-{شفتاكِ.. ماكرتان}-
------
قلبي استعاذَ من الجنونِ وبَسْمَلا
لمَّـا أحسَّ علــى شفاهـكِ مقتـــلا
شفتاكِ ماكرتانِ... لا ألقاهمــــا
إلّا ويسرقنـي الشـرود مطـوَّلا
فـي سَكـرة التأويل لـي ياقـوتةٌ
تنساب لغزاً في الشفاه مــــدلَّلا
لا آمنُ النَّغمَ المُذابَ بِبُحَّــــةٍ
مجنونةِ التأثير.. تقتل أعزلا
لا أطمئنُّ لخفقةِ الغيب التـــــي
تبقيكِ تيهاً في السكوتِ مؤجَّلا
شفتاكِ قاتلتانِ.. فـي حاليهمـــــا
فإلامَ أبقى في الرؤى مسترسلا؟
وأنا الذي في الشعر أبدو ثائــراً
أقصى اجترائي أن أذوب تأمُّلا
أحتارُ في ملكوتِ صمتكِ متعَبـــــاً
فأصوغ من هَوَسِ الفضول توسّلا..
أتعتِّقانِ الهمس عطراً فاخـراً...؟
أم فـوهة البركـان لـن تتعقَّلا...؟
ما بين صمتكِ واحتراقي لهفةٌ
ومهــابـةٌ.. من أن أُجنَّ تـغــزُّلا
يتزاحم الوحي الشهيُّ على فمي
حيَّرتِني.. من أيـن أبـــدأ أوَّلا..!؟
....
ومضت دقائقنا معاً.. وتـوقَّـدتْ
في الروح نار الشِّعر.. ثم تشكَّلا
قالت: كتبتَ قصيدةً، قلتُ: اسْمعي
الآن... يغــدو الــلاتـوقُّــــع أجمــلا
قالت: بلِ اهْدَأْ.. فرحتي الأولى هنا
الــوحي وحيي... ولْيَجِئْـكَ مرتَّـــلا
اِسمـع قصـيدتـكَ المُـذابـةَ سكَّراً
عتَّقتُهــا بالحــبِّ كـي لا تـذبـــلا
وتناثـرتْ كلمـاتُ شعـريَ أنجمـــاً
وتـراقص الإيقـاع سحـراً مذهـلا
فصرختُ: يا الله كيف قصيــدتي..
صارت على الشفةِ الشقيَّةِ جدولا!؟
••••
"ياسر الأقرع"