زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

انقلابات _ بقلم: أ. ‏‎Kholoud Burhan‎‏


 


انقلابات 



... عندما رحلتِ ؛ اتجه الشمال نحو البوصلة ، فأبحر المحيط على متن السفينة .. وقطع المسافة عشرين شوطا ولم يصل الشاطئ.. 

عندما رحلت .. انهمرت الصحراء نحو المطر بغزارة ... بللته ، فانتعل في قدميه مظلة ... 

عندما رحلت ، انسكب الورق الأبيض على سطح القصيدة وسالت الأشجار و الغابات في  غربة صفراء .. نهضت ألف مرة تعلق خريفها على حبل غسيل .. ولم يجف طلاؤه بعد ... وتناثر الشتاء في أعماق البرد و في بياض الثلج .... 

عندما رحلت ، استيقظ رمضان عند الفجر و راح يمضغ سحوره طوال النهار وبُعيد المغرب صام العيد عن الفرح ولم يشرب الماء بعد ذاك اليوم قط ... 

عندما رحلت ِ أصبحت أنت اليتيمة ، ونحن ؟؟ أصبحت ملابسنا ترتدينا و أسرَّتنا تنام فينا و خبزنا يأكلنا ... و بيوتنا تسكننا ، وتسير الشوارع في السيارات و تركب السكك في القطارات ... 

نعم ... 

عندما رحلت .، تسكعت بي الأسواق التي كنا نرتادها معا .. وتشردت أقدام الأرصفة على دروب حزني .. و اشترتني البضائع المصفوفة في الواجهات .

حضنت سوق الحميدية فبكى على كتفي و امتد بسرعة مبتعدا بين الناس العابرين ، و ابتاعت الحوانيت معظم المارة حملتهم في أكياسها مغادرة الأرصفة .. 

عندما رحلت خلع المسجد الأموي حذاءه و مشى في أروقة الساجدين فنبتت مآذنه من حزن أذان العصر ؛ وأخذت تصلينا الركعات و ترتلنا الدعوات .. و دمشق القديمة  تلك المرأة البلهاء تسير كل يوم بي .. ترحل داخل دروبي .. تقطف ياسمينك العالق في ثنايا روحي ، تفتش في زقاقاتي العتيقة لعلها تراك ترتاحين على رصيفي بعد طول مسير 


    إلى أمي ... و دمشق ...











عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية