زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: مجموعة من الأدباء والكتاب _ في قصة « التماثيل » بقلم: الكاتب : مهاب حسين


 


فقرة نقد وتحليل القصة القصيرة


إعداد وتقديم: أ. ‏‎Fatma Chekari‎‏ 


تجميع و تنسيق وإخراج : أ. سامية عبد السعيد



••••••••••••••



قراءة الأستاذ؛ Nabeel Najjar 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين


________



للاستاذ مهاب أسلوبه المتميز الجاد في القصة وفي إرسال الرسائل عبرها.

قراءتي ستكون مختلفة بعض الشيء: فالكاتب هنا لاينحو باللائمة على التماثيل من حيث هي تماثيل ونصب، ولا من حيث هي تمثل الماضي ولكنه يواجهها بما تمثله حقيقة وبصفة شخصية.

فالتماثيل التي انتقاها فعلياً كانت لملوك ورؤساء وشخصيات حكومية.

إنه يتهم هذه الشخصيات المتحكمة قديما وحديثا في قوت الشعب ويحملها بشكل علني مسؤولية تدهور الشعوب وعجزها.

لقد لف ودار حتى وصل لطريق المطار، أعلن بكل صراحة أن هذه الشخصيات بنت مجدها على أكتاف شعبها وتركته عاجزا حتى عن تأمين قوته، أعلن أن رمسيس وغيره من القادة سواء نصبت لهم تماثيل أو لا فمجدهم زائف طالما لم يلتفتوا لمطالب شعوبهم فسيبقون عاجزين عن هش ذبابة معادية وسينحنون أمام كل عدو مستقوين فقط على شعبهم الكادح.

يقوي هذا الاعتقاد في نظري أن صاحب التماثيل لف ودار القاهرة واستعدى تلك النصب ولكنه لم يستعدي تمثال نهضة مصر مثلاً لان ذلك التمثال يعبر عن الشعب وليس عن القادة.

أتمنى أن أكون موفقا في هذه الرؤية المتواضعة لهذا النص المميز.


••••••••••••


قراءة الأستاذ؛ عزيز عثمان 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين



نقد وتحليل نص «التماثيل»


** نص ممتع بامتياز، يمكن أن يُصنف كفصل مسرحي من نوعية السينوغرافيا، لكنه أبعد ما يكون عن القصة القصيرة.

** الفكرة جديدة وإبداعية... بل أنها فلسفية إلى حدٍ كبير؛ حيث يطرح الكاتب قضية الصراع الزماني لحضارة المكان الواحد باستخدام التماثيل التي تُعبر عن أزمنة سابقة، وذلك بالتفاعل التخيّلي بينهم وبين شخصية النص (القصة)


** تظهر حرفية الكاتب _ربما غير المقصودة_ في توضيح (اللوكيشن) الذي يُحدد المكان والزمان أيضا باستخدام كلمات بسيطة لكنها تضع القارئ في بؤرة الصورة تماما؛ مثل:

«الأسفلت. عساكر المرور. الأسطح الخرسانية وأعمدة النور»


 ** البداية هي ظهور الاختلاف (الصراع) بين البطل «مُمثلاً للجيل الحالي» ووالديه « الجيل السابق» حين نعتوه بالعقوق لأنه متمرد، وينتقل الكاتب رويدا رويدا إلى التماثيل دون ذكر وتحديد أسماء هذه التماثيل، ربما سعد زغلول. ابراهيم باشا. مصطفى كامل. طلعت حرب. لا يهم... فهُم مجرد رموز للحركة الوطنية في أزمنة سابقة.


** يُحسب للكاتب أنه لم يصب جام غضبه واتهاماته على (السابقون) وفقط... بل أشار إلى غضب الجيل الأسبق أيضا من الجيل الحالي حين قال على لسان أحد التماثيل:

«بدلتم الكتب بالتحف والأنتيكات.. أنتم التماثيل»

وهكذا استطاع الكاتب أن يوضح الاتهامات المتبادلة بين الجيل الحالي والأجيال السابقة.


** اتخذ الكاتب من التماثيل رموزاً بعدم ذكر وتحديد أسماء أصحابها، لكنه وقع في الخطأ حينما حاد عن هذا الخط الذي سار عليه منذ البداية؛ فقد قام بتحديد اسم «رمسيس» بالرغم من إمكانية استبداله بتمثال «الملك الفرعوني»


** المشهد الأخير يبدو أنه في غيبوبة اللا وجود؛ وكأن الجيل الحالي يشعر أنه متهما ويقف في محاكمة من الأجيال السابقة، يُلقون عليه الاتهامات وهو يبرر أفعاله بأنه مُرغم ومعذور، ثم يطالبونهُ بالرضوخ والهبوط، لكنه يرفض، يطالبونهُ بالانحناء والانصياع، لكنه يرفض ويعلن عليهم الثورة قائلاً: 

«فلتسقط كل التماثيل»


** يُحسب للكاتب سرعة طرح الأفكار وكثافتها بأقل عدد من الكلمات، ويُعابُ عليه استخدام بعض الكلمات الضعيفة التي تقترب إلى العامية منها إلى الفصحى.


{ في نهاية النقد أود أن أشكر الكاتب؛ لقد استمتعت بحق.}



••••••••••••


قراءة الأستاذ؛ محمد كمال سالم


 لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين



هذا الساخط على كل الماضي ورموزه وأصنامه المتمثلة في تماثيلهم المنتصبة في في قلب الميادين، أسقط عليهم وحملهم مسئولية ضياع حلمه وأنهم ما صنعوا للمستقبل سوى الوهم.

ضفر كاتبنا الواقع بالخيال بمهارة فريدة وماتعة، من تجول من قبل في الأماكن التي ذكرها كاتبنا بالقصة، هي أماكن تفعل بمن عشقها الأفاعيل، لذلك أشتم بين ثنايا سطوره مشاعره التي أظهرت غير ما يبطن، هو عاشق لها، ما بساخط، كان يحلم بالأفضل، كان يتمنى أن يبقى سور الأزبكية الزاخر بأندر الكتب وأعظمها، وهي مكتبة الشارع التي ثقفت أجيال ورواد.

استدرج إبراهيم باشا وطلعت حرب ورمسيس الثاني كي يحاكمهم !!!!

لا يحاكموه أو يحاصروه كما اختتم بالسرد الرائع.

بل حاكم هو كل التاريخ.

أبهرني النص، وأحب هذا القاص.


•••••••••••••


قراءة الأستاذة؛ Kholoud Burhan 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين


________


« السلام عليكم »

 

أحببت إرسال مداخلتي .. 

القصة الرمزية يطرح الكاتب فيها إشكالية معقدة امتدت منذ عقود و سوف تستمر ، ان لم يغير العرب من العقلية الجامدة .. الإشكالية تتمثل في توقف قطار التنمية و التطوير والسعي لتحقيق حياة كريمة للشباب وذلك بسبب عيش الأمة العربية على أمجاد الماضي و تقديس إنجازات السابقين دون الاهتمام بإكمال الدرب التي بدأها الأجداد الذين تحولوا في القصة إلى تماثيل مقدسة لا يجوز المساس بهم 

يضع الكاتب اللوم على التربية وأسلوبها القديم حيث ابتدأ القصة بحوار مع أبويه اللذين يرمزان إلى التربية ولا يقصد التربية الأسرية ربما بقدر ما يقصد وزارات التربية العربية التي اعتادت حشو المناهج المدرسية بقصص السابقين من دون ان تطرح للمتعلم اي آلية لتطوير ذاته كما فعل الأجداد بل حاصروه بحفظ التاريخ وهنا نجد الأبوين قد وصفاه بالمجنون والعاق لأنه كفر اي بدأ يخرج من عباءة التقديس لشعارات و اصنام جامدة لا يشبع بسببها جائع مهما صلى لها ... 

ثم يجري في الشارع وهذا رمز للانطلاق و السعي الخروج من المشكلة .. فيصطدم بأول عقبة وهي سور الأزبكية الذي يرمز لحنين المواطن لمعالم بلده ، وربما السور أيضا يرمز للسدود التي تواجه الشاب العربي عندما يسعى للانطلاق ، 

بعد هذا يمر الكاتب بجملة من التماثيل أولها تمثال البطل أحمد عرابي بطربوشه اللامع وهو ناظر باستعلاء نتيجة فخره بكفاحه .. وهنا يبدأ الكاتب من التاريخ الحديث و يرجع للخلف إلى تماثيل أخرى في التاريخ القديم فيسأل أحدها كيف طردتم الهكسوس وهم الملوك الرعاة الذين احتلوا مصر القديمة قبل ثلاثة آلاف عام يتساءل الكاتب كيف تمكن أجداده من طردهم رغم حجرية ذلك العصر و قلة الحيلة في النضال وأما اليوم فالعرب لم يتمكنوا من طرد المستعمرين حيث لا زالت إلى اليوم اجزاء واسعة من وطننا تحت سيطرة المحتلين .. 


ويطرح الكاتب بسخرية كيف تحول العرب إلى مصدرين للتحف المزيفة بعد ان تخلوا عن العلم الذي هو سبب نهضة الأمم .واستبدلوا إنتاج العلم بإنتاج التاريخ المزيف.. حيث انتشر الباعة الجوالون حول حرم التمثال ليبيعوا للزوار السائحين انتيكات و تحف مزيفة .. وهذا يعبر عن جمود في العقلية العربية التي ما توقفت عن التفكير بالرموز التي تقدسها بأسلوب متخشب.. حيث يتراءى لنا كيف ان العربي يقدس القران الكريم ولا يعمل به كمنهج سياسي اجتماعي اقتصادي يصلح لكل العصور .. يقدس الخبز و يقبله إذا سقط على الأرض ولا يعرف كيف لا يهدره .. 

ثم يغفو الكاتب وهنا أيضا يرمز إلى نوم هذه الأمة فكل عربي يعجز عن حل مشكلة يتركها و ينام للهرب نحو الخلف .. وهذا هو .منتهى العجز .. ان يترك مصائبه و يغفو بلا مبالاة .. ثم يستفيق ليجد الماضي يحاصره من كل جانب هذا الماضي الذي لا فائدة من الرجوع اليه فالجثث تتراكم اي الخيبات تتراكم في نفوس الشباب الذي يعيش هذا الواقع المحنط .. 

في الخاتمة يعبر الكاتب عن يأس .. فهو عاجز عن الفرار من تقديس الشعارات و يشعر بالمقت اتجاه انتشار شعب بلا احلام تحول أفراده إلى باعة متجولين صغار القيمة يفترشون الأرض و يجلسون في ظل العظماء يبيعون ماضيهم ولا يهتمون للمستقبل بل يعيشون لتدبير قوت يوم واحد ... القصة جميلة جدا و عميقة شكرا للكاتب و لكم ..


•••••••••••••••••


قراءة الأستاذ؛ Saied Awaad 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين




بطل قصة التماثيل يمر بأزمة شديدة وعنيفة وهو تحقيق الأمل الضائع لجميع الأجيال بدءا بالفراعنة ووصولا إلى عصر الملوك وحتى الآن. تعيش الطبقة الفقيرة بأقل القليل حتى وإن اغتنت لا يمثل الغني النعيم والتعرف وإنما قضاء المصلحة من بناء للبيت أو للزواج. ثم يعود الفقر تارة أخرى مع مرور الزمن وارتفاع الأسعار.. صاغ الكاتب قصته في حوار غير ممل بينه وبين أبيه وأمه أولا.. اللذان اتهموه بالجنون والعقوق وكأنهما هما راضيان بحالتهما الفقيرة. دار حوار بينه وبين التمثال الأول وسأله عما فعلوه لإسعاد الناس والشعب.. وصار تبادل الاتهام بين الحاضر والماضي. واتهم الحاضر بتبدل الحال. بالإهتمام بالمتحف والأنتيكات والمظاهر الخداعة بدلا من الكتب ذات القيمة الأبدية.. واتهمهم أيضا بأن الأحياء هم التماثيل. فكان الرد : فلتسقط كل التماثيل.. وأظهر البطل ضيقه من النصائح الهشة وهي الاقتراض. ثم حاور رمسيس الثاني ووضح له ماذا فعلتم لنا. الأحلام محنطة وجثث الموتى تزداد وما فائدة القراءة وتقليب الماضي دون فائدة. وهنا عندما غفى قليلا اجتمعت حوله التماثيل لتؤدبه وهو يدافع عن نفسه. وأخيرا يخلع ملابسه وكأنه الهروب والفشل تحياتي اللغة راقية وأدت القصة غرضها دون مباشرة. أحيي الكاتب


•••••••••••


قراءة الأستاذة؛ Rawda Aldakhil 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين


• القصّة


طرحت فكرة الصّراع بين المعتقدات المسلّم بها كقوانين مقدّسة لا تقبل الجدل، و بين الواقع الّذي يحياه الإنسان بما فيه من مرارة و معاناة، من خلال حوارية بين البطل و شخصيات أخرى كالجدّ الّذي رمز إلى الماضي و أعرافه وقد مثّل موقفا إيجابيّا من المعرفة و الثّقافة، فانتقد استبدال التّحف بالكتب، وكذلك التّماثيل المتعدّدة الّتي تبنّت مواقف رافضة لأيّ تهمة، ورفضت الإجابة عن تساؤلات مشروعة في إشارة غمز عن تزوير التّاريخ الّذي دوّنه الأقوياء حسب رغباتهم و بما يضمن خلودهم و تمجيدهم

مثّل النّصّ مطاردة عبّرت عن العجز في قبول ما مضى و التّسليم به من جهة و العجز في التّمرّد على واقع محكوم بالحصار ولا وسيلة خلاص منه.

الخاتمة كانت هزيلة عبّرت عن موقف انهزاميّ عجز فيه البطل عن المواجهة فاختار الانسحاب مكتفيا بالشّتيمة كأضعف الإيمان

لغة القصّة جيّدة

كلّ التّوفيق للقاص مهاب حسين


••••••••••••••••


قراءة الأستاذ؛ طاهر بوغدير 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين



تقسيم القصة الى مقاطع مرقمة، أضر بالقصة، و رغم جمالية السرد، الا أن بعض المقاطع تكررت في الحوار، حاول القاص أن ينقل لنا صراع الأجيال في تحديد القيم، متخذا من التماثيل ، مدار للقصة، و بصوت أنا المتكلم، الساخط على التماثيل و الشمس، و غير مكترث لما يقوله جده، الفرعوني و المسلم .

رغم حكم الجد، الا أن البطل مازال يلصق التهم به.

و مازال ماضيا في تحطيم التماثيل.


•••••••••••••••


قراءة الأستاذة؛ Doc Nashwa 


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« التماثيل » للأستاذ: مهاب حسين


نقد القصة القصيرة

التماثيل

القصة هذه المرة ذات نوع مختلف ذات المذهب الرمزي في التعبير القصصي والمسرحي أيضاً.

القصة ممزوجة بالعامية والفصحي وتتميز بالدمج بين أنواع البلاغة المختلفة من مجاز وتورية واستعارات أعطي للقصة مذاق خاص.


••••••••••••••••


القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان؛ « التماثيل »


للأستاذ القاص؛ « مهاب حسين »


وهي القصة الفائزة بالمركز السادس 


في مسابقة القصة القصيرة في دورتها الثانية الأولى لعام 2020.


                                   

{ التماثيل }



قلت :

- أكفر بالراحل والقادم وبالشوارع والميادين، وأكره كل التصاوير والبراويز.. 

- ‏وبصقت صوب قرص الشمس المتدحرج من أقاصي الجنوب.

- ‏ردد أبي : ولد عاق

- ‏قالت أمي : قد جن

- ‏2

عرجت ناحية سور الأزبكية لا ألوي على شيء، وجه الأسفلت أينما رحت، عساكر المرور يقيدون حركتي، أنا الماضي نحو ما أريد وما لا أريد، مطحون بين الأسطح الخرسانية وأعمدة النور . زعقت :


- ما أحقر الراحلين.

- ‏- إخرس يامأفون.

- ‏- هه؟ ..وتلفت حواليه.

فرأيته واقفا منتصبا طربوشه يلمع. يرنو في استعلاء، قلت : 


- أهكذا وصل بك الحال .. يحوطك الباعة والحواة بالأغاني القميئة .. يدك في جيبك، أمعك نقود ؟.

- ‏برم شاربه في ضيق :

- ما أجحد الأحفاد.

- ‏قلت :

- ‏- ياجدي صار البلد ماخورا.. ماذا صنعتم ؟.

أخذ يردد في عنفوان، هابطا من فوق قاعدته الرخامية، مخترقا دائرة العشب الأصفر النابته حوله :

- يسقط الملك ويحيا الشعب.

- ‏سار من أمام سور الأزبكيه وأشار نحو الباعة المؤطرين سور الحديقة :

- بدلتم الكتب بالتحف والأنتيكات.. أنتم التماثيل. 

وقهقه عاليا رافعا ذقنه لأعلى. 

قلت .. وأشعة الشمس تتساقط على وجهي فأنز عرقا :


- فلتسقط كل التماثيل.

- ‏- قف يامأفون ساؤدبك.

- ‏3

بدا يسرع خلفي، فمرقت عبر الشوارع والمحال، والضوضاء المنتصبة، مارا من شارع عدلي.. واطئا ميدان طلعت حرب و.... 


- قف يافتى.

- ‏- من ؟ والتفت.

- ‏قال وهو يضيق مابين حاجبيه :

- كيف تجرأت على الأجداد ياولد.

- ‏قلت ولهاثي يترجرج في صدري :

- ياجدي الخبير : راتب ضئيل وحلم قديم، وامرأة تشتهي السكن علي النيل..وأنا أخر سلالة الفراعنة لكني لست بفرعون.. حل.

- أووووووه.

- أسمعتم عن الصناديق المانحة ؟.

- ‏- ماذا !! .. "في دهشة".

- ‏- القروض الحسنة ؟.

- ‏- لاتتصنموا .. تحركوا يافتى. 

- ‏- لاتفلق رأسي بالمواعظ. 

وانا أبتعد شاخصا ببصري نحوه.. قلت :

- إخل مكانك أفضل. 

- ‏- انتظر .. 

- ‏وبدأ يهبط..

- ‏4

عدوت تتراكم في عيني الأخيلة والصور، تضغط على صدري الشوارع والأزقة، حتى وجدتني مابين أقدامه الغليظة عند طريق المطار، قلت :

-أنت كبيرهم ..رمسيس العظيم، فلتخبرني عن الحقيقة.

هز ذقنه الطويلة ولم يجب.


- ياجد أحلامي محنطة وجثث الموتي داخلي تزداد كل لحظة. 

لم ينبس.


- نقبت فيُ كل الكتب وقرأت السير وتتبعت أخبار الفتوحات والغزوات .. لم أعثر على شيئ. 

صمت. 


- ياجد لم أعد أطيق .. كيف طردتم الهكسوس؟.

لم ينبس.


- ماذا تخفي في قبضتيك؟ ..

- ‏أتستطيع ان تهش الذباب عن وجهك.

ورحت أبحث عن فأس لأحطمه. فانعقدت فوق جبينه تكشيرة كاللعنة، وقال وهو يقفز صوب الطريق ويتجه ناحيتي :

- تجرأت.

- ‏5

اندفعت تحت مظلة شمس حارقة بغير إتجاه وشعرت بأقدام ثقيلة من خلفي .. وبالتفاته وجدت جموع التماثيل تثب من أماكنها كلما مررت بها وتتعقبني .. صحت :


- كفوا عن ملاحقتي.

انتهيت إلى كورنيش النيل ، التقطت أنفاسي بصعوبه والنيل يتلألأ ذهبيا.  

جلست على أريكة حجرية، تتساقط حبات العرق المملح علي فمي . لفحتني هبات هواء رطبة فثقل رأسي.. خفت النور بسرعة مذهلة ورأيت الظلمة في هبوطها الوئيد.

6


 غفوت ساعة لا أكثر.

 ‏أفقت على صوت ليس قويا لكنه حاد. ووجدتني محاطا بالتماثيل.. يشكلون دائرة تكتمل استدارتها بي .. أبدانهم السوداء تلتمع بفعل الضوء الفضي المتساقط من القمر المرشوق بين إتساع البنايات، يحدجوني بنظرات صارمة، لايحركون ساكنا، قلت :

 ‏- لم أفعل شيئا.

 ‏قالوا :

 ‏- سببت والديك وصفعت المدير وتحرشت بالشرطي. 

 ‏- معذور.

 ‏-وخرجت عن نواميس أجدادك.

 ‏- معذور.

 ‏-وتجرأت.

 ‏قلت :

 ‏-لا أملك من أمري شيئا.

 ‏ومضت أعينهم الحجرية، قالوا :

 ‏- إهبط.

 ‏- ما أنا بهابط.

 ‏حاولت الخروج من الدائرة، إرتطمت بسيقان صلدة..

 ‏- إهبط.

 ‏- ما أنا بهابط.

 ‏كرروا الأمر للمرة الثالثة .

 ‏خلعت ثيابي .. وقلتها بأعلى صوتي :

 ‏-فلتسقط كل التماثيل..

ونزلت.



•••••••••••••••


نقد وتحليل القصة القصيرة


زمرة الأدب الملكية.


فرع القصص.











عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية