والتستر خوفا من الفضيحة.
تختلط المشاعر عليك بين حانق على الخائنة وبين متعاطف مع النادمة.
ولكي لا أحرق أكثر أختم بالمواضيع التي تطرق إليها الكاتب في روايته القصيرة ولكن من حيث المحتوى فلا تصفها الكلمات.
_الخوف: الذي يسلب منك لذة الحياة لتعيش حياتك في موت بطيء.
_الموت(الانتحار) : الذي تظن فيه خلاصك هربا من الفضيحة.
_الصفح: بأن تصفح عن نفسك وتتقبل فكرة أن كل إنسان معرض للخطأ فإن صفحت عن نفسك يصفح عنك من حولك.