« قلبٌ أخضرُ »
•••••••
لا تــرتـجـفْ لا تــنـظُــرَنَّ إلى الــوَرا
إيـــــــاكَ أنْ تــرتـــــدَّ أوْ تــتــأخَّـــرا
هـيَ فرصـةٌ لـكَ فاغتـنـمْـهــا رُبّـمـــا
إنْ لــــمْ تــبـــادرْهــا فـلـــنْ تـتكـرَّرا
ضـعْ نُصْبَ عينِـكَ حينَ تُقـدمُ أنَّـنـي
لــكَ واتــــرٌ و أَنــى الأوانُ لــتـثـأرا
و احسمْ قرارَ الطَّـعنـةِ النَّجلاءِ ثِــبْ
مستبسلاً و اغرِسْ بصدري الخِنجرا
أعـدَدْت لي مـا تسـتطيـعُ مِـنَ القِوى
و مِــنَ المُـعـيـبِ علـــيكَ ألّا تظفَـرا
قُـــلْ لـلّـذي أجــرى بقـلبـي نـصـلَــهُ
إنّـــي أرى حـقّـــــاً لـــهُ أنْ يُـعـــذَرا
مـا كـانَ لـولا أنْ أفـضْـتُ علـيـهِ مِنْ
عَـذْبِ السَّنــا مــا لا يُـطـيقُ..لِـيَغـدِرا
إنّــي فُـطِـرْتُ عــلـى الوَفــا لـكنّـنـي
مـمّـنْ وَفـيـتُ عَـهِـدْتُ أنْ يـتـنَـكَّــرا
كــمْ مــرَّ بـي مِـنْ واردٍ لـمّــا ارتـوى
مِـنْ مَنـهلي الصَّـافـي رمــاهُ فـكـدَّرا
حتَّى غَــدَوْتُ أرى غـريـبـــاً أنَّ مَــنْ
أصـــفـــيــــهِ وُدِّي لا أراهُ تـــغـيَّـــرا
ســيظـلُّ قلـــبي و الحِـرابُ تـنـوشُهُ
أعـلـى مِـنَ الحِـقـدِ المُـغـيـرِ و أكبرا
سـيـظلُّ قـلـبـي راسخـاً لا يـنــثـنـي
لـلرّيـحِ يـأبـى أنْ يَـــذِلَّ فــيُـكـسَــرا
إن أذبـلَــتْـهُ الـلّـفـحَـةُ الحَـرّى فـمــا
يـذوي بــهـــا بــلْ يستــجدُّ ليُـزهـرا
قلـبي الّــذي يُسـقَى بـــماءٍ سَـلـسَـلٍ
أرزاؤُهُ تـــدعـــــوهُ أنْ يــتـحـجَّـــرا
لــكـنّـهُ مـــا زالَ يُــشْــرِقُ مُـــورِقــاً
إمَّــــا تـجـهّـمَ دهـــرُهُ و تــصـحَّـــرا
سيــظــلُّ يُهـدي الحُبَّ ظـلّاً وارفــاً
مــبــسـوطـةً أفـيــاؤُهُ دونَ الــوَرى
سـيظلُّ قلبي فـوقَ جرحي،و الأسى
جـمــرٌ بـــهِ يـلـظَـى، نــديّاً أخـضَـرا
مستـعصمـاً بالحـبِّ مـؤتــلــقــاً بـــهِ
نــضـراً بــــهِ ريّـانَ يــقــطـرُ ســكـرا
و إذا جُرِحْتُ نـزفـتُ ورداً مِـنْ دمي
مَـنْ مَسَّـهُ استشفـى بــهِ و تـعـطَّـرا
•••••
محمد الجوير