-{ رَهينُ الغُربتَين }-
كُوني احتمالًا
إذا كانَ النوى فَرَضا
من غُربتَين وهذا القلبُ ما نبَضا
كُوني لهُ عندَ بابِ الغيمِ تَذكِرةً
ليَمتطي صهوةَ الأمطارِ
...إنْ قُبِضا
ودثِّريهِ بعَينٍ منكِ
باردةٍ
فقد يعيدُ إليهِ الدفءَ ما نَقَضا
وقد يُبَشِّرُ بالأفراحِ مانِعُها
وربما يَسَّرَ الأحوالَ ما اعتَرَضا
*******
يا حبَّةَ العينِ
ما ذنبُ الذي انقلَبَتْ بهِ الموازيينُ
إلا أنَّهُ رَفَضا
ما ذنبُهُ والذينَ استُنصِروا
انطَفَؤوا قبلَ النداءِ
فَذَكَّى نفسَهُ... وأَضا
أهدى إلى الأرضِ من عَينيهِ
ماءَهُما
وراحَ يحصدُ منها القَرَّ والرَمَضا
لا يَصغُرُ المرءُ إلا من تخاذُلِهِ
ولا يَهونُ إذا ما عظَّمَ الغَرَضا
*******
في الغُربَتَينِ
مُقيمٌ دونَ دمعَتِهِ
قضى لهُ البعدُ في أيامِهِ فقَضى
مُعَلَّقٌ من أمانيهِ استوى سَفَرًا
فهلْ تَرِقُّ لهُ الدنيا
ولو عَرَضا
مازالَ يَنحِتُ من صَدرِ القَصيدِ
رؤىً
وكلما اتَّسعَتْ أشعارُهُ
... انقَبَضا
ما زالَ يفرشُ للأصحابِ مُقلتَهُ
ويَحملُ الهَمَّ عنهم كلما نَهَضا
لهُ على ساحلِ الأيامِ أشرِعَةٌ
ألقى على حُزنِها من دمعِهِ
... ومَضى
يُسابقُ الدربَ محفوفًا بوَحدَتِهِ
لَعَلَّهُ يَكسِرُ الحظرَ الذي فُرِضا
لعلَّ صُبحًا بظهرِ الغَيبِ يُسعِفُهُ
فيستحيلُ خلودًا
بعدما انقَرَضا
-------
"خالد أبو جاسم"