زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: الأستاذة/ هناء العامري _ في قصة « متوالية » للكاتب : نزار الحاج علي


 



قراءة الأستاذة: هناء العامري

  

لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي


•••••••••


العنوان (المتوالية)


في مفهوم اللغة وعلم الرياضيات هو نظام  يزيد او ينقص بمقدار ثابت، فهي متوالية النقصان ( فقدان) الجد من المجموعة  مخلفا جدة تنتحب وتبكي ،ثم تلاه فقدان الأبن  مخلفا إمرأة تبكي وتلاه فقدان السارد ليترك بعده اثنتان من النساء، 

هنالك نقصان ثابت وهنالك زيادة في كم الحزن والوجع والبكاء . 


**فكرة النص


تدور القصة حول قضية معينة ثابتة،  الكل مؤمن بها ويناضل من اجلها، وهي العبور الى الجانب الثاني، ويترك الأمر مفتوحا لكل الاحتمالات.

( والدي ايضا كان يخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الثاني)

( لذا قررت العبور من نفس الطريق الذي  سلكه)،

(وغادرت مثلهم دون وداع) 


**الشخوص


الجد والابن والحفيد الذي ترك لنا ذريته لتشاطرهم الهم!

زوجات وامهات

ومن هنا نستنتج أن قضية العبور الى الجانب الثاني هي قضية جماعية ترتبط بوجودهم وانتمائهم ومصيرهم لذا تتناقلها الأجيال غير مكترثين بما تخلفه لهم من مآسي وفقدان ولوعة. 


**  الزمان والمكان 


لم يكن الزمان فترة محددة وانما ارتبط بالعمر والتأريخ  بدأ منذ رحيل الجد وربما قبله بعقود، وبالرغم من امتداده  لجيلين متعاقبين إلا أن الزمن غير محدد وهذا يجعل النص فعالا لكل قضايا إثبات الوجود والنضال من أجل البقاء .

أما المكان

فقد تكلم عنه الكاتب مرة كعنصر أمان وهو تحت شجرة الزيتون داخل الدار ذات السياح الذي عجن باللوعة والدموع وقد تمتد حدودها لتشمل الوطن بأكمله، 

ومرة أخرى كعنصر  يخطف الحياة و هو الضفة الأخرى! 


تقنية السرد


بدأ الكاتب النص بعبارة (منذ صغري اعتدتُ...)

وهي اشبه ما تكون صياغة تقريرية تضمنها الفعل اعتدتُ لكثرة تكرار البكاء وبضمير المتكلم وهو يشاهد آثار الغياب الذي شمل حتى طيفهم.

فقد اعتمد على تقنية توزيع المكان واعادة تركيب الأحداث بحيث يستخلص  من خلالها المغزى النهائي  للنص . وكان المشترك الداخلي للشخوص هو البكاء باعتباره اللغة الوحيدة المعبرة عن الوجع.

كتب النص بأسلوب سردي وبفنية وبلغة سليمة وبدرجة من الانزياح نحو الرمز مما جعل السؤال يهرول إلى ذهن القاريء ... ماهي الضفة الأخرى!!!


الخاتمة


وهي المساحة المهمة من الحقل السردي وبضميره بعد أن انضم إلى  جده وابيه في الضفة الأخرى  يترقب الدار وما بها لكنه لا يستطيع العبور، وهذه إشارة إلى أنهم ما زالوا ينتظرون ! 



••••••••••••••



القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان « متوالية »


للأستاذ القاص: نزار الحاج علي


وهي القصة الفائزة بالمركز السابع في مسابقة


 القصة القصيرة في دورتها الثانية الثانية لعام 2020.



••••••••••••••••••      


« متوالية »



منذً صغري اعتدت على رؤية جدتي أمينة، وهي تجلسُ تحت شجرة الزيتون الكبيرة في وسط الدار، تضعُ كفيّها على وجهها وتنتحب.


في البداية كانت تبكي حزناً على جدّي الذي غادرنا ذات صباح، ثم أصبحت تجيبُ بغضب لمن يسألها عن سبب كلّ هذا البكاء:

_أنه غادر دون وداع.

لاحقاً أصبح جوابها أكثر حزناً:

_ لم يزرني في الحلم ولا مرّة. 


والدي أيضاً كان يُخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الاخر من الطريق، لذا في يوم حزين أنضمّت أمي إلى نفس المشهد، لكنّها على عكس جدتي لم تكن تبكي، بل أسوء من ذلك، لقد كانت تبتسم وكلّها ثقة بعودته سريعاً. 

عيناها لم تفارق باب الدار، كلّما أدار أحدهم قبضته، سمعنا صريره المكلوم يصدرُ من قلبها.


بعد مضي بعض الوقت بدأت الابتسامة في التحول إلى مزاج سيء، وأحيان صارت تظهر على هيئة صرخة تضيء نوافذ البيت عند الفجر.


 في الخريف الأول على مغادرته، تطوعت بالبحث عنه، لذا قررتُ العبور من نفس الطريق الذي سلكه.

عندما فتحتُ الباب، هاجمتني رياح عاتية، جعلتني أغمض عيني. 

ثم أخذت تصفعُ جسدي بقوة، لذا أغلقته بسرعة، وغادرتُ مثلهم دون وداع.


سمعتُ جدّتي تهمس لزوجتي الحامل بعد أن أنضمّت إليهنّ تحت ذات الشجرة الهرمة: 

_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!. 


الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ. 

على الضفة الأخرى انسدلتُ أنا وأبي وجدّي، نراقبُ بصمت...ولا نستطيع العبور.



•••••••••••••••••


 ‏

نقد وتحليل القصة القصيرة


 زمرة الأدب الملكية.


 فرع القصص.











عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية