"أما من أحدٍ يُسكتها"
يناير ٢٠١٤
ماذا أفعل ؟!
كل ليلة على تلك الحال ، وما أشبه الليلة بسابقتها، وأمسيت لا أريد الذهاب إلى غرفة نومي ، تلكأت كثيراً قبل الذهاب إلى النوم ، وقد سبقتنى زوجتي بساعات ، دخلت الطرقة أقدم قدم وأؤخر قدم ، لعلي نسيت شيئاً فى الصالة !
أبداً، لا شيء ،إذاً فلأذهب لأنام.
جلست أولاً عند طرف السرير ، أنظر إليها وهي ملقاة في ثوبها الناعم، الغرفة مظلمة ولكني أراها ، وعقلي يقول لها:
كل ما أريده أن أنام ،أنام فقط" مددت يدي أتحسسها أُربت عليها وأهدهدها ، ثم
استلقيت على يميني وقرأت المعوذتين واستعذت بالله ، وبعد هنيهة سمعتها تهمس لي فى أذني ( شُفت العيال عملوا إيه فى اشغل النهاردة ولاد ال....... ، أصل العيب مش عليهم العيب على اللي مشغلهم )
ها قد بدأنا!!
تصنعت أني لم أسمعها واستدرت على جانبي الأيسر مغمض العينين حريص ألا أفتحهما حتى لا يضيع النوم ، فقالت لي فى أذني الأخرى ( شُفت اختك المفترية كاتبة أيه على الفيس بوك النهادرة ، والله اختك دي مش هتجبها لبر ) ياصبر أيووووب !! أبقيت على هدوئي لا أريد أن انفعل كل ما أريده أن أنام بعد يوم شاق ، أريد أن أنااااااااااام ...
أعطيتها ظهري وأهملتها ، فلما وجدت أُذناي فارغتان قالت وقد ارتفع صوتها عن ذي قبل ( واخوك الجبار ده ، الله أكبر عليه ماحدش قادر عليه يعني والا أيه هو مايتغلبش أبداً ) نفذ صبري وملأني الغضب فهببت واقفاً وسحبتها من فوق السرير وخنقتها بكلتا يدي طويلاً وهي تنظر إليّ فى تحدي ، فدفعتها بكل قوتي فأرتطمت في الحائط بقوة وسقطت مستقرة جوار الجدار ، أخيراً قدرت عليها ، الأن أستطيع أن أنام .
ولما ظننتها أستكانت سمعتها تقول ( طيب فاكر أمك الله يرحمها لما ....) وهنا انفجرت صائحاً وقد تملكني الغضب:
( حرام عليكي ياشيخة ، والله لسايبلك الأوضة وخارج )
"وفي الطرقة:
حانام بعيد عنك عالكنبة ، أو في البلكونة أبعد، أو حتى على درابزين السلم ، وألا أقولك آدي سجايري وسايبلك الشقة كلها. وقفزت في حذائي وأنا مازلت في بيجامتي، وأنا أفتح الباب (حاسيبلك العمارة كلها)
العيال خرجوا من غرفهم ينظرون إليّ فى دهشة! وكبيرهم يقلب شفتيه وكأنما يقول:
لقد جُن أبي!
وصلت الشارع سريعاً ، كل الأبواب والشبابيك موصدة ، الكل يغط في نوم عميق إلا أنا ، سرتُ طويلاً أجر رُباط حذائي ، لست أبالي.
ما أسعدني بالبعد عنها ، ها هي محطة الأتوبيس خالية تمامًا، سأجلس هنا ، ما أجمل النسيم وما أهدأ المكان وما أروعه ، وتلك الأشجار الوارفة والعمائر البيضاء الجميلة ، لكم أتمنى أن يتزوج إبني هنا إلي جواري.
وضعت يدي فى جيب بيجامتي، سأشعل الأن سيجارة في هدوء.
أوه، لقد هدأت الان كل جوارحي ،،،واااااه ..آآآآآه ها أنا أتثائب ، وليكن سأنام هنا ، فمن ذا يعرفني؟
وأستلقيت على دكة المحطة ( الواد إسلام البُرم ابن اختي، يتسكع في سيارته كعادته، رآني فقال صائحًا عليّ:
(شِد اللحاف ياخالوووو )
_عااااال، ها قد فُضحت أيضاً في العائلة ، سيذهب ويحكي لأمه وخالاته أنها ألقتنى في الشارع بالبيجامة ، لن أبالي ولن أكترث المهم أن أنام، خ،،خ،،خ.
وفجأة !
جائنى شبحها وانا نائم تصرخ فى وجهي:
( قوم ياراجل،نايم في الشارع بالبيجامة، فضحتنا )
قمت جالساً مفزوعاً ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وصرخت في الفضاء:
يا ناس ، ياخلق هووه ، خلصوني منها ، خلصوني من وسادتي، أما من أحدٍ يُسكتها !!