تحليل قصة«كوة أمل شاحبة»
------
قصة قصيرة تحمل معاناة حقيقية لقيمة الإنسان.
بداية من العنوان الذي لخص القصة قبل أن نبدأ بقراءتها..
كوة.. نافذة صغيرة مستديرة يدهل منها الهواء والضوء.
أمل.. رجا شيئا وتمناه، توقع الحصول على شيء، انتظر طويلا ولم يحصل عليه.
شاحبة.. هزيلة، ضعيفة..
أرى أن العنوان حكى القصة وأكثر، أي العنوان مناسب تماما للقصة.
الزمان.. وقت الشتاء أشارت بذلك ك: (غباشات فغدت ستارة على نافذته).
المكان.. مركز قبض الرواتب للمتقاعدين.
الحدث.. وصف معاناة استلام الراتب للمتقاعد، عدم تقدير إنسانيته وعمره ووقته.
الشخصية الرئيسية: "أبو غدير" وتم وصفه جسديا وصفا دقيقا، وأضافت وصفه بأنه ذو عقل خالص ونبع للعلم
حتى اسم (غدير) الذي يرمز لنهر صغير له دلالة ضمنية على حجم مكانة أبو غدير.
الشخصيات الفرعية كلها في مركز استلام الراتب.
تم سرد القصة
القصة تتحدث بداية عن الأمل الصغير الموجود داخل الإنسان (فأمل في اليد افضل بكثير من عشرة آمال معلقة).. هذا الأمل الذي جميعنا نقول عنه لولا الأمل لماتت الحياة
الأمل عندهم بهذا الراتب الضئيل الذي سرعان مايتبخر حال استلامه (للأدوية، البقال، سداد الدين، اللحام،..)
المشهد الأول..وصف أبو غدير ورحلته للوصول إلى المركز
المشهد الثاني.. انتظار الجميع في طابور وانتظارهم ومن ثم إعلامهم أن(خلصت المصاري)
المشهد الثالث.. طلب الموظف من المتقاعدين والمتقاعدات الانتظار ربما يستطيع مساعدتهم بإحضار مصاري من مصرف مجاور.
انتظارهم لأربعة ساعات ليعود ويداه فارغتان!
الإشارة إلى عمل أبو غدير(كان مدرسا لمادة اللغة العربية، وطبع له ديوان)محاولة إيصال رسالة لقيمة العلم ولقيمة الأستاذ بشكل عام،ارى ان هذا ذكاء من الكاتبة للفت الانتباه لتدني مستوى اهتمامنا بلغتنا، فبناء الإنسان يبدأ من العلم، وأشارت أيضا إلى قيمة كبار السن وعدم تقديرهم
(المتقاعدين) هذه الكلمة القاسية في معناها وفي استخدامها التي تحمل في معناها أن الإنسان أحيل على المعاش ليتقاضى مبلغا من المال حسب سلمه الإداري في الوظيفة العمومية، (لفظة كافية لتعطيك عدم التقدير للإنسان الذي تقدم العمر به)
...يستمع لقصص وحكايات المرابطين على الطابور.
المرابط.. اسم يطلق على الشخص الزاهد في الدنيا.. وهنا يخطر ببالي سؤال؛ هل هذا الإنسان هو الذي اختار ان يكون زاهدا أم أن الظروف هي التي أكسبته هذا اللقب؟
أم هي إشارة من الكاتبة إلى ملازمة هذا الإنسان مكانه ووضعه؟
الطابور.. صف فيه إشارة لأعداد كبيرة من المرابطين داخل هذا المركز، بالإضافة إلى أنها تطلق على جماعة العسكر وكأنهم في خدمة إلزامية(فأي تقاعد هذا الذي هم فيه؟)..
هنا نقطة قوة في القصة كما قرأتها، رغم استخدام الكاتبة للغة بسيطة، سهلة، واضحة.
جال في خاطره أن يحصل على جائزة أدبية.. إشارة من الكاتبة أن قصص هؤلاء الأشخاص ومعاناتهم الحقيقية تستحق جائزة نوبل(تحمل قسوة هذه المعاناة تستحق جائزة).
المشهد الأخير في مكان الحدث أراه الأكثر قسوة، اكثر قسوة في عدم تقدير الإنسان، عدم احترام وقتهم، وكيف سيحترمون وقتهم وهم لا يحترمونهم كإنسان؟!
قصة تمثل واقعا مؤلما، لم تقصد الكاتبة تصوير هذه المعاناة فقط
بل رمت إلى ابعد من هذا..
الأسلوب كان ضمن دائرة مغلقة، فالحدث بدا وانتهى في غرفة أبو غدير، لكنها أنهت القصة بقول لشكسبير لتقول لنا: "قيمتنا ستكون من خلال تقديرنا للعلم، للغة،للمعلم، للإنسان المعطاء حتى لانملك يدين فقيرتين"
كقارئة للقصة أحببت هذه القصة ومارمت إليه.
كل التحية للكاتبة وكلماتها، دام نبض قلمها.
----
"ميساء وهبة"