أغارُ أغارُ من غارٍ بحـــــــرَّا
تكبَّرَ في وجودكَ عن جبالِ
أغارُ عليكَ من نَسْجٍ وعشٍّ
ومن شِعبٍ تعمَّدَ بالجــلالِ
ومن قطراتِ ماءٍ منكَ صُبَّت
ومن جِذعٍ تكوَّر بالجَمــــــالِ
وأغبطُ مَن رآكَ فنالَ حظَّـا
عظيمًا في مقاماتِ الكمالِ
وأغرفُ من بحورِ الشِّعرِ مدحا
ولم أفلحْ مقامُ الرُّسْلِ عــــــالِ
ولكنِّي أحاولُ علَّ شِعري
ينجِّيني بأيَّامٍ ثِقـــــــــالِ
بيومِ الحشرِ والميزانِ إنِّي
عُبيدٌ أزرتِ الدنيا بحالـــي
لعمركَ لو شهدتُكَ يومَ بدرٍ
فديتُكَ لا أبالي بالقتـــــالِ
وجدتُ بروحيَ الحرَّى بِأُحْـــدٍ
وفي الأحزابِ أرخصُ لا أبالي
فلا واللهِ لن يصلوكَ حتَّى
تخالطُ فيَّ أنصالُ النِّبـــالِ
فإن أقتـــلْ يعزِّينـي بأنِّــي
تواريني يمينُكَ في الرمالِ
أحبُّكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ إنِّـــــي
وفاضي من جنى العُبَّادِ خالِ
فإن قالَ الإلهُ هلكتَ عبدي
سأسألهُ بحبِّكَ ما جرى لـي
وأسألهُ بأنَّا قد بذلنـــــــا
لهذا الدِّينِ أفذاذَ الرجالِ
وأنَّا حينَ قالَ: عليهِ صلَّوا
سمعنا بل صدحنا بالمقـالِ
فقم يا سيِّدي واشفع تُشفَّـع
وقل: يا خالقي هذي عيالـي
«خالد ليلي»