« القربان »
شعر : عبدالقادر عبداللطيف
•••••••••••••
لا يسكبُ الشّعر كفّي بل يدا كبدي
وما عليَّ سوى أنّي أترجمهُ
سمعت وقت رقادي همس آسرتي
تقول سبحان من في النّوم يلهمهُ
كم يصبح المرء مكسورًا بلا وطنٍ
مِنْ أنّةٍ في خفايا النّفس تحكمهُ ؟
خذني إلى منزلٍ في الصّدر منزله
إذ هدّموه وقلبي من يرمّمهُ ؟
باتت على الشّام عينُ الشّعر ساهرةً
وأرّق الجسمَ جرحٌ لا ينوّمهُ
حتّى اصطبحتُ على ليلٍ يعاودني
والدّمع للضّيف قربانًا أقدّمهُ ؟
لا يستوي من بكى في دهره أحدًا
مع من بكى موطنًا والظّلمُ يرغمهُ
دعني أوضّح أمرًا فيه من ولهٍ
قد تُقْلَبُ الذّاتُ نارًا حين أكتمهُ
مذ أنْ مضيتُ عن الشّهباء مبتعدًا
لله أمريْ بما ألقى أسلّمهُ
كريمةٌ عبرتي شوقًا لغاليتي
كم يطلبُ الخلُّ خلًّا لا يكلّمهُ ؟
دمي ودمعي وحبري رهن طلعتها
فالشّام أجمل وجهٍ رحتُ أرسُمُهُ
يا ربّ عونكَ إنّ الشّعب مرتقبٌ
من ذا سواك بنصرٍ سوف يكرمهُ .